رئيس الجمهورية يستقبل رؤساء تحرير الصحف الخليجية ويعقد مؤتمرا صحفيا بحضورهم
[c1]ماحدث في مأرب ضربة للسياحة في اليمن والمنطقة وعمل جبان يضر بالاقتصاد الوطني والأمن والاستقرار والاستثمار[/c]صنعاء / سبأ:استقبل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية أمس الأخوة رؤساء تحرير الصحف الخليجية المشاركين في أعمال الاجتماع الرابع للأمانة العامة لاتحاد الصحافة الخليجية الذي ينعقد حاليا في العاصمة صنعاء برئاسة الأخ تركي السديري، رئيس الاتحاد ، وفي اللقاء تم منح فخامة الأخ الرئيس درع اتحاد الصحافة الخليجية تقديراً لدوره في دعم الصحافة وحرية الكلمة في اليمن.بعد ذلك عقد فخامة الأخ الرئيس مؤتمرا صحفيا بحضورهم تحدث فيه حول العديد من القضايا والتطورات على الساحة الوطنية والإقليمية والدولية وفي مقدمتها تطورات الحادث الإرهابي الذي تعرض له عدد من السياح الأسبان والمواطنين اليمنيين بمحافظة مأرب .ورحب الأخ الرئيس برؤساء تحرير الصحف الخليجية، وقال:« الصحافة الخليجية، صحافة مهمة جدا ومنبر ممتاز لتنوير الرأي العام في المنطقة، ولا شك أن الصحافة بمنطقة الجزيرة والخليج تتطور شيئا فشيئا باستمرار، وتوصل رسالتها بشكل جيد».ثم أجاب الأخ الرئيس عن الأسئلة التي وجهت لفخامته من رؤساء تحرير الصحف الخليجية، وردا على سؤال حول آخر المعلومات التي توفرت للأجهزة الأمنية اليمنية عن الهجوم الإرهابي الذي حدث في مأرب، قال الأخ الرئيس :«في حقيقة الأمر أن الأجهزة الأمنية كانت لديها معلومات منذ حوالي 4 أيام قبل الهجوم الإرهابي حول احتمال حدوث حوادث إرهابية وتفجيرات لكن أين ؟ ومتى ؟ وفي أي مكان ؟ هذا الذي كان غائبا عن هذه الأجهزة».وأضاف: « طبعا الأجهزة الأمنية أخذت احتياطاتها ورفعت الجاهزية في كل المرافق خاصة حول المنشآت النفطية ومؤسسات الدولة المختلفة والمناطق الحساسة ولم يتبادر إلى ذهنها أن الهجوم سيكون في تلك المنطقة المحيطة بمعبد أوام في مأرب».ومضى الأخ الرئيس قائلا :« والمشكلة كانت في تحركات الفوج السياحي أنهم لم يلتزموا بالتعليمات، حيث كانت هناك تعليمات أمنية مسبقة أن يكون هناك فاصل بين كل سيارة وسيارة ولكنهم تقاربوا بسياراتهم فجاءت الكارثة أكبر مما كان متوقعا على الرغم من انه عندهم سيارة أمنية ترافق السواح ولكن ضاقت المسافة واقتربوا من بعضهم البعض لحظة انفجار السيارة المفخخة وهي سيارة موديلها قديم نوع جيب (حبة وربع ) وكان يقودها الانتحاري الذي يرجح أن يكون غير يمني».وتابع قائلا :« منفذ هذه العملية الإرهابية ربما يكون من خارج اليمن وفقا للمعلومات الأولية التي توفرت للأجهزة الأمنية»، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن سبق وأن تعقبت العناصر التي هربت من السجن لإعادتهم، واستسلم بعضهم والبعض القي القبض عليه، ومازال هناك 3إلى 4 أشخاص فارين يجرى ملاحقتهم لضبطهم. وقال الأخ الرئيس :« ورغم ذلك تشير المعلومات الأولية إلى أن الاحتمال الأكبر أن الانتحاري في هذا العملية ليس يمنيا وربما يكون من جنسية عربية أخرى، والأجهزة الأمنية تجري تحرياتها الآن وهم يعملون فحوصات في المعمل الجنائي خاصة بالحمض النووي وربما تطلع النتيجة خلال الساعات القادمة لتكشف هوية هذا الشخص, فالأجهزة الأمنية تواصل مهامها بشكل جيد».