في محاضرته أمام الدارسين في كليتي الحرب والقيادة والأركان في الأكاديمية العسكرية العليا.. رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة :
*نُعلِّق آمالاً كبيرة على البناء النوعي التخصصي الأكاديمي من أجل بناء يمن قويصنعاء / سبأقام فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة أمس الأربعاء بزيارة الى الأكاديمية العسكرية العليا حيث كان في استقباله الأخوين العميد عبدربه القشيبي مدير الاكاديمية والعميد عمر بارشيد مدير كلية القيادة والاركان واعضاء هيئة التدريس.حيث اطلع الاخ الرئيس على سير الدراسة في الأكاديمية والقى محاضرة في الاخوة الدارسين في كليتي الحرب وكلية القيادة والأركان، عبر في مستلها عن سعادته بزيارة الأكاديمية العسكرية العليا والتحدث مع قيادة الأكاديمية وكلية القيادة والأركان .. مشيراً الى انه سيتم قريباً إنشاء كلية الدفاع الوطني عندما يستكمل الاعداد والتجهيز لها، وبهذه المنظومة المتكاملة نستطيع ان نقول اننا اتجهنا في الطريق الصحيح نحو بناء مؤسسة عسكرية على مستوى ما ينبغي ان يكون عليه الجيش مثل بقية الجيوش الحديثة والمتطورة.وقال: ان كلية القيادة والأركان قد عملت عملاً رائعاً وجيداً منذ أن افتتحناها وتخرجت عدد من الدفع ولعبت دوراً اساسياً في المؤسسة العسكرية والأمنية ، فلقد اصبح البناء بناءً علمياً اكاديمياً ومعلوماتياً ولم يعد بمثابة الجيوش التقليدية، فالجيوش الآن تبنى على أسس معلوماتية وحديثة ومتطورة .. اليوم الأجهزة الحديثة تلعب دوراً أساسياً في عملية التطور لكن يظل الانسان هو الانسان وهو الاساس الذي لابد أن يثقف نفسه ويطور نفسه ومعلوماته ..واوضح الاخ الرئيس ان الإنسان إذا لم يتابع كل المستجدات والعلوم العسكرية والعلوم الاقتصادية والثقافية والسياسية يظل مثل الصخرة الجامدة وعبء على المجتمع لهذا لا بد ان يكون الإنسان مستوعباً لكل المستجدات، اذا سألناكم لماذا دخلتم هنا؟ هل دختلم من اجل ان تكونوا خريجي كلية الاركان أو كلية الحرب العليا؟ أو كلية الدفاع الوطني؟ أم من أجل ان تقدموا شيئاً للوطن؟ في اعتقادي ان دخول هؤلاء الشباب للكليات هو من اجل ان يقدموا خدمة للوطن في المجال التعبوي وفي مجالا الأمن القومي، في المجال الاقتصادي وفي المجال الدفاعي .. هذه مهام أساسية يجب ان يستوعبها الاخوة الطلاب.. نحن نعمل الآن بعقلية عام 2006م وهي تختلف عن العقلية الاستراتيجية لعام 62م وعام 71م وعام 81م وعام 90م.وتابع الاخ الرئيس اختلفت المسميات وتغيرت المصطلحات ودخلت الآت حديثة ومتطورة وعلوم عسكرية استفاد منها كل اصحاب المعارف العسكرية في ظل المستجدات.. لقد انتهت الحرب الباردة وجاءت حروب جديدة وأستفاد كل الناس من كل هذه الإيجابيات والسلبيات، وفي حقيقة الأمر الناس يقيمون السلبيات .. واذا أخذنا المجال الدفاعي أو المجال العسكري فهناك باحثون في الدول المتقدمة والدول التي تمتلك التكنولوجيا الحديثة ولكنهم أخفقوا في كثير من المعارف نتيجة غياب المعلومات. فلماذا تخفق القيادات العسكرية في نتائج الحروب ولا تحقق الانتصارات السريعة ؟ السبب هو عدم صحة المعلومات وغياب المعلومات.. ففي ظل وجود المعلومات الحقيقية والصحيحة واذا توفرت المعلومات استطاع القائد ان يتخذ القرار الصحيح وان يحقق نتائج ايجابية وبدون وجود معلومات صحيحة تكون العمليات غير سوية.