اولمرت: تدمير حزب الله لم يكن هدف الحرب، وواشنطن تشيد بـأسف نصرالله
بيروت/باريس/عواصم/وكالات:استولى الجيش اللبناني على اسلحة "هامة" لحزب الله اللبناني في جنوب لبنان وفق ما اكد أمس الثلاثاء رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بحسب صحيفتي "لوموند" الفرنسية و"ال باييس" الاسبانية.وقال السنيورة في مقابلة مع اربعة صحافيين يرافقون الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في زيارته الى لبنان "من المؤكد ان الجيش استولى على بعض الاسلحة. حصلت عمليات مصادرة اسلحة ولكن السياسة التي نعتمدها في هذا المجال هي عدم الاعلان عن ذلك".ونقلت "الباييس" الاسبانية عن السنيورة قوله: "قرار الحكومة هو القيام بمراقبة دقيقة للحدود مع سوريا ومنع دخول اي بضاعة او شخص بدون ترخيص. حصلت هناك مصادرات. لا اريد ان اتطرق الى التفاصيل بيد انها اسلحة هامة".واضاف انه "لا ينبغي وجود اي ميليشيا مسلحة ولا اسلحة او بزات عسكرية لغير الجيش اللبناني" في الجنوب. وقال: "ينتمي حزب الله الى الاسرة اللبنانية ولا بد من التعاون معه".ونقلت صحيفة "لوموند" عن رئيس الوزراء اللبناني قوله: "لن يكون اي قطاع مقفلا امام الجيش اللبناني" الذي لم يذهب الى الجنوب "للتنزه" اذ انه "سيصادر كل سلاح يجده" مضيفا "هذا ما يحصل بطريقة حازمة ولكن ودية".ونقل مبعوث "لوموند" الخاص الى بيروت عن "مصادر مطلعة" ان حزب الله "يحاول ان يعيد تسليح نفسه في اسرع وقت ممكن" وان الجيش اللبناني "يقوم بكل ما في وسعه" لضبط شحنات الاسلحة التي تنقل عبر الشاحنات من سوريا وفق هذه المصادر.واعلن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله انه لن يكون هناك اي مشكلة مع قوة الامم المتحدة العاملة في لبنان (يونيفيل) المعززة التي ستتوجه الى لبنان الجنوبي طالما ان مهمتها لا تتعلق بتجريد حزب الله من سلاحه.وقال "لن يكون هناك من تواجد مسلح لحزب الله في جنوب لبنان". واشار ايضا ان الحزب اطلق نحو (4000) صاروخ على شمال اسرائيل وهو رقم يشكل حسب ما قال "اقل بكثير من نصف" مخزون حزب الله من الاسلحة.إلى ذلك اختصر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان عصر الاثنين جولته التي قام بها بصحبة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد أن استقبله جمهور غاضب يحمل صور الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وسط عشرات المنازل المدمرة. وفيما كان رئيس الحكومة اللبنانية يقوم بنشاط مكثف الاثنين برفقة الأمين العام لحزب الله طالبه العماد ميشال عون الزعيم اللبناني المعارض والحليف المسيحي الرئيسي لحزب الله بالاستقالة، مشيرا إلى ما وصفه بفشلها في التعامل مع الأزمة خلال حرب إسرائيل مع حزب الله.وتوجه انان أمس الثلاثاء إلى الناقورة (جنوب) مقر قوة الأمم المتحدة العاملة في لبنان، ثم إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية.وبعيدا عن جولة عنان كان رئيس الحكومة اللبنانية يواجه تحديا شديدا من المعارض البارز العماد ميشيل عون الذي طالبه بالاستقالة على خلفية ما وصفه بفشله في التعامل مع الأزمة خلال حرب إسرائيل مع حزب الله (وإلا..).وبدا أن عون يهدد فيما يبدو باثارة اضطرابات إذا لم تقدم حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة استقالتها بشكل سلمي. وكان عون طالب في الماضي بنزع سلاح حزب الله غير أنه عزز علاقاته بالحزب في وقت لاحق.