وأردف الأخ الرئيس قائلا :« ما من شك أن هذا العمل الإرهابي يشكل ضربة للسياحة في اليمن وفي المنطقة فهذا عمل إرهابي مدان من كل القوى السياسية على الساحة اليمنية بمختلف توجهاتها وهو عمل جبان وغير مسؤول ويضر بالاقتصاد الوطني وبالأمن والاستقرار وبالاستثمار, وهو يأتي في الوقت الذي فتحت فيه اليمن الحوار مع الشباب المغرر بهم بعد أحداث 11 سبتمبر وكان هناك معارضة امريكية واوروبية لهذا الحوار ويقولون :لنا كيف انتم في اليمن تحاورون هؤلاء الإرهابيين؟.وتابع القول :« نحن قلنا لهم، لا مانع لدينا من أن يكون سيف الدولة إلى جانب لغة الحوار ومضينا في الحوار وتحققت نتائج إيجابية واستسلم الكثير من المغرر بهم وعادوا إلى جادة الصواب وهذا كان شيئا ممتازا وهم شباب جيدون ولكن غرر بهم بعد أن ذهبوا إلى أفغانستان أيام مواجهة المد الشمولي في أفغانستان وكانت المنطقة آنذاك بشكل عام مع هذا التوجه لمحاربة الشيوعية في أفغانستان ولكن هؤلاء عادوا وبدأوا يحاربون أهلهم وبلادهم وقيادتهم واقتصادهم ومن ثم توقفوا عن تلك الأعمال غير المسؤولة» .وأشار الأخ الرئيس إلى أن اليمن شهدت أكثر من عملية إرهابية مثل ماحدث ضد البارجة الامريكية( يو. إس. إس. كول) في ميناء عدن ثم السفينة الفرنسية قرب شواطىء حضرموت وحادث الاعتداء على المنشآت النفطية في حضرموت ومأرب وهذه جميعها تشكل عبئاً ومشكلة على الاقتصاد الوطني، وقال :«مرتكبو هذه الأعمال جهلة وهناك مغرر بهم حاورناهم واعتدل الكثير منهم والكثير من الدول اعترضت وعاتبتنا على محاورة قوى إرهابية فأجبناهم أنه لايمكن أن نحصرهم في زاوية وربما تحقق نتائج وفعلاً بعد ذلك اتصل بنا عدد من الأصدقاء في الغرب مثل بريطانيا والمانيا وامريكا يريدون الاطلاع على التجربة وأرسلنا لهم علماء من الذين حاوروا أولئك المغرر بهم وقالوا أنهم استفادوا من الحوار كذلك الكثير من الأقطار العربية خصوصاً اخواننا في المنطقة حاوروا بعض المغرر بهم واعتدل بعضهم والآخرون ظلوا في الضلال الذي هم عليه». ومضى قائلا :«نحن حقيقة ندين هذا العمل الإرهابي وإن شاء الله أجهزتنا يقظة وسوف تتابع المتورطين في هذا العمل، وقد أبلغت وزارة الداخلية عن إعلان مكافأة 15 مليون ريال لكل من يدلي أو يلقي القبض على أي من هؤلاء الإرهابيين المتورطين في هذا العمل الإجرامي . مؤكدا أن أداء الأجهزة الأمنية اليمنية جيد ومتابعة وقد نجحت في الكثير من المواقف .. لافتا إلى أن الامريكيين كانوا متشائمين من قدرات هذه الأجهزة عندما حدث الاعتداء على البارجة الامريكية(يو. أس. أس. كول) في ميناء عدن ظنا منهم أن اليمن بلد