الرأي العام هو الفكرة السائدة بين جمهور من الناس, تربطهم مصلحة مشتركة إزاء موقف من المواقف أو مسألة من المسائل التي تثير اهتمامهم, أو تتعلق بمصالحهم المشتركة. وهذه الظاهرة تكتسب صفة الاستقرار وتختلف في وضوحها ودلالاتها ولكنها تصدر عن اتفاق متبادل بين غالبيتهم, مع اختلافهم في مدى إدراكهم لمفهومها.ويقصد بالرأي العام في هذا المجال الرأي الغالب, أما الرأي العام المتصل اتصالا وثيقا بالميراث الثقافي, فيطلق عليه الاتجاه العام, وهو مجموعة العادات والتقاليد التي تمثل اتجاها ثابتا يتصف بالدوام. بعكس الرأي العام الذي يتصف بالحركة والتغير , ويصف البعض الصحافة بأنها تحتل المقام الأول من بين وسائل الإعلام كلها في التأثير على الرأي العام لأسباب عديدة أهمها أن الصحافة تهتم أكثر من سواها بالخوض في القضايا السياسية والاجتماعية ومناقشتها بإسهاب وعرض وجهات النظر المختلفة وخلفيات الأنباء ومن اجل ذلك فإن النظم الديمقراطية في العالم تحرص على إعطاء الصحافة اكبر قدر من الحرية لتكون المرآة الصافية التي تعكس آمال الشعب والأمة وأحلامه وتطلعاته ورضاه أو سخطه , ولتقوم كذلك بدورها ورسالتها المهمة في توعيته وتنويره في صدق وشرف والتزام , ما جعلها من أقوى وسائل الإعلام وأكثرها قدرة على تكوين الرأي العام في وجدان الجماهير.والصحافة كغيرها من وسائل الاتصال الجماهيري يمكن أن تكون أداة من أدوات وأجهزة تثقيف الجماهير وتوعيتها بحقائق العصر الذي تعيش فيه ,وحقائق المجتمع الذي يرتبط مصيرها به , وتعليم هذه الجماهير شتى أنواع المعرفة , بدءا من الحروف الأبجدية إلى احدث اكتشافات العلم والتكنولوجيا وتزويدها بأنواع من الغذاء الوجداني والنفسي , من خلال نشر الإنتاج الأدبي والفني , الذي يبعث على الأمل ويكون حافزا للإنتاج والحركة.ومن جهة أخرى يمكن أن تصبح الصحافة سبيلا لنشر الثقافة المدمرة القائمة على الإثارة والعنف والعدوان وإشاعة مناخ إحباطي هدام, استنادا إلى نظريات تهدف إلى محاصرة الجماهير في متاهات الجنس والعنف والغرائز وتجريدها تماما من ميزة اللجوء إلى العقل والمنطق مما ييسر قيادها والتحكم في مصيرها.وأحيانا تختلق الصحافة كغيرها من وسائل الإعلام أحداثا لا أصل لها وخاصة في البلدان المتقدمة التي يعمل نظام الاتصال الجماهيري فيها بطريقة خاصة , وما أكثر الأمثلة على ذلك,(ما يطلق عليها دانييل وشتايين اسم «اللا أحداث».مما سبق يمكن أن نميز بين مدرستين في عالم الصحافة, أولاهما المدرسة التي تؤمن بأن للصحافة رسالة ثقافية وتوجيهية وإعلامية يجب أن تؤديها.وثانيتهما التي ترى أن الصحافة تجارة همها الأول والأخير كسب المال وهمها قبل كل شيء زيادة التوزيع, ولو بتملق غرائز الجماهير وإشباع فضولهم وإقبالهم على الأخبار المثيرة المختلفة المواضيع.ويستطيع القارئ أن يميز بين هاتين المدرستين بنظرة عابرة إلى الصفحة الأولى من كل جريدة والى العناوين الكبيرة فيها. فالمدرسة التي تهتم برسالة الصحافة الحقيقية تبرز في عناوينها الأحداث الوطنية والقومية والعالمية الجادة وتركز الاهتمام عليها , بينما لا تختار المدرسة الثانية عناوينها إلا من تلك التي تتناول الأحداث التافهة المثيرة ومع الأسف تزعم هذه المدرسة أنها تمثل تطورات الفن الصحفي, وأنها تقيم هذا الفن على حقائق النفس البشرية وحاجات الجمهور.
الصحافة وأثرها في الرأي العام
أخبار متعلقة