بلبل الأغنية التهامية.. الفنان الأسمر محمد الهجام:
التقاه/ محمد سالم مغرسيالفنان المبدع الصداح محمد الهجام يعتبر من رواد الأغنية التهامية وله الكثير من الأعمال التهامية الغنائية والذي اتجه في الآونة الأخيرة إلى الأعمال الغنائية الوطنية تم الالتقاء به وبصعوبة استطعنا الدخول في حوار معه وكان في البداية يرفض وذلك لدخول اليأس وفقدان الأمل في قيام وسائل الإعلام عبر لقاءات لإنقاذ الأغنية التهامية والأخذ بيد مبدعيها وروادها.- فنان الأغنية التهامية محمد الهجام بداية عرفنا عن نفسك من هو محمد الهجام..؟ وكيف كانت البداية؟- محمد الهجام من مواليد مدينة القطيع بمديرية المراوعة بمحافظة الحديدة من مواليد 1973م أعمل في قطاع التربية والتعليم مدرساً تربوياً وما زلت محافظاً على عملي التربوي متزوج وأب لأربع بنات حلوين رحاب، وسارة، وذكرى، والحان وللولد الحبوب علي بجانب عملي التربوي محباً للفن بمختلف ألوانه وخاصة التراثيات وبالأخص الأغاني التهامية التراثية والمتميزة بالإضافة إلى الأغنية الوطنية هي الآن الأقرب إلى قلبي.. كانت البداية الحقيقية لي في استغلال وحدتي والجلوس مع نفسي خاصة في المزارع بعيداً عن ضجة المدن والزحام وكنت أميل وأطيل الجلوس وسط المزارع المكتظة بالنواب وأكب على تصليح الآلات الموسيقية من عمل يدي مثل العود وأقوم بالعزف عليها حتى أتقنت معظم الألحان التي كنت استمع إليها من كبار الفنانين اليمنيين وعمالقة الفن اليمني.. كما أن المدرسة لعبت دورها الكبير في تنمية الموهبة التي كنت امتلكها وأخرج الطاقة المختزنة لدي وذلك عبر المشاركات العديدة في مختلف الحفلات والمناسبات والمهرجانات في مختلف المناسبات التي كانت تقيمها المدرسة وكنت أجد الكثير من التشجيع من المدرسين ومن مختلف الزملاء ولا سيما المشاركة في إقامة الاحتفالات الوطنية.. ثم بعد ذلك توسعت وبدأت بالانطلاق إلى أن وصلت مشاركاتي إلى الأعراس فكان يعزف لي فناوين على العود والآلات الموسيقية وكنت أنا أغني.. ثم بعد ذلك أجدت استعمال العود واعتمدت على نفسي في العزف وذاع صيتي وبأت أشتهر وكان لمشاركتي في الأعراس والمشاركة فيها وكذا المناسبات الوطنية وغيرها كانت لمشاركتي فيها دورها في إخراجي إلى وسك الجماهير والوسط الفني وبدأت أعتمد على نفسي أكثر بعدها انطلقت وتوسعت المشاركات إلى خارج المديرية إلى المديريات المجاورة وإلى المحافظة والمشاركة في إسهامي بإحياء السهرات على مستوى الأعراس وعلى مستوى المركز الثقافي وتقديم مختلف الألوان التي أجيدها.[c1] اللون التهامي[/c]- ماذا عن اللون التهامي ومنزلته في قلبك؟- بحكم إني ولدت وعشت وترعرعت وسط بيئة تهامية وعايشت الحياة التهامية بكل تفاصيلها فمن البديهي جداً أن أميل إلى تراث بلدي ومسقط رأسي والبيئة التي عشت فيها ومنزلة الأغنية التهامية من قلبي هي بداية تكويني وأساساتي.. واليمن تزخر بالكثير والعديد من الألوان والتنوع الإيقاعي المتميز بتنوع إيقاعاته وألوانه ومنها على سبيل المثال لا الحصر عندك مثلاً «اللون الغنائي اليافعي، واللحجي والحضرمي والعدني والصنعاني والتهامي» واللون التهامي لون من هذه الألوان المتعددة حيث وأن تهامة تعتبر جزءاً من هذا الوطن ولونها الغنائي يعد وأحداً من الألوان التي تزخر بها اليمن حيث وأن اللون التهامي له مميزاته وخصوصياته وميزاته التي تنفرد بها واللون التهامي إيقاعه الخاص به والممزوج والمأخود من العديد من المناطق داخل اليمن وخارجها وخاصة الأفريقي وهذا اللون الغنائي جميل جداً وبحاجة إلى إبرازه وإخراجه إلى حيز الوجود والمزيد من الاهتمام والرعاية ويجب على محبي هذا اللون التهامي والمتغنين به الأخذ به ليس من حيث اللهجة التهامية العامية الشعبية المحضة