من خلال متابعة البيانات والأحاديث الصادرة في الآونة الأخيرة - في ظل ما تعانيه بلادنا من أزمات مفتعلة بفعل الوضع السياسي المعقد في المنطقة الذي يشهد أعمالاً إرهابية تستهدف نهب ثرواتها والسيطرة على منافذها الإستراتيجية وتأثيرات الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية على المنظومة الدولية بما فيها بلادنا كونها أحد مكونات هذه المنظومة - التي كنا نتطلع إلى أن تكون مداخل إيجابية نحو خلق طاقات حوارية جادة بعيدة عن المماحكات والمكايدة السياسية المعرقلة للجهود الفاعلة الساعية إلى الحلحلة وإخراج البلاد والعباد من تلك الأزمات انطلاقاً من القناعات الوطنية التي تتحلى بها مكونات العملية السياسية في بلادنا سلطة ومعارضة في ظل التوجهات الجادة للقيادة السياسية المستوعبة للحاجة الضرورية إلى الحوار الوطني الشامل من أجل الإصلاحات التي تخدم قضايا التنمية الشاملة للوطن وتحسين المستوى المعيشي للمواطن.إننا أمام تناول سلبي - من بعض الشركاء في العملية السياسية - لمواضيع مثيرة للجدل حدثت وتحدث في الوطن وبطريقة مجتزأة وبنوع من السطحية المضللة للرأي العام المحلي والخارجي والتي هي في الأصل لها الامتداد والجذور التاريخية الطويلة التي بدأت مع المواجهات والتصفيات الجسدية لقيادات في الحركة الوطنية اليمنية تنفيذاً للسياسات الاستعمارية وما تلاها من صراعات وانقلابات دموية إجرامية واغتيالات وملاحقات وتشريد وتهجير لأبناء الوطن وتشويه وتحريف لدور وتاريخ التكوينات المختلفة للحركة الوطنية بمعنى مصادرة وظلم وتهميش حقوق الكثير من عناصر التكوين الفاعلة والمؤثرة في مراحل النضال الثوري التحرري - المقاوم للسياسات الاستعمارية في جنوب الوطن والنظام الاستبدادي الإمامي الكهنوتي في شمال الوطن بمختلف الوسائل والأساليب النضالية بما فيها المشاركة المسلحة في الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر التي تكللت بالانتصار العظيم وقيام النظام الجمهوري في شمال الوطن ودحر الاستعمار وإعلان الاستقلال الوطني في جنوب الوطن- ونهب الأموال والممتلكات الخاصة ومصادرتها وهي من الأمور المحرمة شرعاً التي سعت القيادة السياسية بزعامة ابن اليمن البار قائد التغيير والبناء والتطوير في المسيرة الوحدوية لليمن الحر الديمقراطي الموحد منذ إعلان قيام الوحدة المباركة على العمل الجاد من أجل تغييرها وإعادة الحقوق ومكانة الإنسان والحرية والعدالة الاجتماعية والسياسية وإعادة الأمور إلى نصابها، الأمر الذي سحب البساط من تحت أقدام البعض ومعه بدأت تتكشف الكثير من الحقائق بعد أن تحققت الوحدة للوطن والمواطن وإتاحة الفرصة للجميع للمشاركة الفاعلة في العملية السياسية والبناء التنموي بعد أن استبخس البعض الناس أشياءهم لفترة زمنية طويلة في ظل الحكم الشمولي الانفرادي وعادت الكثير من الطيور المهاجرة مستأنسة بالفضاءات الواسعة للحرية والوحدة والديمقراطية.لكن البعض ممن فقدوا مصالحهم الخاصة الأنانية الضيقة وبدأت الأرض تهتز تحت أقدامهم نتيجة المتغيرات الإيجابية والإنجازات الوحدوية الكبيرة التي تحققت في إطار التحولات الديمقراطية العظيمة التي أصبحت واقعاً ملموساً على أرض الواقع أطلوا بالحديث المركز على ما فقدوه وأصبح خارج نطاق سلطتهم الحزبية والسياسية من ثروة وأرض وهي من الأموال العامة التي تقع تحت مسؤولية السلطة الشعبية الحاكمة التي أفرزتها العمليات الانتخابية الديمقراطية الحرة المباشرة التي كانت بداياتها الأولى في انتخابات مجلس النواب في العام 1993م والتي جاءت وفقاً لاتفاقية إعلان قيام الوحدة اليمنية وكانت التجربة الانتخابية الأولى للتداول السلمي للسلطة بعد قيام الوحدة بين شطري الوطن والمعلنة في 22 مايو 1990م وهي تجربة ديمقراطية ناشئة وإعادة وحدة الوطن في مراحل سنواتها الثلاث الأولى من مسيرة التكوين الوحدوي إلى المشروع النهضوي الحضاري الحديث في منطقتنا العربية.
أخبار متعلقة