شوارع الأراضي الفلسطينية المجرفة صورة فاضحة لانتهاكات الاحتلال
فلسطين المحتلة/وكالات: يتعرض قطاع الخدمات البلدية والمحلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى خطر الانهيار بفعل استمرار الحصار الجائر وتوقف مناحي وأنشطة الحياة الاقتصادية خلال تسعة الأشهر الماضية.توقف وعجز الهيئات المحلية عن القيام بواجباتها ضاعف من معاناة المواطنين في كثير من البلدات والمدن الفلسطينية في قطاع غزة بشكل بات يهدد بحدوث كوارث بيئية وصحية نتيجة تجمع مياه المجاري والنفايات المنزلية بالقرب من الأحياء السكنية، وعدم مقدرة تلك الهيئات على إعادة تعمير وتأهيل الشوارع التي دمرها الاحتلال قبل وبعد الانسحاب من القطاع في الثالث عشر من سبتمبر العام الماضي.ويقول الدكتور فايز أبو شمالة رئيس بلدية مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، إن تعطل شرائح العمال عن العمل داخل إسرائيل وعدم تقاضي موظفي السلطة الفلسطينية مستحقاتهم الشهرية، عاد بالسلب على نسبة التحصيل الذي تتلقاه البلدية من المواطنين مقابل خدماتها للجمهور، مما جعلها عاجزة عن تقديم أدنى الخدمات اليومية أوتسديد أجرة العاملين فيها خلال الأشهر الأربعة الماضية.وأضاف أن الإغلاق المفروض على قطاع غزة أثر على سير عمل جملة المشاريع التي أشرف عليها عدد من الدول المانحة، موضحا أن منع الاحتلال لدخول لوازم البناء وأنابيب الصرف الصحي ومادة الإسلفت، ومادة البوتونيم، أبقى عشرات الشوارع في المدينة محطمة ومهشمة وجعل المدينة وكأنها تطفو على بحيرة من المجاري ومياه الصرف الصحي.وتطرق أبو شمالة لجملة من المعوقات والعراقيل التي انعكست على مدينته جراء الحصار وإغلاق المعابر، مشيراً إلى منع الاحتلال لدخول قطع غيار سيارات تسبب في تعطل عدد من سيارات البلدية لأشهر طويلة، الأمر الذي اضطر البلدية في مرات عديدة إلى استخدام العربات التي تجرها الحمير بغية القيام بواجباتها في تنظيف الشوارع وجمع القمامة.وأوضح أن الوضع في المدينة على شفا كارثة، مشيرا إلى أن البلدية لم تعد لديها إمكانيات لتدبير نقل مياه الصرف الصحي التي تغص بها الشوارع وتتجمع بالقرب من أحد الأحياء في المدينة مما ينذر بحدوث كارثة صحية تهدد أرواح عشرات آلاف المواطنين. وناشد رئيس البلدية المجتمع الدولي بوقف محاصرة الشعب الفلسطيني، والضغط على الاحتلال لفتح المعابر من أجل وقف حالة التردي والتدهور المعيشي المستمر للسكان. ولاتختلف حالة العجز والوضع المأساوي الذي تمر به بلدية خان يونس عن واقع حال كافة البلديات والمجالس في القطاع التي وصل بها الحال لأن تلوح بالتخلي عن مسؤوليتها في تحمل عبء عمل البلديات والمجالس المحلية وتركه لمؤسستي الرئاسة والحكومة.من جانبه قال عصام عقل المدير التنفيذي للاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية، إن السلطات المحلية تكتوي بنار الحصار الذي يحول دون وصول التمويل، وممارسات الاحتلال وعمليات التدمير المنهجية المتلاحقة والتي ارتكبتها قوات الاحتلال في عدد من البلدات والمناطق الفلسطينية في قطاع غزة.