كلما فكّر وديع الصافي باعتزال الغُناء والتوقف عن الظهور في الحفلات الغنائية التي تُقام في مختلف بلدان العالم، وأن يكتفي فقط بغناء الموشحات والترانيم الدينية.. يعدل عن اتخاذ قرار بذلك بعد إلحاح الجماهير التي ترفض هذا الاعتزال.. خصوصًا أولئك اللبنانيون المنتشرون في بلاد الله الواسعة؛ لأنّ بعضهم كان يرى فيه وطنًا، وبعضهم قال :إذا ذهب الوطن تذهب أنت!!.. وبعضهم رفض أن ينضب العطاء العظيم!! قبل سنوات طويلة أجريت مع فناننا الكبير محمد مرشد ناجي لقاءً صحفيًا مهمًا شمل العديد من القضايا الفنية..وفي رأيي أنّ المرشد هو أفضل فنان يتحدث عن قضايا الفن، وكتبه التي أصدرها خير دليل على ما أقول.. وفي ذلك اللقاء سألت المرشد :بعد رحلتك الطويلة في عالم الفن.. هل يمكنك أن تقول لنا من هو المرشد في كلمات؟.. فأجاب :"مرشد ناجي في كلمات قليلة.. أطلق الناس عليه لقب (فنان) وطوقه هذا اللقب بالارتباط بالناس.. وكتب عليه أن يحمل هذا اللقب ويمشي به مع الناس.. يغني متى أراد له الناس الغُناء.. وينسحب متى أراد له الناس الانسحاب".وتحت الفقرة الأخيرة أضع خطًا؛ لأنّها موضوع حديثي هذا .. فأنا مع المرشد في أنّ الفنان يغني متى أراد له الناس الغُناء، وينسحب متى أراد له الناس الانسحاب ولكنني لست مع المرشد في قرار أتخذه قبل أعوام باعتزال الغُناء!!كيف يمكن أن نقتنع بأن يعتزل فنان عظيم كالمرشد للغُناء؟!..وكيف يعتقد المرشد أنّ الناس أرادوا له الانسحاب وهم في أشد الحاجة إلى عطائه في زمن نضب فيه جدول الغُناء الجميل؟!المرشد الفنان ما زال يعيش في وجداننا بأغانيه الوطنية والعاطفية الخالدة.. وفي كل مناسبة وطنية، وفي كل سهرة تلفزيونية أو مشاركة وفد فني يمني في أي فعالية غُنائية خارج الوطن.. بل كلما كان الحديث يدور عن الفن، يبرز السؤال من معظم الناس : أين فن المرشد العظيم؟!.. لماذا لا يشارك في الفعاليات الفنية والسهرات التلفزيونية؟! أين جديده الغُنائي و.. و.. الخ.كيف يتركنا المرشد / الذي منحناه حبنا ونبضات قلوبنا/ في زمن صعب هذا الزمن الذي غاب فيه (الغُناء الجميل) لينتشر فيه (النواح الردئ) والحركات المائعة والكلمات الرخيصة والألحان التي غاب عنها الذوق والإبداع؟!ولماذا تتعمّد قناتنا الفضائية أن تحرمنا من فن عمالقة الغُناء اليمني كالمرشد وأحمد قاسم والزيدي والآنسي وكرامة مرسال ويحيى العرومة وإسكندر ثابت ومحمد سعد عبد الله وفتحية الصغيرة.. الخ/ وتزعجنا ليل نهار بأغانٍ متواضعة المستوى لأطفال وشباب وشابات لا يصلح معظمهم حتى للمناداة عن البضائع في سوق الحراج.نعرف أنّ المرشد محبط : كجميع المبدعين/ مما يحدث في حياتنا الفنية والثقافية.. ولكننا نعرف أيضًا أنّ المرشد فنانًا عظيمًا وإنسان قوي يستطيع أن يحمي نفسه وزملاءه من أعداء الفن والإبداع والحياة المتمركزين في مواقع قيادية في عالم الثقافة والإعلام!!فهل تعود أيها المرشد الرائع لتقود حملة لحماية ذائقتنا الفنية من الإسفاف والإحباط والسقوط؟!عُدْ إلينا.. فنحن نحتاجك!!
|
رياضة
المرشدي هل من حقة الاعتزال ؟!
أخبار متعلقة