14أكتوبر" تواصل نشر معلومات جديدة في قضية هروب سجناء للقاعدة من سجن الأمن السياسي
النيابة العامة تستجوب العشرات من اسر السجناء وبعض المسؤولين في السجن وامام المسجدصنعاء/ذويزن مخشف قالت مصادر في الأمن امس الثلاثاء إن الأجهزة الأمنية ألقت خلال اليومين الماضيين القبض على مايقارب 200 شخص من أقارب واسر سجناء هاربين من أعضاء تنظيم القاعدة في اليمن بينهم اثنان على الاقل من المدانيين بشن هجومين دمويين على مدمرة امريكية وناقلة نفط فرنسية في سواحل اليمن في الاعوام الماضية.واشارت المصادر الى ان لجنة رفيعة المستوى من بعض القيادات العليا بوزارة الداخلية والنيابة العامة تواصل استجواب الكثيرين من المسؤولين وحراس السجن بجهاز الامن السياسي الذي اودع فيه الهاربون واستطاعوا الفرار منه يوم الجمعة الماضية. قال مصدر امني وثيق الاطلاع على القضية ل"14أكتوبر" طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية الموضوع ان رئيس النيابة الجزائية العامة المعنية في النظر بقضايا الارهاب وأمن الدولة سعيد العاقل يتولى التحقيق مع المعتقلين من اهالي السجناء في وقت كان قد استمع فيه لإفادات كبار ضباط مسؤولين جهاز الامن السياسي ورياض الغيلي إمام وخطيب المسجد الذي يعتقد ان السجناء هربوا من خلاله بينما أستمع ايضا لإفادة القاضي حمود الهتار رئيس لجنة الحوار الفكري مع المتطرفين او المتهمين بانتمائهم لتظيم القاعدة. ويتضح من المعلومات الواردة للصحيفة لليوم الرابع على التوالي ان عملية هرب السجناء تمت عبر نفق ضيق وصغير من داخل احدى زنزانات سجن الامن الى حمامات مصلى النساء التابع لمسجد الاوقاف الواقع بجنوب سور الأمن السياسي. وذكرت المصادر ان عاملا للنظافة على المسجد وهو متعهد للمسجد اعتاد ان يقوم بتنظيف حمامات مصلى النساء كل يوم جمعة لكنه في ذاك اليوم اكتشف حفرة في احد الحمامات وحينها ابلغ امام المسجد الذي بدوره ابلغ سلطات الامن في المنطقة قبل ان يعرف حتى انها استخدمت لهرب عدداً من المحكوم عليهم وبينهم محكومون بالاعدام. وقال احد المصادر"لـ14أكتوبر" ان نتائج الاستجوابات والتحقيقات تشير الى "ان عملية حفر النفق استغرقت نحو شهرين على الاقل... وان السجناء الفارين أنفسهم هاجموا في وقت سابق من تلك المدة (شهرين) ضابطا وجنديا في الامن السياسي عندما حاولا الدخول الى العنبر الذي يتجمعون فيه في محاولة لتهدئتهم من الهتاف الذي كان دويه ينتشر في ارجاء السجن".واعتبرت المصادر تلك الهتافات بأنها "تغطية فيما يبدو لأصوات الحفر". ويقع مصلى النساء للمسجد في الجهة الجنوبية من سور الامن السياسي حيث يفصل السور عن الزنزانة التي حفر منها النفق بعمق يصل الى 5 امتار وفقا للمصادر حوالي 40 مترا فيما يفصل السور عن المصلى شارع عرضه نحو 12 مترا وهو شارع مغلق تمنع منه الحركة. كما تستمر عليه عملية المراقبة من الامن طوال 24ساعة. ويبلغ طول النفق بين 70 الى 120 مترا وكان السجناء زحفوا من خلاله على مايبدو. وقالت المصادر انه عثر على أكوام من الأتربة في الزنزانة تم رصدها على ارضية وجدران الزنزانة نفسها. من جهته قال رياض الغيلي إمام جامع الاوقاف ان رجال الامن السياسي القوا القبض عليه واحتجز لمدة ثلاثة ايام بعد ان داهم افراد الامن منزله ليل الجمعة بالاضافة الى القاء القبض على بعض من اصدقائه ممن زاروه في ذلك اليوم. وأكد امام المسجد »الغيلي« للصحفيين أمس أن الأجهزة الامنية لم تحقق معه في هذه القضية وانما من قبل النيابة العامة التي وصف تعاملها معه "بالمسؤول".واشار الغيلي انه "ابلغ الامن في جهاز الامن السياسي قبل ظهر ذلك اليوم عندما اكتشف حفرة في حمامات مصلى النساء وان الامن قام بتحريز المصلى قبل ان نسمع من وسائل الاعلام عن هروب 23 سجينا من المعتقلين على ذمة قضايا متصلة بالارهاب". واضاف الغيلي في رده على اسئلة احد الصحفيين "جرت العادة ان مصلى النساء لايفتح الا يوم الجمعة وحيث ان فضيلة القاضي حمود الهتار (رئيس لجنة الحوار الفكري مع المتطرفين) الخطيب السابق للمسجد بحسب الغيلي زار المكان عصر الجمعة بناء على طلب رواد المسجد".. مضيفا قوله "الحمامات كانت نهاية النفق وليست بدايته حيث لا توجد مخلفات في المصلى الذي يشهد اسبوعيا مشاركات من النساء للصلاة فيه". وقال الغيلي ايضا "التكسيرات لإرضية الحمام تؤكد ان الحفر كان من أسفل.. وسبق ان ابلغت حراسات الامن السياسي حول المسجد باننا نسمع اصوات حفريات لكن اعتقد اني لم اجد تفاعلا" بحسب تعبيره.وكانت وزارة الداخلية وزعت الليلة قبل الماضية صورا للهاربين بعد ان اصدر الانتربول الدولي تحذيرا امنيا على مستوى العالم قال فيه ان الرجال الفارين "يمثلون خطرا واضحا وقائما على كل الدول". وكان من ابرز اعضاء القاعدة الهاربين جمال البدوي وفواز الربيعي. وبدوي هو العقل المدبر للهجوم على المدمرة الامريكية كول بميناء عدن عام 2000 والذي اسفر عن مقتل 17 بحارا امريكيا. وحكم عليه بالاعدام لكنه تم تخفيف الحكم في فبرابر من العام 2005 الماضي الى السجن لمدة 15 عاما. فيما قضى حكم على الربيعي بالاعدام بسبب الهجوم على الناقلة ليمبورج الفرنسية العملاقة. وقال فارس بن حوزام وهو خبير في شؤون القاعدة "انها (مجموعة الهاربين) ليست جماعة تشن هجمات خاطفة وليست في موقف يمكنها من التخطيط او تجميع اسلحة لشن أي نوع من الهجمات". واضاف "انهم يعرفون ان السلطات تحاصر مخابئهم لذا فإن السيناريو المرجح هو ان يتوجهوا الى افغانستان للانضمام الى اعضاء القاعدة هناك.. انهم ليسوا على صلات باعضاء القاعدة في السعودية كما ان دخول العراق بات صعبا هذه الايام".