همسة
إذا كان الحساب العلمي الدقيق هو الذي يتحكم في تخطيط كل وجوه الحضارة القائمة.. فلا بد أن نكون بحاجة ماسة إليه في تخطيط العمل الإذاعي والتلفزيوني وتطوير أجهزتها..ولدى الأخوة في هذين الجهازين الفرصة ليخوضوا تجربة الحساب بعد أن أحتفلوا بمرور خمسين عاماً على بدء البث الإذاعي، وأربعين عاماً على بدء الإرسال التلفزيوني.والحساب هنا.. يعني التقييم الصحيح الذي ينطلق من فكر مخلص متفتح بعيداً عن التشنجات ما داموا يريدون أن يصلوا إلى الأفضل..والحساب يعني أيضاً طرح عدد من الأسئلة ومناقشتها..ومن أمثلة هذه الأسئلة:ماذا أردنا أن نقدم؟..وماذا حققنا؟وكيف يجب أن يتم؟وكيف تم عملنا؟وماذا علينا في المستقبل؟إذن.. فالمسألة الجدية في التطوير هي : مسألة التقييم بعد كل تجربة من أجل الإستعداد لتجربة أخرى أكثر نضوجاً.. وأوسع أفقاً..ويدخل في الحساب بلا شك الطرف الرئيسي في المعادلة.. وهو الجمهور.. لذا يجب أن يبحث المسؤولون عن أحكامه التي أطلقها حول تجربتهم..الأول: صدر عن المشاهد والمستمع الموضوعي.الثاني: عن الجماليالثالث: عن اللامبالي على حد تعبير أحد الزملاء، وهو المشاهد الذي يريد أن يقضي وقته يضحك أو يبكي أو يتعجب دون أن يعرف لماذا؟ويترتب التقييم أن يبحث الأحكام الثلاثة.. وأن يحقق في كونها سلبية أم إيجابية.. وهل استطاعت التجربة تقديم المادة الجديدة والجيدة والتي يتطلبها مجتمعنا الجديد؟كل هذه الأسئلة يجب أن تخضع لتجربة حساب فكري منظم ومسؤول دون مراعاة أسباب طمس الحقيقة، كالعلاقات الشخصية والصداقة وزمالة العمل..بل يجب أن يكون نقد الذات الموضوعي في مقدمة الحساب..ونحن في صفحة (فنون) على استعداد لفتح صفحاتنا لجميع الأقلام والأفكار للمشاركة في عملية التقييم هذه.المحرر