صباح الخير
ما الذي جرى, يا هل ترى؟ وكيف تم إغفال قضية المشتغلين في محو الأمية وحرمانهم من (طبيعة العمل ثم المرحلة الثانية من الإستراتيجية)؟ وهل هذا التوجه هو ناتج عن خطأ أو تقصير حكومي, أم هو توجه حقيقي لجعل المسألة محرفة تماماً بحيث تكون: من محو الأمية إلى: نحو الأمية.. وإلا هاتوا لنا سبباً مقنعاً؟!.لقد التحق موظفو وتربويو محو الأمية, وهم الشريحة التي أسندت إليها مهاماً وطنية كبيرة لاجتثاث الأمية, التحقوا بزملائهم المحرومين في التربية ممن حرموا من مزايا قانون المعلم الذي لم يطبق بعدالة وإنصاف, بل وتعمد القائمون عليه طيلة سبع سنوات العمل بالقطارة للحصول على مبالغ كرشاوٍ ومن ثم إعطاء الحق, أحياناً لمن لم يستحقه.. هكذا يكون حال (الساقطين) من قانون المعلم ولديهم فتاوى قانونية وهم في معظمهم تربويون ومعلمون وخريجو كليات تربية ودور معلمين هكذا يكون حالهم اليوم مثل إخوانهم وأخواتهم في الإدارات العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار في المحافظات.. وهؤلاء الذين يعملون مع اجتثاث المرض الخبيث ويتقاضون رواتب زهيدة ويعملون صباحاً وظهيرة ومساءً, هؤلاء المساكين هم في غالبيتهم معلمون انتقلوا ليؤدوا مهاماً وطنية كبيرة أفقدتهم امتيازات في التربية وبحثوا عنها في محو الأمية فكانت الطامة الكبرى.. وربنا يستر!!.اليوم نرى ونسمع أن هناك متابعات وكشوفات استحقاق ونسمع أن الإدارة العامة في عدن اليوم تتابع بمسؤولية عبر القنوات الصحيحة.. ونسجل هنا شكرنا للأستاذ التربوي / سعيد أحمد نعمان مدير عام الإدارة العامة لمحو الأمية في عدن الذي أصبح سفيراً بين صنعاء وعدن, طالع ونازل لمتابعة حقوق موظفي وتربويي إدارته وهم كفاءات لا يستهان بها لأن معظمهم جامعيون وأساتذة أجلاء وموجهون قطعوا شوطاً كبيراً في الخدمة.. ما يحتم علينا إعطاءهم حقهم فوراً سواء طبيعة العمل أو الاستراتيجية, لأن ذلك أبسط حق لهم يجب أن يحصلوا عليه أسوة بزملائهم في المرافق التربوية الأخرى.إننا نخشى أن تكون سياسة الدولة مبنية على خطأ وغش في المعلومات.. حيث نسمع أن عدن ستعلن قريباً كمحافظة (خالية من الأمية) وهذا واقع مقلوب, لأن عدن اليوم قد استقر فيها كثيرون من أبناء اليمن ومعظمهم من الأرياف ولم يتحصلوا على فرص التعليم.. لذلك تكون مراكز محو الأمية في عدن هي موقع استقبالهم لمحو أميتهم وليس العكس.. ولابد من استشعار الخطر, قبل اتخاذ إعلان سياسي تكون نتائجه سلبية ومدمرة.نحو الأمية.. أم محو الأمية ؟! ذلك ما نريد له توضيحاً ولا نغالي إذا قلنا إن بعض مسؤولينا لديهم أمية ثقافية وأمية في نطاق المصطلحات.. ونجد بعضهم وفي محافل كبيرة ورسمية يطالبون بـ (القضاء على محو الأمية) في حين يكون الصح هو (القضاء على الأمية) لكن لو فضلنا الأولى على الثانية تكون الكارثة!! وتكون العبارة هكذا أحسن ألا وهي: (نحو الأمية).. فهل استوعبنا ذلك؟!.