متخلفة وغير غنية واجهزتها متخلفة ولكن خلال 48 ساعة تمكنت الأجهزة الأمنية اليمنية من إلقاء القبض على المتورطين في عملية التفجير وتم محاكمتهم وصدرت بحقهم أحكام بالسجن أدانت من ثبت تورطهم فيما تم الإفراج عن غير المتورطين حتى الذين هربوا بعضهم لم يكن يتبقى عليه من مدة العقوبة بالسجن سوى 6 أشهر . وقال الأخ الرئيس :« هناك تعاون بيننا وبين إخواننا في مجلس التعاون الخليجي, وهناك تواصل مستمر في مجال التنسيق الأمني وان شاء الله سيتم إلقاء القبض على من تبقى من هؤلاء سواء في اليمن أو أي دولة من دول الخليج بفضل التعاون والتنسيق الأمني بيننا وبين إخواننا لأن أمننا واحد واستقرارنا واحد وما يهدد دول الخليج يهدد اليمن وما يهدد اليمن يهدد دول الخليج ونحن نكمل بعضنا البعض ". واستطرد الأخ الرئيس قائلا:" هذا فيما يتصل بماحدث يوم أمس في مأرب وحتى الآن اللجنة الأمنية رافعة للجاهزية الأمنية بشكل عام في كل مؤسسات الدولة وسنواصل متابعة الجناة الإرهابيين أينما كانوا وسيتم بإذن الله إلقاء القبض عليهم".وأردف قائلا :" والشيء الجميل إن شعبنا اليمني شعب عظيم ويرفض هذه الأعمال التخريبية والإرهابية التي تتنافى مع قيم ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف وأخلاقيات المجتمع اليمني، كما أن شعبنا متعاون مع الأجهزة الأمنية والمعلومات التي تحصل عليها أجهزة الأمن في بعض الأوقات تأتي من المواطنين الذين يبلغون عن أي مشتبه به ومكان تواجده ».وتابع قائلا :«سمعتم بالأمس كل القوى السياسية والأحزاب تندد وتستنكر هذا العمل الإرهابي ولدينا حوالي 22حزبا جميعها أدانت هذه العملية الإرهابية وكذلك العلماء والشخصيات الاجتماعية وكل منظمات المجتمع المدني أدانت هذا العمل الإرهابي». وفي رده على سؤال عما إذا كان هناك مبادرة يمنية لحل النزاع الفلسطيني - الفلسطيني تم تقديمها للجانب الفلسطيني خلال استقبال فخامة الأخ الرئيس لمستشار الرئيس الفلسطيني يوم أمس .. قال فخامته: «لا توجد مبادرة يمنية، وقد تحدثت مع المبعوث الفلسطيني وحملته رسالة إلى الرئيس أبو مازن وقلت له نحن ندعو إلى العودة إلى طاولة الحوار وفقا لاتفاق مكة المكرمة الموقع بين فتح وحماس لينهوا ماحدث في غزة ويعودوا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية أو تحل حكومة الوحدة الوطنية اذا كانت غير ذي جدوى وتحل أيضا حكومة الطوارئ التي شكلت مؤخرا ويتم التباحث على أية معالجات على قاعدة لاضرر ولاضرار سواء بتشكيل حكومة وحدة وطنية».وقال الأخ الرئيس :« نحن نعتبر مايحدث على الساحة الفلسطينية سواء في غزه وفصلها عن الضفة هو خدمة لقوات الاحتلال خدمة لإسرائيل»، مبينا أنه أبلغ المبعوث الفلسطيني انه لا يجوز ان يكون التربع على كراسي السلطة على حساب الدم الفلسطيني، فهذه كانت رسالتي يوم أمس التي أبلغتها للأخ أبو مازن، باعتبار ذلك من المحرمات، ونبهت إلى إن الاستمرار في هذا الوضع يعني إنهاء للقضية الفلسطينية تماما ، مضيفا:« من المؤسف أن يتم الحديث عن حكومات الشعب الفلسطيني الذي مايزال تحت وطأة الاحتلال وهناك من ينشغل بالوزارات والمناصب وبالسفارات في ظل هذا الوضع ، بينما يفترض أن قادة العمل الفلسطيني أذا أردوا الوصول لدولة مستقلة ان يكون عملهم عملا جبهويا لمقارعة الاحتلال حتى نيل الاستقلال».