والتي في أغلب الأحيان لا تبدو مفهومة وواضحة للمستمعين ولكن الأخذ والاهتمام به كونه بشكله الطبيعي المبسط من حيث وضوح الكلمات والعبارات والانتقاء الصحيح للكلمات المفهومة والتي تصل إلى المستمعين بوضوح ويفهم معانيها وحتى يستسيغها ويتلذذ بسماعها المستمعون ومن رواد وعظماء الأغنية التهامية الذين أخرجوها إلى حيز الوجود وتفننوا في الأغنية التهامية وأعطوها مقدارها وحجمها الذي تستحقه فنانين كبار منهم الفنان الكبير/ محمد مرشد ناجي والفنان الكبير/ أيوب طارش عبسي والفنان الكبير رسول الأغنية التهامي/ أحمد فتحي.[c1] الموجودون في الساحة[/c]- إذاً ما رأيكم بالفنانين الموجودين الآن في الساحة من الشباب من يتغنون بالأغنية التهامية؟- في حقيقة الأمر وبصراحة الموجودون الآن في الساحة من الفنانين الشباب ومن تمتلئ بهم الساحة يعتبرون من المحبين لهذا اللون وهذه بادرة جيدة وشيء مفرح أن يوجد من يهتم باللون التهامي من أبناء تهامة.وخاصة الشباب منهم وهذا يعطي المزيد من الأمل في الإبقاء على هذا اللون والحفاظ عليه والاهتمام به وانصحهم بالانتقاء الجيد للكلمات وكذا الألحان وكذا عدم خلط الأمور وأن تكون الكلمات التي يتغنوا بها ذات مدلولات واضحة ومفهومة وتحمل مضمون من حيث الكلمات والعبارات وكذا من حيث اللهجة التهامية نفسها التي تحمل الطابع التهامي وكذا الكلمات لابد أن تكون معبرة ومن البيئة التهامية الصافية نفسها والتي تخدم المجتمع وتحمل رسائل هادفة و ألا تكون أي كلمات لا هدف منه ولا معنى.[c1] أبرز من تأثرت بهم[/c]- من الفنانون الذين تأثرت بهم وأخذت منهم وتحب الاستماع إليهم محلياً وخارجياً؟ - أبرز من تأثرت بهم خاصة في مجال الأناشيد الوطنية التي أحبها كثيراً واتجهت إليها ووجهت اهتماماتي إلى الفنان اليمني الكبير أيوب طارش وفي ألوان الصنعاني الفنان المرحوم الكبير الراحل علي الآنسي وكذا المرحوم الفنان الكبير السمة واللون التهامي بحاجة إلى اجتهادات حيث إن البيئة التهامية التي أعيش فيها ألوان من الغناء التهامي الشعبي المتنوع مابين الشعبي والساحلي وغيرها من ألوان التهامية وكل فناني الأغنية التهامية وروادها أعتز بهم أحب الاستماع إليهم وكل ما في بلدي أعتز به ( وضحك)[c1] أهم الأعمال وأبرزها[/c]- ما هي أهم وأبز الأعمالاً التي قمت بانتاجها وإخراجها إلى حيز الوجود وتعتز بها؟!- أعز الأعمال و أبرزها التي أخرجتها طوال مسيرتي الفنية هي الأعمال الغنائية الوطنية والتي من أهمها ( عيد الوطن) و» لحن الوفاء» و» وسام الحب» « أختارنك» « تهانينا» وهي أعمال فنية في منتهى الروعة والجمال وهي بمثابة إهداء إلى هذا الوطن وتقدير لقيادتنا السياسية وللأخ القائد الرمز الحكيم فخامة المشير لي عبدالله صالح حفظه الله ورعاه صانع الوحدة والمنجزات لهذا الوطن وهذه ما هي إلا الشيء القليل في حقه وما يقوم به لأجل هذا الوطن والحفاظ على آمنه واستقراره ما تحقق لهذا الوطن على يديه وأني أستهل هذه الفرصة ولأرسل له هذه التهنئة الحارة وكل عام وهو في خير وعافية وشعبنا اليمني . أما بالنسبة للأعمال الغنائية التهامية والتي خرجت لي وأعتز بها ذلك العمل الذي حمل أسم ( المزخم ) أعمال «غيرها كثيرة وكلها قريبة إلى قلبي أما الصنعانية فكل ما أخرجته أعتز به.[c1] الشعراء ومع من التعامل[/c] - بالنسبة للشعراء من تأخذ منهم الكلمات مع من تتعامل ؟- الحمد لله الساحة اليمنية تمتلئ بالكثير من الشعراء والأدباء وكتاب الكلمات الهادفة والتي تحمل المعاني والجمال وذات المدلولات وهم كثيرون وفي محافظة الحديدة وكل مديرياتها هنالك أدباء وشعراء مغمورن كلهم يستحقون التقدير ومعظمهم لهم شهرتهم الأدبية والشعرية فأنا أتعامل مع كبار الشعراء والأدباء على مستوى محافظة الحديدة ومديرياتها منهم على سبيل المثال الشاعر الأديب الكبير الاستاذ طاهر مهدلي والشاعر الشاب علي مغربي الأهدل والشاعر الأديب علي القيسي والشاعر الكبير عبدالرحمن بكيرة كذا الشاعر مزيلي غزالي والشاعر الأديب سليمان معوضه كذا الشاعر موسى معافه وكلهم شعراء بارزون.