وأضاف : لقد تحدثنا عن حربى الخليج الاولى والثانية ونحن نراقبها عن بعد ، هناك الكثير من الاخفاقات التي تستحق البحث والتدقيق ومزيد من طلب المعلومات من اجل تقييم الاخطاء ويوجد تعتيم على خطأ حرب الخليج ً لكني اعتقد بعد عشر سنوات أو 15 سنة تخرج هذه المعلومات الى التداول ولكن في الوقت الحاضر تتسرب بعض المعلومات عن بعض السلبيات لكن بعد عدة سنوات ستكون هذه المعلومات مطروحة على بساط البحث ويستفيد منها الاكاديميون والمدرسون والاساتذة والباحثون بحيث تفيد في العلوم العسكرية الدراسية وغيرها للاكاديميات العسكرية .وقال الاخ الرئيس : كيف تعد الدولة للحرب؟ وكيف يتم البحث عن الجوانب الاقتصادية قبل دخول الحرب وعن الدخل القومي .. ماهي قدراتك وكيف هي علاقاتك مع دول الجوار ومن هي الدول الصديقة ومن هي الدول المتواطئة التي تريد أن توقعك في المستنقع .. دخولك الحرب هل هو (دفاع عن النفس) أم دفاع عن المكاسب ودفاع عن الوطن أم دخول الى حرب مجهولة؟ كيف تدخل المعركة يجب ان تكون المعركة محسوبة علمياً، اقتصادياً، ثقافياً، واجتماعياً.وقال: ان مهمة الطلبة ومنتسبي كلية القيادة والاركان عظيمة نحن في المؤسسة العسكرية والأمن نعلق آمالاً كبيرة على البناء النوعي التخصصي الأكاديمي من أجل بناء يمن قوي لا بد ان تكون لديه قيادات عسكرية قوية مؤمنة بالوطن والمبادىء .. لايمكن أن يبنى اقتصاد وطني وتكون هناك حرية عامة وخاصة وأمن واستقرار مالم تكن هناك مؤسسة عسكرية وأمنية للحفاظ على كل هذه الفعاليات سواء في العمل السياسي التعددي أو البناء الاقتصادي أو البنية التحتية واستكمال الخدمات ، ويجب ان تكون هناك مؤسسة عسكرية قوية تحافظ على الأمن والاستقرار.. العصر عصر معلومات واستيعاب لكل ما هو جديد، ليست المهمة الوحيدة هي المشي بخطى عسكرية فقط ، بل مهمتكم تعبوية استراتيجية .. من مهامكم الاقتصاد الوطني ومن أولى مهامكم الأمن القومي والتحديث والتطوير هذه من مهامكم ، ولا يبنى وطن الا برجاله الأقوياء الأكفاء المخلصين .ونحن نعود بالذاكرة الى ما كان عليه الوضع في المؤسسة العسكرية في السبعينات وكيف كان وضع المؤسسة العسكرية في الثمانينات ووضعها بعد التسعينات .. هناك نمو مستمر.وقال الاخ الرئيس: أرى منكم هنا عدداً من الطلبة.. حضرت احتفال لتخرجهم قبل 27 عاماً من الكلية الحربية وكلية الطيران والدفاع الجوي والبحرية .. أراهم الآن ورؤوسهم قد اكتساها البياض من الهم والحس الوطني والقومي والحس العسكري لأنه يحمل هموم الوطن في مشاعره ووجدانه حب الوطن.. لكن همهم وطني .. كيف يبني الجيش بناءً علمياً حديثاً.. كيف يبني الاقتصاد الوطني.. كيف يثبت الأمن والاستقرار ، كيف تعمق الوحدة الوطنية داخل الوطن.. هذه مهمتكم ورسالتكم للجيش ولأبناء الوطن ، هذه الرسالة التي يجب ان يتبناها رجال الاكاديمية العسكرية في قواتنا المسلحة .. والحمد لله لقد قطعنا شوطاً رائعاً وراقياً وممتازاً لكن المزيد مطلوب ، لايوجد سقف لمعلومات وللعلوم العسكرية.. كثير من العسكريين للأسف غابت الشمس عليهم منذ أن تعلم كيف يقود الفصيلة أو السرية ، ولم تأتي أي اضافة أخرى.. مرت 43 سنة منذ قيام الثورة ولا زال يفكر ويتحدث عن تلك الأوضاع، عن 48 .. الناس يتفاعلون مع كل ماهو جديد بعضهم تعلموا التعليم الاساسي ثم توقفوا عندها . لكن لو أخذ الثانوية العامة والجامعة وواصل الدبلوم في الادارة والاقتصاد ثم الماجستير بالتأكيد فان معلوماته ستتجدد يوماً بعد يوم ولذلك نقول للطالب تخرج ثم اذهب الى الميدان وبعد فترة ارجع الى المعهد المتخصص لقيادة الكتائب ثم عد الى الميدان لتخدم ميدانياً وليس ادارياً.. ثم اخرج من الميدان وخذ دورة اخرى (قيادة الالوية) ثم ارجع الى الميدان ومن الميدان عد الى كلية القيادة والاركان حينها تمر بكل المراحل واصبحت عالماً وقائداً نثق فيه ويثق فيك جنودك.. الجندي يريد أن يثق بقائده ويرى أن معلوماته صحيحة.