وقال الأخ الرئيس :«المشكلة أن يتصارع الأخوة في فلسطين على طواحين الهواء، واحد يقول حكومة سلطة وطنية وآخر يقول حكومة طوارئ، بينما الشعب الفلسطيني مازال تحت الاحتلال»، لافتا إلى أنه أبلغ الرئيس (ابومازن) عبر مبعوثه إلى صنعاء أن اليمن ليست مع دعوة ما يسمى بقوات دولية ، وقال :« لا نعرف لماذا ندعو إلى قوات دولية للتدخل ؟ فالقوات الدولية تتدخل بين دولتين وليس بين جزئي دولة ما تزال تحت الاحتلال، فهذا رأينا الذي أبلغناه للإخوان في السلطة الفلسطينية».وفي رده على سؤال عن المهمة التي أسندت لتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق في اللجنة الرباعية، وعما إذا كان متفائلاً بتحقيق السلام في المنطقة؟ قال فخامة الأخ الرئيس: «كما يبدو أن هذه المهمة مكافأة لتوني بلير لما قام به في حرب الخليج الثانية، موضحا أن بلير كان مرشحا لرئاسة البنك الدولي، وقد سأل الصحفيون الرئيس بوش هل سيكافأ توني بلير على دوره في حر ب الخليج الثانية ليكون رئيساً للبنك الدولي، فقال بوش: أنا أفضل أن يكون رئيس البنك الدولي أمريكياً لذا بحثوا له الآن عن مهمة أخرى هي رئاسة ما يسمى اللجنة الرباعية التي سيكون مقرها القدس، هذا ما سمعنا غير أن الحل ليس بيد اللجنة الرباعية، فالحل بأيدي الفلسطينيين أنفسهم، مؤكدا أن الحل يكمن في وحدة الفلسطينيين ليكونوا كتلة واحدة، بعد ذلك يأتي الموقف العربي المساند.وقال: « لو تمسكوا بمبادرة السلام العربية التي أقرت ببيروت المقدمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لكان ذلك يمثل الحل الأفضل باعتبار هذه المبادرة آخر ورقة نتمسك بها ويجب أن لا نلتف حول هذا الموضوع».وفي رده على سؤال عن حقيقة دور ليبيا وإيران في أحداث داخلية في اليمن وتدخلهم في دعم عناصر التمرد في بعض مناطق صعدة وما الذي استجد في هذا الموضوع وما طبيعة هذا التدخل ، وكذا عن رؤيته لواقع الصحافة في اليمن والخليج منذ توليه الرئاسة في اليمن وتطلعاته لرؤية الصحافة اليمنية في وضع أفضل مما هي عليه الآن؟ قال الأخ الرئيس: «الصحافة اليمنية هي اليوم في وضع أفضل مما كانت عليه بما هو متاح أمامها من حرية واسعة حيث يصل ما ينشر في بعضها إلى حد الشتائم والانتقادات ونشر الكلام الذي يقال والكلام الذي لا يقال، وهو غير موجود في زميلاتها من الصحف الخليجية».