رأي صريح
- تحسرت كثيرا وأنا أتابع مباراة المنتخب الوطني الأول مع نظيره ومستضيفه المالديفي أمس على شاشة الفضائية اليمنية, نتيجة المستوى الهزيل , والمسخرة " التي قدم فصولها لاعبو منتخبنا من إخراج المدرب المصري محسن صالح , وجميعنا صدمنا صدمة مروعة بتلك الصورة السيئة التي قدمها من نطلق عليهم " جزافا " نجوم الكرة اليمنية , وهم بعيدون كل البعد عن النجومية التي عهدناهم بها في الفترات الماضية.- فمنتخبنا قدم أسوأ العروض الكروية في تاريخ الكرة اليمنية على الإطلاق , وأمام منتخب مغمور جدا وحديث العهد بمنافسات كرة القدم الرسمية العالمية , منتخبنا يا سادة يا كرام يبدو أن سحر الجزر المالديفية الاستوائية أخذه وابهره فتاه في ممرات المالديف البحرية , وغرق , وأغرقنا معه ونحن نضغط على أنفسنا وعلى أعصابنا بانتظار أن ينهي حكم اللقاء المباراة بصافرة أخيرة تقلل من حجم الخسارة الكارثة التي تعد بكل المقاييس صدمة كروية مروعة وكابوساً لم نصح بعد .- المباراة كانت بالفعل كابوساً منه ثقيل الدم جثم على أنفاسنا جميعا وجعلنا نشعر بالكثير من الألم والمرارة واليأس والعجز ونحن نرى مجموعة من لاعبينا الذين يعتبرهم المدرب المصري محسن صالح الأفضل في البلاد يستهترون بمشاعرنا وقد انعدمت لديهم أدنى ذرة من الوطنية والغيرة والشعور بالمسؤولية , وكأنهم يلعبون للتسلية فقط وليس لتقديم مستوى مشرف ونتيجة طيبة .- نعم يا سادة يا كرام , لقد سرقنا التأهل للدور الثاني من التصفيات الموندالية للقارة الآسيوية من بين أنياب المنتخب المالديفي بثلاثية صنعاء النظيفة , وكسبنا تأهلا غير جدير بنا , وحرمناً منتخبا قدم أجمل عروضه على الإطلاق وحقق أفضل نتيجة له ودخل من خلالها التاريخ من أوسع أبوابه كونه حقق الفوز الأول على منتخب عربي .- بصراحة , لم أجد نفسي ناقما وغاضبا على مدربنا المصري القدير محسن صالح مثل هذه المرة , فقد بدا وكأنه سلم الأمر واسقط في بده ولم بعد يدري ما يفعل , تاه وسط زحمة استهتار لاعبينا , فليتحمل المدرب نتيجة فعلته عندما لم يستدع مجموعة من اللاعبين الذين نعدهم الأفضل في دورينا المحلي , ومع احترامنا الشديد له ولتاريخه , إلا أنه أخطأ هذه المرة كثيراً بما قدمه لاعبونا من مهزلة كروية بكل المقاييس.- محسن صالح واجه الكثير من الانتقادات اللاذعة والتحامل الزائد عن حده , ومع ذلك صبر وتحمل وطلب لكل منتقديه الهداية " ربنا يهديهم " , وكنت أنا ممن دافعوا عن محسن صالح وأفضلية بقائه في اليمن وقيادته للكرة اليمنية , وأن نصبر عليه وان نتحمل النتائج حتى نتمكن من الوصول إلى مبتغانا , غير أن المستوى الذي ظهر به منتخبنا وأداء لاعبينا الذين كانوا لا يفقهون في كرة القدم شيئا جعلني أندم بعض الشيء على تعاطفي الكبير مع مدربنا القدير .- ومع ذلك ما زلت ألتمس العذر لمحسن صالح فيما صنعه بنا , وأنا أتمنى أن يراجع صالح حساباته وأن يعمل على استدعاء لاعبي النجدة الفورية من أفضل مهاجمينا في الدوري المحلي وان يعاقب كل اللاعبين الذين تخاذلوا في مباراة الأمس وأن يحاسبهم حسابا عسيرا , كونه محاسب أمامنا جميعا وسيطاله النقد اللاذع والهجوم القاسي الذي قد يصل إلى حد التجريح وربما الإهانة من قبل بعض الأقلام المعروفة التي لن تصدق أنها وجدت فرصة أفضل من هذه الفرصة لتشبعنا لطما وشتما وقدحا وانتهاكا لحقوق المدرب صالح.- ربما نعذر محسن صالح الذي لم يوفق في إجراء مباريات تجريبية للاعبي المنتخب ليعرف مدى انسجامهم وقدراتهم بعد غيابهم الطويل عن المباريات الدولية كمنتخب أول منذ خليجي 18 في نهاية يناير الماضي حتى أكتوبر الحالي , وربما أن محسن صالح مقتنع أنه يقدم خدمة للكرة اليمنية من خلال الإحلال والتبديل والاستغناء عن النجوم السابقين بمواهب شابة ومقتدرة , غير أنه اخطأ عندما جعل الإحلال والتبديل نهائي وشامل دون أن يمر بمراحل مختلفة , بدون أن يعمل حسابه لمثل هذه المنافسات ومثل هذه المباريات الرسمية مع الفريق الصغير.- الأحرى بمحسن صالح أن يجد له الآن كتيبة إنقاذ من اللاعبين الذين استغنى عنهم خلال الفترة الماضية والذين يتمتعوا بخبرات طيبة مثل النجمين علي النونو وعادل السالمي ,ومثل النجم إبراهيم الكهالي، والنجم المدافع سالم سعيد وفهد راشد وشادي جمال وعبد الله الصافي وغيرهم من نجوم الكرة اليمنية الذي سيشكلون مع النجوم الشباب الحاليين عناصر قوية للمنتخب تمتزج فيها الخبرة بالشباب مع المرحلة الثانية من التصفيات الآسيوية. - ومع ذلك أتمنى من الإعلام الرياضي أن يقول كلمة الحق التي يراد بها حقا , وألا يكون قاسيا على المنتخب وعلى المدرب الذي ينتهي عقده منتصف الشهر الحالي وما زال مصرا على عدم التجديد , فيما نقف أمام استحقاقات دولية متعددة يجب عليه أن يكملها طالما وقد وضع برنامجه للتجديد والإحلال بدلا من أن يتركنا في منتصف المشوار ويغادر مع انتهاء عقده , ويجب على اتحاد الكرة أن يكون عند مستوى المسؤولية في تحملها مع اللاعبين والجهاز الفني , وألا يبحث عن كبش فداء وسط هذه المهزلة.- ولاشك أن الشيخ احمد صالح العيسي رئيس الاتحاد ستكون له وقفة جادة مع لاعبي المنتخب والجهاز الفني والإداري فيما يتوجب عليه عمله من خلال البحث عن مفردات عملية تظهر للاعبينا حجم الكارثة التي نزلت على جماهير الكرة اليمنية والتي لن تنسى هذه المباراة ولن تغفرها بسهولة للمنتخب إلا من خلال النتائج الجيدة في المراحل القادمة .[email protected]