بقلم القاضي/ خليل عبدالرزاق حسن العريقي *[c1]قال تعالى في سورة يونس:[/c]إن ربكم الله الذي خلق السموات والارض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الامر مامن شفيع إلا من بعد اذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه افلا تذكرون(3) اليه مرجعكم جميعاً وعد الله حقاً انه يبدوالخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب اليم بما كانوا يكفرون (4) صدق الله العظيم.هذه الآيات العظيمة تذكر بالمقام الاول بالموت الذي خلقه الله عز وجل لقهر الخلق وفنائهم ثم لتظهر عظمته سبحانه وتعالى في إعادتهم وبدء خلقهم من جديد استعداداً ليوم القيامة المهول ومحاسبتهم على تقصيرهم في حياتهم الدنيا وما فرطوا فيه من الثوابت والواجبات ثم تقرير مصيرهم برحمته وعظمته اما الى النار واما الى الجنة.[c1]يا ايها الراحل الناسي لمصرعهصبحت مما ستلقى النفس هراباان المنية مورود مناهلهالابد منها ولو عبرت احقابااكدح لنفسك من دار تزايلهاولاتكن للذي يؤذيك طلابا[/c] فالموت: صفة وجودية خلقت ضد الحياة وهو حادث تزول معه الحياة والواجب على الانسان العاقل اخذ العُدة لرحيلة فإنه لايعلم متى يفاجئه الموت ويأتيه امر ربه.[c1]ليس من مات فاستراح بميتإنما الميت ميت الاحياء[/c] ان من اضر الاشياء على الانسان طول الامل في هذه الحياة ومعني ذلك استشعار طول البقاء في الدنيا حتى يغلب على القلب فيأخذ بمقتضاه وينسى الانسان أنه مهدد بالموت في كل لحظة ولا بدّ من ذلك.[c1]اؤمل ان احيا وفي كل ساعة تمر بي الموتى تهز نعوشهاوهل انا الا مثلهم غير ان لي بقايا ليال في الزمان اع شها[/c]قال اهل العلم : " من طال امله ساء علمه« وذلك ان طول الامل يحمل الانسان على الحرص على الدنيا والتشمير لها لعمارتها وطلبها حتى يقطع وقته ليله ونهاره في التفكير في جمعها واصلاحها والسعي لها مرة بقلبه ومرة بعمله، فيسير قلبه وجسمه مستغرقين في طلبها وحينئذ ينسى الانسان نفسه والسعي لها بما يعود الى صلاحها وكان ينبغي له المبادرة والاجتهاد والتشمير في طلبه الاخرة التي هي دار الزوال والانتقال مثل ظل زائل وعن قريب يرتحل منها الى الاخرة ويخلف الدنيا وراءه فهل من العقل ان يعتني الانسان بالمنزل الذي سينتقل منه قريباً ويهمل المنزل الذي سيرتحل اليه قريباً ويمكث فيه طويلا؟![c1]يا أيها الباني الناسي منبته لاتأمنن فإن الموت مكتوبعلى الخلائق ان سروا وان حزنوا فالموت حق لذي الامال منصوب[/c]فيا ايها الانسان ان لطول الامل سببين الجهل وحب الدنيا اما حب الدنيا فهو انه اذا انس بها وبشهواتها ثقل عليه وعلى قلبه مفارقتها فامتنع قلبه من الفكر في الموت الذي هو سبب مفارقتها وكل من كره شيئاً دفعه عن نفسه والانسان مشغول بالاماني الباطلة التي توافق مواده وشهواته وشديد الحرص عليها.[c1]والمرء يبليه في الدنيا ويخلقه حرص طويل وعمل فيه تقصيريطوق النحو بالآمال كاذبة ولهزم الموت دون الطوق مطرور[/c]ايها الغافل اعلم ان طول الامل يقسى القلب ولايجعله يتذكر ماينتظره من الحساب والجزاء فإن خطر للقلب في بعض الاحوال ذكر الموت والضرورة الى الاستعداد والتهيؤ له سوف ووعد نفسه وقال يانفس ما مضى الا القليل، فلا يزال يمني نفسه بما يوافق هواها ويتوهم البقاء في الدنيا الى ان يتقرر ذلك عنده ويظن ان الحياة قد صفت له وينسى قوله تعالى » حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلاً او نهاراً فجعلها حصيداً كان لم تغن بالامس".فيا ايها المسلم ان اصل هذه الاماني كلها حب الدنيا والانس بها والغفلة عن الاخرة.والسبب الثاني الجهل حيث يستبعد الموت مع الصحة والشباب ولايدري المسكين ان الشيوخ في البلدان يكونون اطول اعماراً منه فلا يغتر بصغره فالموت لا يعرف صغيراً ولاكبيراً.ان هذه الايات الكريمة وما قدمته من تصور ليوم القيامة انما انزلها الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم تحذيراً له من طول الامل في الدنيا لانه من اضر الاشياء وافتكها بالانسان ومعنى ذلك استشعار طول البقاء في الدنيا حتى يغلب على القلب فينسى ذلك القلب انه مهدد بالموت والفناء في كل لحظة ولابد من ذلك قد يصح طويل الامل في الدنيا ولايصح ذلك الانسان على سكرات الموت تنتزع روحه فما نفعه شيء الا ما قدمه وامله في طاعة الله عز وجل وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.[c1] تأهب للذي لابد منه فان الموت ميع العباد يسرك ان تكون رفيق قوم لهم زاد وانت بغير زاد[/c]ويعرف الانسان انه قد الهته الدنيا وطال امله في لعاعها عندما لايعتبر بمن مات او هلك ولا يتدبر ايات الله عز وجل الكونية والشرعية ولايمعن النظر في آيات القرآن الكريم كما في هذه الآيات التي نحن بصددها فعلى الانسان المسلم ان يستيقظ من غفلة طول الامل في الدنيا قبل فوات الاوان وعليه ان يعرف ماينتظره من اهوال بعد موته وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل" اذا مات ابن ادم فقد قامت قيامته ".[c1]اؤمل ان احيا وفي كل ساعة تمر بي الموتى تهز نعوشهاوهل انا الا مثلهم غير ان لي بقايا ليال في الزمان اعيشهارئيس محكمة ش الحديدة [/c]
|
رمضانيات
في ظلال آية
أخبار متعلقة