وطالب الأخ الرئيس بسعة الصدر والقبول بالرأي والرأي الآخر، وقال :« يجب عدم الضيق من الصحافة ونحن لا نضيق لأننا أخذنا بخيار التعددية الحزبية و التعددية السياسية وحرية الصحافة والرأي و الرأي الآخر فبدلا من أن يكون الحديث تحت الطاولة يكون فوق الطاولة، ونحن مقتنعون منذ 17 عاما بحرية الصحافة ودائما ما أؤكد أهمية أن تكون الكلمة مهذبة و منطقية و مؤدبة باعتبار أن الكلام المسيء في الصحافة يعود على الكاتب أو الصحيفة نفسها والنقد البناء لا احد يضيق منه أو يستهجنه لكن الكلام غير المسؤول مستهجن ، مع ذلك تركنا الباب مفتوحا ".وأضاف "أما ما يخص السؤال حول دور إيران وليبيا فأنا بطبيعتي أدعو دائما إلى رأب الصدع بين الأشقاء سواء على المستوى العربي أو الإسلامي، فلا يجوز مقابلة الخطأ بمثله مهما حصل ومهما سالت من دماء سأستمر بالدعوة لوحدة الصف العربي والإسلامي ولن أسمي أشخاصاً سواء كانوا متورطين فيما حدث باليمن أم لا ».وعن رؤية فخامته للاستراتيجية الأمريكية الجديدة في العراق وعما إذا كانت قد فشلت بعد مرور ستة أشهر على تنفيذها بحسب توقعاته السابقة ،قال فخامة الرئيس: «اليوم أنا أؤكد أن تلك الإستراتيجية فشلت على الرغم من علاقة اليمن المتميزة والجيدة مع الأمريكان ولكني أقول إن السياسة الأمريكية في العراق فاشلة لأنها لم تحقق شيئا بل زادت الطين بلة» ، مضيفا القول:«رسالتي واضحة أن هذه سياسة فاشلة وقد أكدت لأصدقائنا الأمريكان أن سياستهم وإستراتيجيتهم التي وضعوها للعراق فاشلة"، وقال الأخ الرئيس متسائلا: «لماذا فاشلة ؟ وما الذي جعل من العراق مستنقعا نتيجة لما يدور فيه من قتال طائفي وعنصري ومذهبي ؟ من الذي جلب للعراق كل هذا »؟وتابع فخامته قائلا :«هم قالوا ان قوات الاحتلال ستأتي بديمقراطية نموذجية تتعلم منها دول المنطقة ورأينا في هذه الديمقراطية تدخل وتصفية حسابات مع العراق، وما يجرى هناك هو تصفية حسابات حيث يتدخل كل طرف بالقدر الذي يستطيع, هذا جانب من المشكلة، أما الجانب الآخر فهو ضرورة الدعوة إلى الحوار بين السنة والشيعة والأكراد وغيرهم من فئات الشعب العراقي بحيث يجري حوار وطني وإعادة الجيش المنحل والإدارة المنحلة لنظام صدام حسين ليحصل هؤلاء على المأكل و المشرب أي على المرتبات التي تكفل لهم العيش وليس من أجل أن يمتطوا الدبابات أو المدافع والطائرات لكن ليأكلوا ويشربوا ويعيشوا، وهناك حوالي سبعة ملايين مواطن عراقي كانوا محسوبين على النظام السابق وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها في الشارع لا مأكل ولا مشرب و لا مستقبل، أخذ هؤلاء البندقية وأخذوا يقاومون الاحتلال».واستطرد قائلا :« لو كانوا لم يسرحوهم - طبعا بدون تمكينهم من الدبابة والمدفع - وأعطوهم مرتبات ودعوهم يأكلون و يشربون لما حدثت هذه المواجهة, التي كان سببها عندما وجد سبعة ملايين شخص أنفسهم بين ليلة و ضحاها دون مأكل أو مشرب ما سبب هذا العنف».وقال الأخ الرئيس :« لقد أخبرنا أمريكا بضرورة الدعوة إلى حوار لإيجاد ميثاق وطني أو إيجاد دستور يلملم العراقيين بدلا عن المذهبية وأن ينتهجوا الحوار ، فقالوا:«نحن مستعدون نحاور إلا مع ثلاث فئات البعثيين وتنظيم القاعدة و الجهاد».. فقلنا إذا السياسي أو القائد أو المحاور أو النظام يحاور فعليه أن يحاور خصما أما صديقه فهو صديق لماذا يحاوره؟