رغم اعتراض القرضاوي
كوبنهاجن/ متابعات:يواصل الداعية الإسلامي المصري عمرو خالد التحضير لمؤتمر "هذا نبينا" المزمع عقده في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن يومي 9 و10 مارس بمشاركة 170 من علماء الأمة الإسلامية لتقديم صورة واضحة عن الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن نشرت صحيفة دانماركية رسوما كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد واعادت نشرها عدة صحف ومواقع الكترونية في عدة دول من العالم، ويأتي التحضير لهذا المؤتمر رغم اعتراضات الداعية الإسلامي المعروف الدكتور يوسف القرضاوي.ونقلت صحيفة (( الشرق الأوسط )) السعودية التي تصدر من لندن عن عمرو خالد قوله أن المؤتمر سيقام تحت رعاية مفتي مصر الدكتور علي جمعة، وسيشارك فيه عدد من علماء الدين المسلمين وفي مقدمتهم عبدالله بن بية وزير العدل الموريتاني السابق وعضو المجمع الفقهي في مكة المكرمة، والداعية السعودي الدكتور سلمان العودة، بالإضافة إلى مفتي كل من سوريا والأردن، والشيخ حسن حلاوة سكرتير مجلس الإفتاء الأوروبي، والداعية اليمني الحبيب علي زين العابدين الجفري والمفكر الإسلامي طارق رمضان حفيد الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين والمفكر الاسلامي جمال البنا شقيق مؤسس جماعة الاخوان المسلمين وخصمها اللدود.وأكد عمرو خالد على أهمية بناء الجسور بدلا من حرقها مشيرا الى ان المؤمنين بالأديان السماوية يعيشون في عالم واحد الآن ، وأضاف قائلا ً : ((لقد أصبحنا جميعا في حاجة الى بعضنا البعض وفي حاجة إلى أن نعمل جميعا معا وقد عقدت الدنمارك العزم على أن تكون في طليعة هذه المجهودات" بحسب قوله.وكشف عمرو خالد عن محاور أربعة للمؤتمر ستتخلل نقاشات الحضور وهي: "هذا هو نبينا، هذا هو ديننا، ومفهوم حرية التعبير، واحترام المقدسات، ومشروعات عملية للتعايش بين المسلمين والغرب".وعبّر عمرو خالد عن احترامه الشديد للداعية الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي الذي اعترض على فكرة المؤتمر، مشيرا الى انه لا يرى سببا مقنعا لمعارضته طالما وانه في أحاديثه عبر القنوات الفضائية يدعوا الى الوسطية والاعتدال والحوار!!وبهذا الصدد أوضح الداعية عمرو خالدد ان حلقات المؤتمر ستذاع في التلفزيون الدنماركي ، مؤكدا وجود أيد ماكرة لعزل المسلمين عن العالم، وشدد على ضرورة تفويت هذه الفرصة بدلا من الاعتراض من دون مسببات حقيقية. وقال إن على من يعترض أن يعرف أن هناك ملايين المسلمين يعيشون في الغرب وصار لهم وضع وكيان، ويجب أن نحافظ على مصالحهم من باب فقه الواقعوكان الشيخ القرضاوي قد رفض التوقيع على بيان ضم عددا من الدعاة المسلمين بينهم عمرو خالد يستنكر الإساءة الدنماركية للإسلام وسكت عن الدعوة إلى المقاطعة فيما أدان الاعتداءات على المصالح الدنماركية في البلاد الإسلامية، وقيل إن القرضاوي وجه انتقادا عبر برنامج تلفزيوني لما أسماه بقطع الطريق على الأمة الإسلامية للتعبير عن غضبها لصالح الحكومة الدنماركية التي لم تعتذر عن الإساءة للرسول، وذلك في اشارة انتقادية الى الإجراءات التي اتخذتها اجهزة الأمن في سوريا ولبنان وايران وباكستان ضد المتظاهرين الاسلاميين الذين احرقوا السفارات والقنصليات الدنماركية والمطاعم والسيارات والشركات الأروبية .على صعيد متصل ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية ان رئيس الوزراء الدنماركي اندريس فوغ راسموسين أكد يوم امس أن المبادرة الدنماركية لنشر الديمقراطية والحوار في الدول العربية ستستمر على الرغم من التظاهرات التي عمت الدول الإسلامية بسبب نشر صحيفة دنماركية رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام . وأوضح راسموسين في كوبنهاغن عزم الحكومة الدنماركية على مواصلة الحوار مع الحكومات والمنظمات غير الحكومية في عدد من البلدان ، في إشارة إلى برنامج أطلقته الحكومة الائتلافية اليمينية في العام 2003م في محاولة لنشر (( الديمقراطية والإصلاحات )) في عدد من البلدان العربية ، بينها بلادنا حيث تستفيد من هذا البرنامج الدنماركي بعض المنظمات غير الحكومية التي تهيمن عليها أحزاب المعارضة المنضوية في إطار ما يسمى ((اللقاء المشترك )) وبضمنها نقابة الصحفيين اليمنيين التي تطالب بقانون جديد للصحافة والمطبوعات يتيح حرية للتعبير بلا حدود وبلا ضوابط ، حيث لقيت معارضتها لمشروع القانون الجديد تأييداً علنيا من ممثل البرنامج الدنماركي لدعم الديمقراطية في اليمن ، والذي طالب في تصريحات نشرتها صحف المعارضة بعدم اقرار أي تشريع يتضمن ضوابط لممارسة حرية الصحافة والتعبير في اليمن !! إلى ذلك، هاجمت صحيفة (( يلاندس بوستن )) الدنماركية، التي كانت أول من نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ، الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان لانتقاده، في خطاب في الدوحة يوم الأحد الماضي، حكومة كوبنهاغن بشان دمج المهاجرين المسلمين. وذكرت الصحيفة، في مقال افتتاحي انه (( عندما يقول كوفي انان، بكل جدية، إن على الدنمارك أن تتأقلم مع المهاجرين وليس العكس، فانه لا يفقه ما يقول)) ، مشيرة الى انه (( في كل المجتمعات، من الطبيعي أن يحاول المهاجرون التأقلم مع بيئتهم المحيطة. ومعظم المهاجرين المسلمين في الدنمارك ليسوا دعاة ومبشرين يحلمون بتغيير المجتمع الدنماركي )).