وقال "من حق اللبنانيين أن تتألف حكومة جديدة من أناس جدد.. ويحدث التغيير بشكل هادئ مع المحافظة على الاستقرار في البلد وإلا فهناك أساليب أخرى للتصعيد من الآن فصاعدا".ودعا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في مقابلة تلفزيونية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم "عون" دون أن يطالب بمزيد من السلطة لحزب الله الذي يشارك بوزيرين في الحكومة الائتلافية الحالية.وقوبلت دعوة عون بالرفض من سعد الحريري العضو البارز في الائتلاف الذي يهيمين على مجلس الوزراء والبرلمان المؤلف من (128) عضوا.وقال عون الذي يسيطر على كتلة برلمانية مهمة لكنه غير مشارك في الحكومة إن هناك "تساؤلات كبيرة حول سلوك هذه الحكومة خلال الأحداث" في إشارة إلى الحرب التي اشتعلت بعدما أسر حزب الله جنديين إسرائيليين في 12 يوليو في غارة عبر الحدود.وقال عون "عندما نغير هؤلاء سنرى أنه يمكن تأليف حكومة أحسن من الحالية (100) ألف مرة." ورفض الافصاح عما إذا كان التيار الوطني الحر الذي يتزعمه سيشارك في الحكوة الجديدة.وقال ساخرا "ماذا يريدون.. هل يريدون أن يلحقونا على الحمام (المراحيض) ويراقبونا ماذا نعمل؟.من ناحية أخرى، وفي رد فعلها على الحديث الأخير للسيد حسن نصر الله مع قناة "الجديد" اللبنانية، اشادت الولايات المتحدة باعراب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن "أسفه" لأسر الجنديين الإسرائيليين في 12 يوليو الماضي الأمر الذي أدى إلى هجوم إسرائيلي على لبنان استمر (34) يوما".وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك "انه تصريح مدهش من جانب الذي أعلن الحرب: القول انه يأسف لاندلاع هذه الحرب".وكان نصرالله أعلن في مقابلة مع محطة التلفزيون اللبنانية "نيو تي في" (التلفزيون الجديد) مساء أمس الأحد أن حزب الله لم يكن ليأسر الجنديين الإسرائيليين لو كان يعلم أن هذه العملية "ستؤدي إلى حرب بهذا الحجم".وأوضح ماكورماك أن الحرب على لبنان جاءت بسبب "وضع كانت الولايات المتحدة تحذر منه منذ وقت طويل: وجود دولة ضمن الدولة".وأضاف أن واشنطن تأمل اذن ان تنزع الحكومة اللبنانية سلاح حزب الله وكما ينص قرار مجلس الامن الدولي (1559).على صعيد اخر نفى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت أمس الثلاثاء ان يكون تدمير حزب الله اللبناني هو هدف اسرائيل من الحرب على لبنان. وقال اولمرت في مدينة طبريا "لقد اتخذت الحكومة قرارا في 12 يوليو. ولم تقل ابدا ان هدفها هو تدمير حزب الله بل تطبيق قرار مجلس الامن (1559) ونشر الجيش اللبناني في الجنوب وقد تم تحقيق ذلك". وتأتي تصريحات اولمرت بعد يوم من اعترافه لاول مرة "باخفاقات" خلال الحرب ضد حزب الله والتي استمرت 34 يوما. وقال اولمرت في مدينة حيفا الاثنين "صحيح انه لم يسر كل شيء كما كنا نرغب. لم نكن مستعدين لم نحقق دائما الاهداف المتوخاة. لم تسر كل الامور كما يجب".من جهة اخرى سخر اولمرت أمس الثلاثاء من الامين العام لحزب الله حسن نصرالله "الذي لم يخرج من ملجئه المحصن بعد".وقال "انا اقوم بجولات في الشمال (اسرائيل) في حين ان نصرالله لم يخرج بعد من ملجئه المحصن".وجاء كلام رئيس الوزراء الاسرائيلي خلال زيارة لمدينة طبريا التي وقعت فيها عدة دفعات من صواريخ اطلقها حزب الله خلال الحرب التي استمرت (34) يوما. واضاف "ان شخصا يختبئ في ملجأ محصن لا يمكنه الادعاء انه انتصر".وقال من جهة اخرى انه يتوقع الحصول على هبات تصل الى (300) مليون دولار من يهود اميركيين لإصلاح الاضرار التي خلفها قصف حزب الله على شمال اسرائيل.