، لأن الحوار عندما يكون مع صديق فهو تحصيل حاصل».وأضاف :« هم رافضون أن يحاوروا البعثيين أو القاعدة و الجهاد ولكن لابد من الحوار وأنا تحدثت على مستوى الداخل في اليمن وعلى مستوى المنطقة الحوار يجب أن يكون مؤسسا لأنه إذا ثبتنا قاعدة الحوار نمنع الاقتتال، في ظل عدم وجود حوار يحصل القتال، وبعد ذلك نتحاور بعد القتال، فأحسن لنا أن نتحاور قبل القتال وهذه لدينا قاعدة هامة تجنبنا المواجهات».ومضى قائلا :«نحن لدينا مشكلة في صعدة بسبب حسابات معينة واحد لديه خصومة مع السعودية، وآخر لديه خصومة مع النظام في اليمن وكل منهما أراد أن يصفي حساباته في صعدة وكأنه سيقلق أمن السعودية واليمن أو يغير شيئا، وذلك ما لا يمكن لأي جهة تحقيقه، فالسعودية واليمن تربطهما علاقات أخوية متميزة بعد معاهدة جدة، التي صانت العلاقات وحمتها ولا أحد يستطيع أن يزعزعها، ومع ذلك دعوت إلى حوار في اليمن وفي غير اليمن» .وأضاف :«الآن المتمردون في صعدة يسلمون أسلحتهم وأنفسهم بمساع قطرية وهذه المساعي القطرية هي بطلب من أطراف أخرى، فعندما فشلت في مشروعها في اليمن طلبت من قطر التدخل»، وتابع القول:« الآن المتمردون يسلمون أسلحتهم و ينزلون من الجبال وسوف تخرج قياداتهم من اليمن لفترة من الزمن».وحول سؤال عما إذا كان دور تلك الأطراف التي طلبت من قطر التدخل سلبيا ؟ قال الأخ الرئيس :« نعم .. أنا دائما أدعو إلى حوار في بلدي وفي بلدي الحوار أساس .. إذا ثبتنا قاعدة الحوار أكيد أنها تمنع الكثير من الأمور التي لا نريدها.وتابع فخامته :«عناصر التمرد لديها آخر مهلة إلى يوم الخميس القادم لتسليم جميع الأسلحة وينزلوا من الجبال وينهوا أعمالهم التخريبية بما في ذلك قطع الطرق الرئيسية وهذه آخر محاوله معهم, ما لم سيكون للحكومة موقف, وللجنة والمساعي القطرية موقف وللجنة الحزبية المشكلة من البرلمان ومجلس الشورى موقف من هذا التعنت وعدم الانضباط».وفي رده على سؤال عن انضمام اليمن إلى دول مجلس التعاون الخليجي كضرورة اقتصادية وسكانية للطرفين وما مدى تفاؤل اليمن بهذا الانضمام قال فخامة رئيس الجمهورية :«نحن تحدثنا في هذا الموضوع كثيرا، وهناك من يقول انه لا بد أن نؤهل اليمن، كثير من إخواننا في مجلس التعاون وهم السياسيون وليس القيادات العليا، لكن القيادات التي ما دون الوسطية تقول يجب أن تتأهل اليمن أولاً ونحن أخبرناهم أننا حاضرون وجاهزون تعالوا أهلونا .. أهلونا بالطريقة التي تريدونها ، نحن لا نعرف كيف نتأهل ثقافيا ، اقتصاديا اجتماعيا سياسيا .. نحن لا نعرف ما هي ثقافة التأهيل المطلوب هل هي ثقافة المال ؟ نحن لا نملك المال الذي يرتقي بمستوى اقتصادنا إلى مستوى دول التعاون».