فريق التلال
كتب / العزي العصامي لم يكن فريق التلال ممثل الأندية اليمنية مطالبا بتحقيق المستحيل وتحميله ما لا طاقة له به وما هو أكبر من قدراته , غير أن نجومه كان نجوما فوق العادة أمام بطل الجزائر فريق المولودية الذي يتمتع بتاريخ عريض وسمعة عربية طيبة ويحظى بنصيب الأسد من المشاركات الخارجية سنويا على المستوى العربي والقاري .التلال كان رائعا بكل المقاييس , ولم تخذله سوى قلة خبرة لاعبيه ,وسوءa الطالع الذي يلازم الكرة اليمنية في الفترة الأخيرة عندما تخسر في الوقت بدل الضائع كما حصل في مباراة اليابان الأخيرة مع المنتخب الوطني في صنعاء , ولهذا كان الرضا والارتياح هو ما ارتسم على محيا كل التلاليين وكل محبي ومشجعي الكرة اليمنية بهذا الخروج المشرف الذي جاء رغم إرادة التلال ونجومه وجماهيره وجاء بفضل التحيز الواضح للحكم التونسي الذي أدار اللقاء . بطبيعة الحال الخسارة هي الخسارة سواء بهدف أو بعشرة غير أن التلال تغلب على كل ظروفه القاسية المتمثلة بعدم جاهزية الفريق حتى الآن بالصورة التي تمكنه من مقارعة الكبار , ولم يبدأ الدوري في بلادنا بعد حتى يكون لاعبي التلال في جاهزية مناسبة كما هو الحال بالنسبة للاعبي المولودية الذين لعبوا عدد من الجولات في الدوري الجزائري , ولم يكن التلال قد أكثر من المشاركات الخارجية في السنوات الأخيرة كما هو الحال بنادي المولودية , كما أن فارق الإمكانيات الفنية والبشرية والمادية كبيرا بين الفريقين , وبصورة عامة التلال نتاج للدوري المحلي الهزيل , فيما المولودية نتاج للدوري الجزائري المتقدم , والذي يصدر لاعبيه المحترفين إلى عدد من البلدان في أفريقيا وأوروبا وآسيا.الزخم الجماهيري الكبير الذي يتمتع به المولودية كما شاهدنا في مدرجات المباراة نموذج عن تصرفاته يمنح النادي الكثير من أوجه الدعم المادي والمعنوي بينما يمتلك التلال قاعدة جماهيرية هي الأكبر ربما في بلادنا ولكن هذه القاعدة لا تفيد النادي في الجانب المادي بشيء .وبالنظر إلى قرارات الحكم التونسي الذي أدار المباراة ووجود الشك في هدفي النادي الجزائري على اعتبار أن الهدف الأول كان من حالة تسلل واضحة للعيان في الإعادة التلفزيونية فإننا نفهم من ذلك أن اللجنة المنظمة والراعية لا همها من قريب أو بعيد وجود الأندية اليمنية في هذه البطولة التي تركز على الدول الغنية ودول المغرب العربي نتيجة وجود الإقبال الجماهيري والقدرة المالية العالية التي تساعد الشركات الراعية على الترويج لمنتجاتها بصورة أفضل عن طريق القناة الناقلة للبطولة في تلك البلدان بينما تعد اليمن بالنسبة لهم سوقا غير رائج لمنتجاتهم التي يأتي إلينا منها كل ما هو رديء ولا يرق إلى مستوى المواصفات الدولية المتعارف بها .ولم أدرك أن التلال يمتلك لاعبين محترفين على مستوى عال إلا من خلال هذه المباراة غير أن هذا المستوى عابه البطء الشديد للاعبين المحترفين الذين تحصل بعضهم على فرص للتهديف كان ينقصها السرعة التي تساعدهم على إكمال الفرصة في المرمى نتمنى أن يجد مدرب التلال حلا له . القائد التلالي الكبير شرف محفوظ كان عظيما وهو يصنع تلك اللوحة البديعة والمنسجمة من الأداء الرائع للاعبين , وقد عرف كيف يوظف قدراتهم وإمكانياتهم وهو بالتالي قد كشف عن مدرب وطني سيكون له مستقبل عظيم بإذن الله إذا ما زاد الاهتمام به ومساعدته في خوض العديد من الدورات التدريبية الدولية والطويلة والتجارب التدريبية الأخرى .