تشكيل
الفنان التشكيلي/ عبداللطيف عبداللهلعل من علامات الصحة الفنية ان يكون الفنان اليمني صادقاً مع نفسه وان يحتفظ باصالته وطابعه وحيويته كما كان في عصوره الحضارية الأولى التي لعبت دوراً فعالاً في توجيه الحياة وتقدمها.. وأن يعيش تجاربه في المبتدأ من خلال بيئته وأرضه وان يستوحي عناصره من ظروفه التي يعيشها ومن أعماق الينابيع المحيطة به.. حتى يتحقق له الثراء في التعبير وتتضح أمامه الرؤية الصادقة الصريحة المعبرة المكتملة.واذا توافرت للفنان هذه الصفات واراد ان يتطلع الى مزيد من البحث والتقصي لبعض التيارات الحديثة الوافدة يسترفد منها بعض اللمحات، فليس عليه من بأس لاننا لا نمنع الانفتاح على العالم بعد ان يكون الفنان قد تحصن أولاً بالعوامل التي لا تلغي شخصيته ولا تفقده أصالته.. وأن يحد من الاندفاع وراء تلك اللوحات العالمية التيتنساب في تيار متدفق وتزحف بلا تردد، وتحاول ان تفرض نفسها وتملي سلطانها عليه كما يحدث فيكثير من الاحيان وكما يتجلى في أعمال بعض الفنانين التي تعرض بهذا الأسلوب في المعارض العامة والخاصة.ان الأسلوب الذي يصدر عن الفنان وينبع من وجدانه يشيع فيه الصدق وينبغي بالاخلاص.. أما الأسلوب الذي يخضع فيه صاحبه الى النقل والترديد العاجز من المدارس الأجنبية والاتجاهات الحديثة الوافدة من غير خروج عليها والاكتفاء بتقليدها .. فأن هذا الأسلوب الدخيل يخرج العمل الفني من دائرة الضوء ويحمل في ثناياه أسباب فنائه وعلامات ضياعه لانه بهذا قد افقده أصالته وجعله عملاً مشوهاً مفلساً لانتاج الآخرين، وقناعاً يخفي ورائه فناناً وإنساناً عاجزاً يفتقر إلى اثبات وجوده وإظهار شخصيته الحقيقية.معنى هذا اننا نطالب بالبدء الذاتي وتربية الجذور.. نطالب بالعمل الفني الذي يكون أداة لحل المشكلات الفعلية للإنسان والمجتمع .. وهذا الذي ننادي به لا يحول دون السماح بالاستفادة المشروعة من أي مفيد يساعد في الإلهام والالتحام بكل التجارب الفنية لزيادة الخبرة وتعميق الوعي والوقوف على شتى الابداعات المعاصرة أي كان لونها وجنسها.