وقال الاخ الرئيس : العسكرية علوم واخلاق وقيم ومثل وشجاعة في الميدان وقوة التخاطب وقوة المنطق وفي الأداء كيف تخرج المصطلحات والمفردات تخاطب الجندي بوعي .. اليوم الجندي لم يعد أمياً معظم الجيش اليوم من خريجي الثانوية العامة . في عام 1978م أتيت لأختبر دفعة من الطلبة لأدخلهم الكلية الحربية وكنت اتمنى ان أرى طالباً يحمل الثانوية العامة واقبله ب 50 بالمائة، اليوم اقبله بنسبة 85 بالمائة كانت الحكومة إذا كان فيها وزير معه درجة الدكتوراه كان هذا يمثل شيئاً عظيماً .. التعديل الأخير في الحكومة معظم الوزراء أكاديميين 22 حقيبة تقريباً معظمهم دكاترة ومهندسين وبنسبة 60 بالمائة الى 70 بالمائة وقس على هذا في مجال الخدمة المدنية، في مجال الشرطة في مجال الجيش.. اليوم عصر العلوم والتحديث والتطور لم يعد عصر الحديث من الغرف المغلقة هذا شيء عفى عنه الزمن.واضاف: العصر عصر جديد وكل يوم يأتي بأحدث والمعلومات متطورة.. اليوم الكمبيوتر في أيدي الاطفال وكل المعلومات وكل ما هو جديد في العالم تجده أمامك في الكمبيوتر.. والانسان هو الذي يبني نفسه بنفسه .. انا عندي إرادة سياسية أقول لك تعلم لكن يجب عليك أن يكون في نفسك الدافع الأقوى لتستجيب وتسير في هذا التوجه. وما من شك فان تعليمك ينعكس بفائدته على اسرتك أولاً وعلى الأسرة الكبيرة ( الوطن) وحيث يستفيد منك الوطن.. ولا يجوز أن يكون الانسان عبئاً على الوطن في أي مرفق سواء كان امنياً عسكرياً مدنياً وفي أي مكان ويجب على الانسان ان يقدم خدمة لهذا الوطن .. ليس حرام عليك أن تتعلم الاقتصاد لقد أعطاك الله سبحانه وتعالى سمع وبصر قال الله سبحانه وتعالى (وهديناه النجدين) ليس هناك مستحيل في البحث عن العلم وقال الاخ الرئيس: اتمنى ان تكون الدفعة الأولى من الكلية الحربية هي الباكورة الأولى التي تليها دفعات أخرى للعمل الاستراتيجي العسكري وكذلك كلية القيادة والأركان وإنشاء الله نفتتح كلية الدفاع الوطني بعد عدة أشهر.. وهذه الكليات ستكون هي العمود الفقري ليس فقط للمؤسسة العسكرية ولكن للاقتصاد الوطني والأمن القومي الوطني.. واستراتيجية اليمن تكمن في هذه الأكاديمية العسكرية لأنهم الأكثر حباً للوطن. كل أبناء الوطن يحبون الوطن لكن الميزة ان المقاتلين في المؤسسة العسكرية والأمنية حبهم الزائد هو لأنهم يعانون في الميدان ويقاتلون في الميدان. لقد رأوا دماء رفاقهم وزملائهم تسفك في سبيل الدفاع عن الثورة وعن الوحدة وعن الحرية وعن الديمقراطية وكبح التمرد انهم يحبون الوطن كثيراً.. حب الوطن مراتب وهم في أعلى مرتبة لأنهم يعانون في الميدان تجد عباقرة العالم وقادته معظمهم من خريجي المدارس العسكرية لا تصدقوا دعايات المغرضين عن الحديث عن عسكرة السياسة هذا كلام غير مسؤول لأنكم اصلاً من أبناء هذا الوطن ومن طينة ماذا أقول عن شخص دافع عن الوطن ودافع عن الثورة والجمهورية وقاتل الانفصال وضرب التمرد وأوجد أمن واستقرار تتنقل مع أسرتك ومالك في جميع أنحاء الوطن بأمان بفضل تضحيات هؤلاء المقاتلين والساهرين على الأمن والطمأنينة في المجتمع هؤلاء العسكريين من الشعب تسمعون بين الوقت والآخر صرخات غير مسؤولة لكن في ظل حرية الرأي والشفافية ندعهم يقولون ما يقولون المهم أن ايماننا وحبنا وولائنا واخلاصنا لهذا الوطن.