واشنطن/ بغداد / وكالات :أعلن مسؤول أميركي رفيع المستوى أن الرئيس الأميركي جورج بوش سيعلن إستراتيجيته الجديدة بشأن العراق بعد الأول من يناير المقبل وليس قبل نهاية العام الحالي. وقال مسؤول في البيت الأبيض طالبا عدم الكشف عن هويته إنه من المرجح أن يعلن بوش العام المقبل إستراتيجيته الجديدة بشأن العراق.وتطرق إلى الطابع المعقد لهذه المهمة وضرورة إيجاد إجابات على "العديد من المسائل الصعبة"، مشيرا أيضا إلى التسلم المتوقع لوزير الدفاع الجديد بوب غيتس مهامه.ونفى أن يكون هذا التأخير عائدا إلى وجود مشاكل أو تردد داخل الإدارة في الإعداد لهذه الإستراتيجية.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو أعلنت في وقت سابق أن بوش قد يعلن قراراته بشأن العراق قبل نهاية العام الحالي، عقب تسلمه التوصيات التي قدمتها له اللجنة المستقلة لدراسة الوضع في العراق برئاسة وزير الخارجية الجمهوري الأسبق جيمس بيكر والنائب الديمقراطي السابق لي هاملتون.وخلصت اللجنة إلى أن الوضع في بلاد الرافدين "خطير ومتدهور"، وأنه إذا لم يتم اتخاذ تحرك سريع فإن ذلك قد يؤدي إلى أزمة في المنطقة. ودعت اللجنة إلى تسريع تدريب القوات العراقية وسحب القوات الأميركية المحاربة بحلول عام 2008. على صعيد اخر أدت انفجارات في العاصمة العراقية بغداد أمس الاربعاء إلى مقتل 15 شخصا وهاجم مفجران انتحاريان قاعدة للجيش العراقي مما غطى على الاستعدادت لعقد مؤتمر يستهدف تشجيع المصالحة الوطنية في العراق.وقالت الشرطة ان مسلحين اقتحموا أيضا منزلا في قرية جنوبي بغداد ليقتلوا كل أفراد عائلة شيعية وعددهم تسعة هم أربعة رجال وامرأتان وثلاثة أطفال.وأضافت الشرطة أن سيارة ملغومة انفجرت قرب مراب للحافلات وحشد من عمال شيعة باليومية في شارع مزدحم في شرق بغداد مما أوقع عشرة قتلى و25 جريحا.ويقول مسؤولون من الامم المتحدة ان أعمال العنف الطائفية بين الاقلية السنية التي كانت مسيطرة والاغلبية الشيعية تؤدي الى سقوط أكثر من 120 قتيلا في اليوم الواحد. وفر عشرات الالاف من بيوتهم وتتزايد المخاوف من اندلاع حرب أهلية شاملة.وتكافح حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تعاني التوترات الطائفية التي تشل عملية اتخاذ القرارات من أجل كبح العنف الذي تلقى مسؤوليته على جماعات اسلامية سنية مسلحة مثل القاعدة والميليشيات الشيعية.ويستضيف المالكي يوم السبت مؤتمرا للمصالحة الوطنية في بغداد يستهدف جمع شمل جماعات سياسية كردية وسنية وشيعية وعلمانية. لكن كثيرا من العراقيين يخشون من أن العنف بلغ مستوى يصعب وقفه.وأكد اللفتنانت جنرال بيتر شياريلي نائب القائد الامريكي في العراق يوم الاثنين الماضي أن القوة العسكرية الامريكية وحدها لن تنهي العنف قائلا ان هناك حاجة الى تحقيق مزيد من التقدم على الصعيدين السياسي والاقتصادي لاستعادة ثقة العراقيين.واتهم المالكي الساسة العراقيين باشعال العنف لرفضهم التوصل الى حل وسط.وقال مسؤول بوزارة الداخلية ان من بين أعمال العنف أمس الأربعاء انفجار سيارتين ملغومتين في ان واحد في حي بغداد الجديدة الذي يقطنه مواطنون من طوائف دينية مختلفة مما أدى الى مقتل خمسة واصابة عشرة.وقالت الشرطة ان ثلاث قنابل على جانب طريق وسيارة ملغومة انفجرت قرب مستشفى اليرموك في غرب بغداد مما أدى الى اصابة شخصين.وأضافت الشرطة أن مهاجمين انتحاريين هاجما قاعدة للجيش العراقي في بلدة الرياض الواقعة على بعد 60 كيلومترا تقريبا جنوب غربي كركوك مما أدى الى مقتل سبعة جنود واصابة 15.وقال اللواء تورهان عبد الرحمن قائد شرطة كركوك ان المهاجم الاول فجر سيارته بعد أن صدمت بوابة القاعدة. وتمكن المهاجم الثاني من دخول القاعدة.وكثيرا ما يستهدف المسلحون السنة الذين يحاربون القوات الامريكية والحكومة التي يقودها الشيعة الجنود العراقيين الا أن الهجمات على قواعد الجيش غير مألوفة نسبيا.