في حلقة نقاش نظمتها المساحة الجيولوجية :
صنعاء/ سبأ:أوصت حلقة نقاش حول واقع النشاط البركاني في اليمن ومؤشراته المستقبلية خلال الفترة القادمة على ضرورة عمل دراسات ميدانية متخصصة وعاجلة استناداً إلى الدراسات التي نفذت على بعض المناطق.وأوصت بإعداد دراسة تحليلية لجزيرة جبل الطير بالحديدة بالتعاون مع الفريق الإيطالي المتخصص في مجال البراكين وأخذ عينات من المنطقة وإجراء تحاليل اختباريه لها.الحلقة التي نظمتها أمس في صنعاء الهيئة العامة للمساحة الجيولوجية والثروات المعدنية بمشاركة 20 متخصصا جيولوجيا من الهيئة وجامعة صنعاء والجهات ذات العلاقة، أوصت أيضا بتولي مركز الرصد الزلزالي بمحافظة ذمار متابعة الأحداث البركانية في الجزيرة وتطورات الوضع بشكل مستمر وتزويده بالمحطات والأجهزة اللازمة بما يمكنه من رصد كافة الحركات والمؤشرات التي تنبئ بحدوث زلازل أو كوارث أرضية أو ما شابهها.وأكدت التوصيات على ضرورة التعاون والتنسيق بين الجهات المختلفة في هيئة المساحة الجيولوجية وجامعة صنعاء مع مركز الرصد الزلزالي والجهات البحثية والعلمية لدعم المشاريع الجيولوجية والاستفادة منها وتفعيل التعاون الإقليمي والعمل على استمرارية التواصل مع الجانب الأثيوبي والاستفادة من المراجع الموجودة في مكتباتهم المتعلقة بالرصد الزلزالي، إلى جانب إنشاء متاحف علمية باعتبارها وسيلة أساسية لنشر الثقافة العلمية والأحداث ذات الطبيعة الجيولوجية واستكمال خارطة المخاطر في اليمن.تجدر الإشارة إلى أن حلقة النقاش قدمت خلالها عدد من أوراق العمل عن النشاط البركاني في اليمن والزلازل ودورها في تكون البراكين من خلال الشقوق التي تحدثها والأسباب المؤدية إلى ذلك، حيث هدفت الحلقة إلى الخروج برؤية واضحة ومحددة حول طبيعة العمل خلال الفترة القادمة انطلاقاً من نتائج المعطيات الحديثة المستندة على أسس عملية دقيقة بالإضافة إلى تحديد الاحتياجات اللازمة لتنفيذ عمليات المسوحات الجيولوجية.إلى ذلك أكد الدكتور إسماعيل الجند، رئيس هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية عدم وجود مخاطر بيئية كبيرة جراء النشاط البركاني الحاصل في جزيرة جبل الطير كون طبيعة النشاط البركاني محدود، وقال " إن ما يطلق من رماد أو غبار بركاني ليس بالكثافة التي تؤدي إلى تغير مناخي وارتفاع درجة الحرارة وترسبات كبيرة".وأضاف " إن عملية تحديد الجهات المتوقع حدوث نشاط بركاني فيها يعتمد بدرجة رئيسية على إعداد دراسات تحليلية متخصصة ومختلفة في هذا المجال من حيث دراسة التكسرات الحديثة ومدى خطورتها وأيضا الفوالق ومراقبة الزلازل"، مؤكدا أهمية توسيع التعاون الإقليمي حول رصد النشاط البركاني والزلازل، مشيرا إلى أن هناك تعاوناً مع السعودية وإثيوبيا في هذا المجال.من جانبه تحدث الدكتور محمد متاش، المستشار العلمي لرئيس هيئة المساحة الجيولوجية عن المستجدات التي طرأت على جزيرة جبل الطير، وقال: " المتغيرات ذات طبيعة علمية بحته أكثر من كونها ذات طبيعة مخاطر أي أن القذف الحالي للحمم عبارة عن صخور سوداء اللون ذات لون داكن أكثر مما كان عليه القذف خلال المراحل السابقة التي كانت تتكون من الفتات البركاني الفقاعي أما القذف الجديد فيتكون من نسبة كبيرة المغنيسيوم والألمنيوم "وأشار الدكتور متاش، إلى أن المتغيرات الأخرى ليست ذات أهمية عدى اتجاه الشروخ التي انبثقت منها الحمم إذ كانت سابقاً تخرج من الشمال الغربي لجبل الطير في الجزيرة فيما تخرج حاليا من الشمال والشمال الشرقي، موضحا أن أي نشاط بركاني في الجزيرة بحسب المعطيات الجيولوجية سيكون من الاتجاه الشمالي الغربي لجزيرة جبل الطير ولا توجد مخاطر تذكر لان النشاط محدود كما أنه لا يؤثر على الملاحة الدولية إطلاقاً.وعبر عن أمله في عدم حدوث أي نشاط بركاني موازي على اليابسة وخصوصا في محافظة ذمار التي تعد نشطة زلزاليا نظرا لوجود الكثير من المؤشرات السطحية، وكذا وجود حركات في باطن الأرض.من جهة أخرى تحدث الدكتور محمد عبدالباري القدسي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة صنعاء عن الفارق بين البراكين القديمة والحديثة موضحا أن الأخيرة تطلق حمما مكونة من حمم البازلت مما يدل على أن هناك شقوقاً عميقة جداً تعد مصدر البازلت التي نفثه بركان جبل الطير.وأبدى الدكتور القدسي، تخوفه من وجود شقوق داخلية كبيرة تمثل نقطة حدوث زلازل وبراكين في اليمن، غير إنه أكد في نفس الوقت أن بركان جزيرة جبل الطير لن يكون له أي تأثير بقدر ما سيزيد من رقعة الأراضي اليمنية في منطقة البحر الأحمر.يذكر أن جزيرة جبل الطير الواقعة في البحر الأحمر قد شهدت نشاط بركاني خلال الأيام القليلة الماضية أدت إلى طمر الجزيرة بالحمم البركانية التي ما تزال تنشط من حين إلى آخر، فيما يرجح خبراء الجيولوجيا أن الجزيرة قد نشطت بركانيا مرتين على مر التاريخ خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.