نفحات رمضانية
مازلنا نسمع أهات وانين العديد من المبدعين من الفنانين والأدباء والكتاب الصحفيين من رواد الجيل القديم الذين كان لهم شرف المساهمة كل في مجاله في الدفاع عن الثورة اليمنية وبناء اليمن الجديد وأوصلوا صوت اليمن إلى الخارج. هؤلاء العمالقة من المبدعين يغادرننا الواحد تلو الآخر بصمت بعد صراع مرير مع المرض والمناداة والشحاتة بعلاج في الداخل أو الخارج أو حتى إطمئنان معنوي يعيد لهم الشعور بأنهم لازالوا محل تقدير واحترام مهما تقدم بهم السن .. نحن في زمن اندثر فيه الإبداع والكل يركض وراء لقمة العيش خارج موهبته أو فنه .فحقيقة أن الفن في بلادنا قد انحسر بشده نحو الهاوية واختفى الفن بكل ألوانه وأطيافه ولم تعد اليمن ولادة كما كانت سابقاً ولم تعد مدارسنا تدرس الموسيقى كمادة أسياسية في المنهج الدراسي ولا المدرسة هي الموقع الخصب الذي من خلالها يمكن اكتشاف العديد من المواهب والتي يمكن أن تصقل وتواصل المشوار الفني للرعيل الأول الذي بدأ يتساقط كاوراق الخريف. فباعتقادي الفن هو ثقافة الشعوب وسفيرها المتجول فكثير من البلدان تولي رعاية وعناية كبيرة لشريحة المبدعين فتكرمهم وهم أحياء وتخلدهم وهم أموات وتحيي ذكراهم سنويا كرموز وطنية. الشكر لمكتب الثقافة بعدن ومديرها المبدع عبدالله باكداده الذي يبذل جهوداً رغم نقص الإمكانيات لاستحضار ذاكرة الفن اليمني الأصيل باستضافة الطيور الفنية المهاجرة الذين كان لهم إسهام فعال في إثراء وأغناء الفن اليمني والتعريف بهم لدى جيل اليوم الذي باعتقادي انساق نحو النجوم العربية والتي كان للفضائيات دور كبير في إبرازها.