وتابع فخامته :« قلنا لهم خذوا بأيدي إخوانكم في اليمن .. وهذا ليس عيبا، ادعموهم اقتصاديا، ادعموا مشروعهم الاقتصادي، أعطوهم الأولوية في العمالة لأننا أحق بالعمالة في دول الخليج من الجنسيات الأجنبية .. فاليمنيون اقرب إليكم فهم أهلكم وعمقكم الاستراتيجي، افتحوا لهم المجال وامنح اليمني فرصة ليعمل، إن كان هناك عمل في السعودية أو في قطر أو في الإمارات أو في الكويت دع العامل اليمني يتولاه فهو أخوك، وفي حال لم يحصل اليمني على عمل فانه سيعود إلى اليمن ولأن من أهم ميزات اليمنيين أنهم لا يشكلون عبئاً، فهم مأمونون صادقون وسلوكهم حسن مع إخوانهم، وهذا شيء معروف في جميع دول الخليج.وأضاف فخامته: « لدينا حوالي مليون مواطن في المملكة وقطر ويندر أن نسمع عن أي يمني تسبب في المشاكل ، وإذا حصلت حادثة فهي نادرة، والنادر لا حكم له» .وأكد الأخ الرئيس نحن حاضرون لأي تأهيل، وقد تم ضم اليمن إلى بعض المؤسسات الخليجية منها دورة كأس الخليج الكروية ، وفي الصحة والتربية والشؤون الاجتماعية والعمل والصحافة وهذا شيء جيد، وأنا سمعت من قيادات في المملكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبدالعزيز يقول «يجب أن نؤهل اليمن لان تكون عضوا كاملا في مجلس التعاون سياسيا وثقافيا واقتصاديا».. وإن شاء الله تلقى هذه الدعوة قبولا لدى أشقائنا في قيادات مجلس التعاون الخليجي . وقال الأخ الرئيس :"أما على الصعيد الثنائي ومن خلال تواصلي مع أشقائي زعماء دول الخليج لم يقل لي أحد نحن ضد دخول اليمن في المجلس صراحة، وفي فترة من الفترات قيل لي إذا قبلناكم سوف نضطر لقبول العراق وإذا قبلنا العراق سنضطر لقبول إيران ثم تدخل الأردن ثم سوريا يعني سوف يتشعب الموضوع ».و في رده على سؤال عن تداعيات ماحدث في مأرب ،وكذا عما قيل عن وجود مشاكل منطقة (وشحة) في حجة،أكد الأخ الرئيس «أن الأجهزة الأمنية يقظة وجيدة»، وقال:" لقد أخبرتكم أنه كان عندنا معلومات مسبقة أنه سيحصل عمل إرهابي.. لكن أين وفي أي وقت ؟ هذا لم تكن الأجهزة الأمنية على علم به، وهي يقظة وجيدة ولم يحصل منها أي قصور أمني» . وأردف فخامة رئيس الجمهورية :«النقطة الثانية المتعلقة بالاشتباكات في (وشحة) فهذا أمر قد حصل ، لكن إلى حد الآن كل التقارير في البرلمان ومجلس الشورى تقارير إيجابية ووقف إطلاق النار في صعدة ناجح وبنسبة تصل إلى حوالي 99 بالمائة .. عناصر التمرد قامت باختطاف بعض الأشخاص للمساومة وعند خروج تلك العناصر من أي مبنى يقومون بتدميره سواء مبنى الشرطة أو الوحدة الإدارية أو المستشفى هذا الذي يحدث، لكن الاشتباكات لم تعد موجودة . وبين أنه:« ليس هناك شيء يمكن وصفه (بالاتفاق) لكن هذه مساع وهي تصحيح لكلمة اتفاق بـ ( مساعي حميدة) من قبل اخواننا في قطر على ضوء قرار مجلس الدفاع الوطني ، ونحن رفضنا كلمة وساطة في هذا الشأن الداخلي لكن قبلنا بمساعي اخواننا في دولة قطر في إطار ما رسمه مجلس الدفاع الوطني في اجتماعه هذا هو ما حدث ».