بغداد / وكالات :تواصل المدفعية التركية قصفها لمواقع داخل إقليم كردستان شمال العراق يشتبه في أن مقاتلين من حزب العمال الكردستاني يتحصنون فيها, واستهدف القصف الذي بدأ يوم أمس قرى حول قضاء العمادية وناحية بامرني في محافظة دهوك.وقال مصدر من حرس الحدود في كردستان العراق إن المدفعية التركية الثقيلة أطلقت يوم أمس نحو 250 قذيفة على المناطق الحدودية العراقية في دهوك. وأوضح أن القصف كان متواصلا وألحق أضرارا مادية دون وقوع خسائر بشرية.وتقع المناطق المستهدفة على بعد نحو 15 كيلومترا عن الحدود العراقية التركية.من جهته نفى مسؤول العلاقات الخارجية في حزب العمال الكردستاني عبد الرحمن الجادرجي الأنباء التي تحدثت عن نية توجه قيادات الحزب إلى تركيا، وترك إقليم كردستان العراق.ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الجادرجي قوله إن تلك المعلومات "عارية عن الصحة, لن نترك إقليم كردستان العراق, وقد أكدنا أكثر من مرة أننا لا نستهدف تركيا انطلاقا من كردستان، والعمليات التي تحدث في تركيا تنفذها قواتنا الموجودة في تركيا".وأضاف مسؤول العلاقات الخارجية أن مقاتلي حزبه على استعداد تام لمواجهة القوات التركية التي تعزز قواتها على الشريط الحدودي مع إقليم كردستان العراق.يأتي هذا التصعيد بينما تنتظر حكومة أنقرة قرار البرلمان الثلاثاء المقبل للرد على طلبها الموافقة على توغل الجيش داخل الأراضي العراقية لمطاردة عناصر حزب العمال، والتي تقول إنه يتدرب في إقليم كردستان العراق وينطلق منه لشن هجمات على الجيش في تركيا.وتقع هذه الأحداث رغم الاتفاق الأمني المبرم مؤخرا بين الحكومة العراقية والتركية, وينص على قيام العراقية بمنع مقاتلي الكردستاني من ممارسة أي نشاطات عسكرية ضد الجيش التركي مقابل تعهد أنقرة بعدم توغل جيشها داخل الأراضي العراقية.وقد صعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من لهجة التهديد بمطاردة عناصر حزب العمال داخل الأراضي العراقية بعد العملية العسكرية التي نفذها الحزب جنوب تركيا الأسبوع الماضي، وأسفرت عن مقتل 15 جنديا تركيا.وقال أردوغان إنه مستعد لمواجهة أي انتقاد دولي في حال أقدمت قواته على تنفيذ عملية عسكرية داخل الأراضي العراقية. وقد حذرت الولايات المتحدة أنقرة من الإقدام على مثل هذه الخطوة.وكان مسؤولون أميركيون أعلنوا قبل ذلك أن أنقرة حشدت ستين ألف جندي على حدودها مع العراق. ورجحوا أن تعمد تركيا إلى اللجوء لضربات جوية وإطلاق قذائف هاون على مواقع المتمردين. وقالت واشنطن إنها ستتلقى إخطارا من أنقرة إذا ما قررت التدخل العسكري شمالي العراق.وبدأ حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منظمة إرهابية، عام 1984 حركة تمرد مسلحة على الحكومات التركية المتعاقبة للمطالبة بالانفصال. وأسفر الصراع المسلح بين الطرفين عن مصرع أكثر من 37 ألف شخص.