[c1]وضع الأغنية التهامية واهتمام الجهات المختصة[/c]- كيف تقيمون ضع الأغنية التهامية حالياً وكذا مستقبلها ؟! وهل هنالك اهتمام من الجهات ذات الاختصاص بالأغنية التهامية ومن تغنوا بها؟- قبل أن يجيبنا على هذا السؤال « تنفس الصعداء» وسكت برهة من الزمن ثم قال وضع الأغنية التهامية ومن تغنوا بها حالياً ليس بالجيد حيث تعاني من برود وخمول وإهمال ليس من المهتمين بها ومحبيها ولكن من الجهات ذات الاختصاص والذين هم من المفترض أن يكونوا المهتمين بها ولكي يعطوها حقها الذي تستحقه من الاهتمام والرعاية والدعم والرعاية وكذا التوثيق لها والأخذ بيد الفنانين البارزين فيها والذين يلقون الإهمال وألا مبالاة بهم مما جعل ذلك يصيبهم باليأس وفقدان العمل فهناك وجوه شابة أبدعت وأعطت الأغنية التهامية كل الجهد والعناية والاهتمام بالإضافة إلى الفنانين القدامى والذين أفنوا كل عمرهم فيها واهتموا بها وبدل مجازاتهم ومكافأتهم وتقديرهم ووضع الأوسمة والأخذ بهم نجدهم مهملين ولا أحد يهتم بهم بل يلاقون الأمرين في مواجهة الظروف المعيشية وبعضهم أصابه المرض وأقعده طريح الفراش يصارع المرض والألم ولا أحد يسألهم وآخرون مبدعون وخاصة الوجوه الشابة ولهم أعمال بحاجة إلى من يخرجها إلى حيز الوجوه ولكن لعدم امتلاكهم الإمكانيات المادية تنتهي هذه الأعمال وتدفن ويتجهون للبحث عن قوت يومهم وسد جوع أسرهم وهم كثيرون تمتلئ بهم محافظة الحديدة ومديرياتها والحال يسير إلى الأسوأ وليس هنالك أي تقدم ملحوظ ولو ظلت على هذا الحال وبوضعها المأساوي هذا ولم تلاق ذلك الاهتمام الذي تستحقه والأخذ بيد أبطالها وروادها ومبدعيها فسوف تكون الكارثة بالإضافة إلى أن هنالك من دس أنفه وادعا من خلال أعمال ينتجها بأنها أغاني تهامية وتراثية وهم بعيدون كل البعد عن الأغنية التهامية فنحن ننادي بالقيام بعملية غربلة والتنقية وكذا لمن يعملون في مجال الأغنية التهامية ويتغنوا بها ننصحهم بالبحث عن القصائد التهامية الحقيقية وانتقاء الشعراء والأدباء بأخذ القصائد الجيدة والهادفة والتي تحمل المدلولات المضمون التهامي وفي الحقيقة نحن نعرف وندرك تماماً أن من يبرز نفسه ويكون له حضور ويتابع الجهات المختصة فهي تهتم به كل الاهتمام وتأخذ بيده ومن وصل عندهم يلقى الدعم والمساندة والوقوف إلى جانبه أما من ينتظر مكانه فهو يموت في مكانه ونأمل من الجهات المختصة أن تبادر في البحث عن مثل هؤلاء سواء من الجهات على مستوى المحافظة أو على مستوى اليمن لأن معظم الفنانين التهاميين من بسطاء الناس والفقراء وحالتهم المادية لا تسمح لهم بالمتابعة.[c1] نداء ورسالة أخيرة[/c]- ما هي كلمتكم ورسالتكم الأخيرة في نهاية هذا الحوار ؟- نقدم كلمتنا الأـخيرة وهي عبارة عن نداء نوجهه إلى الأخ وزير الثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي في الاهتمام بشريحة الشعراء والأدباء والفنانين والأخذ بيدهم والمساندة والدعم والاهتمام بالأغاني التهامية وروادها والوجوه الشابة والذين أبدعوا فيها وتقدير جهودهم فالكثير منهم خدموا هذا الوطن وخاصة القدماء منهم الذين منهم الآن من يصارع المرض ومنهم الذي ِأقعده المرض على الفراش منهم الفنان المبدع أحمد عمر إبي من أبناء وشعراء وأدباء وفنانين مدينة القطيع بالمراوعة والذي من أبرز أعماله ( ظبي القطيع) وفي الأخير نقدم شكرنا إلى القيادة السياسة وإلى وزير الثقافة وإلى قيادة المحافظة