وحول سؤال عن نتائج اجتماعه القصير مع خادم الحرمين الشريفين في باريس والملفات التي تم التطرق إليها قال فخامة الرئيس : ربما تكون (المقابلات) القصيرة أهم من الفترات الطويلة في المحادثات الدولية لأنها تأخذ الشيء المهم والموضوع الرئيسي، فإذا رأيت محادثات طالت فتأكد أنها محادثات فاشلة ولكن كلما اختصرت المحادثات تكون ناجحة لأنها تضع النقاط على الحروف".وأردف قائلا : « تناولت مباحثاتي مع خادم الحرمين الشريفين ملفا كاملا يهم اليمن والسعودية تم بحثه، وكانت مباحثات جيدة ومتفق عليها، وكانت هناك ملفات أخرى ملف فلسطين وملف العراق وملف المنطقة بشكل عام وهو ملف ساخن وتحدثنا عن لبنان وموقفنا من لبنان ودعونا إلى الحوار وإلى التفاهم بين أطراف العمل السياسي في لبنان لمنع التدخلات الخارجية، وأنا أقول دوما لا احد يصلح البيت من الخارج لا يصلح البيت إلا من الداخل هذه نظرية وقاعدة فقهية سياسية، أصلح بيتك أنت بنفسك فالأخوان في لبنان هم من أذكى الأقطار العربية وهو بلد مثقف عظيم لكن للأسف نظامهم قائم على الطائفية منذ رحل الاستعمار أسس هذه القاعدة السيئة، وهذه من مساوئ ومخلفات الاستعمار وهذا ما نخشاه في العراق، تجدهم مثقفين وسياسيين سنة، شيعة، ودروز لكن التدخلات الخارجية كل واحد يريد باعا في لبنان، ولا احد يقول أنه يتدخل في لبنان ضد مصلحة لبنان الكل يدعي مصلحة لبنان، فرنسا تتدخل من أجل مصلحة لبنان وأمريكا تتدخل من أجل مصلحة لبنان وكثير من الأقطار العربية تتدخل من أجل مصلحة لبنان تشابكت الأمور فلا تدري من تمسك» .وأضاف :«القرار في يد اللبنانيين مثلا المحكمة الدولية المختصة في التحقيق بجريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي كان زميلنا وأخونا ومقتله كان كارثة وجريمة وندينها لكن يجب أن نبحث عن حلول ، دعونا نبحث عن وحدة الصف اللبناني، المنطقة متصدعة والبؤر مشتعلة من وقت لآخر وهناك من يصب الزيت على النار».وفي إجابته على سؤال عن الترتيبات لما بعد الفرصة الأخيرة والتي أعطيت لعناصر التمرد والتي تنتهي الخميس القادم، قال الأخ الرئيس: «بحسب ما بلغني من اللجنة المشكلة من البرلمان ومجلس الشورى في ضوء تواصل اللجنة مع مجموعة من عناصر التمرد، تم منح تلك العناصر فرصة لينهوا المشكلة إلى يوم الخميس، وإذا لم تحل المشكلة بنهاية اليوم الأخير للمهلة المحددة فلكل حادث حديث».وعن آلية التعامل مع العناصر الإرهابية في ضوء العمل الإرهابي الأخير في مأرب وهل سيستمر نهج الحوار معها ؟ قال الأخ الرئيس: «نحن تحاورنا مع عناصر غرر بها سواء من قبل القاعدة أو الجهاد ومن صلح منها وعاد إلى جادة الحق والصواب نحن نرحب به ليعود إلى ساحة الإعتدال والوسطية ونرتب أوضاعهم ونرتب أحوالهم، باعتبارهم أبناء جلدتنا ونحن لسنا ضدهم أبدا فكل من يستقم نرحب به وبالنسبة للعناصر التي تستمر في ظلالها سوف نحاسبها، وليس هناك تسامحا مع كل من يقف وراء الأعمال الإرهابية ويلحق الضرر بالاقتصاد ويسفك الدماء بل ستلاحقه الأجهزة الأمنية لضبطه وتقديمه للقضاء لينال جزاءه الرادع».