لا يمكن بأي حال غفل الطرف عن الحارمين اطفالهم من التطعيم وان كانوا قليلين من ناحية العدد، فبإعراضهم هذا يضعون عراقيل وصعوبات امام الجهود الرامية الى القضاء على فيروس شلل الاطفال في بلادنا ونقاء وصفاء بيئتنا من دنسه..وإذا ماتعرض اطفالهم للاصابة بفيروس الشلل ونالهم منه مكروه .. سيكونون بالطبع الجناة الحقيقيين المسئولون عما آل إليه حال أطفالهم ليزرعون في قلوبهم الحسرة ويعضون على الانامل ندماً.بالتالي لابد الا يكون التحصين اختيارياً، وإنما ملزماً ومحاطاً باجراءات وعقوبات صارمة تتخذ ضد كل من يخالف ويصر على حرمان طفله من التطعيم.وإذا بنا نشهد تنفيذ جولة اولى للحملة الوطنية الموسعة ضد شلل الاطفال سيتم فيها على مدى ثلاثة ايام ( 29- 31 يناير 2006م) تحصين كافة الاطفال دون الخمسة اعوام من منزلٍ الى منزل في عموم محافظات الجمهورية، فان الضرورة تقتضي الى جانب التحصين الشامل للفئة المستهدفة من الاطفال - على نحو ماذكرنا- التحصين الروتيني للاطفال دون العام بكامل الجرعات ضد امراض الطفولة الثمانية القاتلة التي من بينها مرض شلل الاطفال بموجب جدول التحصين المعتاد مع عدم التردد في تحصين المواليد الجدد، لتتحقق بعون الله الوقاية الاكيدة لفلذات الاكباد،لاسيما وانه لايزال لفيروس الشلل تواجد في البيئة المحيطة بنا على الارجح ،وانه سريع الانتقال والانتشار وينتقل من براز المصاب الى البيئة تم الى الطفل عن طريق الفم بواسطة الاطعمة ومياه الشرب الملوثة،عدا عن اهمية الابلاغ الفوري عند مصادفة حالات اصابة جديدة بهذا المرض والتي تنجم في حقيقة الامر عن اهمال التطعيم او العزوف عنه ،وذلك من اجل تدارك الوضع سريعاً وحصر حالات الاصابة ،ومن ثم فرض التدخل والإجراءات المناسبة..ففي حال ان وجد طفل او اطفال يشكون من ارتخاء عضلي (هطل) او ضعف في الاطراف العلوية او السفلية او كليهما وجب على الآباء والأمهات نقلة فوراً ودون تردد الى اقرب مرفق صحي ، إذ ليس في صالح الطفل الذي تظهر عليه مثل هذه العلامات بقاءه مهملاً دون احالته الي اقرب مرفق صحي ،ومن شان الابلاغ المبكر عن حالات الاصابة الجديدة ولو من باب الاشتباه ان يساعد على التشخيص المبكر واحتواء المرض قبل مضيه في الانتشار.اما عدم الابلاغ او التأخر فيه ،فانه يمكن ويتيح عودة انتشار الفيروس في منطقة ومحيط عيش وتواجد حالة او حالات الاصابة الحديثة اولاً، ثم في مناطق اخرى على نحو غير متوقع، وبالتالي اصابة المزيد والمزيد من الاطفال..ويتعين على فرق التحصين السؤال عن وجود اية حالة اشتباه بشلل الاطفال لم يسبق الابلاغ عنها خلال قيامهم باعمال التحصين في الميدان من منزلٍ الى منزل ، مع جمع عينات براز من تلك الحالات.وبما انه لن يتسنى تغطية نظام الترصد بالشكل المطلوب من جانب واحد ،فلابد من مد يد العون للقائمين عليه في عموم مناطق الجمهورية عبر توسيع نطاق التبليغ المبكر ليشمل الى جانب العاملين الصحيين جميع المواطنين عند اكتشاف ظهور علامات المرض التي ذكرناها سلفاً لدى الاطفال.ومهما يكن الاستمرار والمضي في تحري ورصد حالات الاصابة الجديدة بالمرض، فلن ينتهيا مطلقاً حتى في مرحلة ما بعد الاستئصال، فنظام الترصد الوبائي لحالات الشلل بحاجة الى توسعة شاملة وواسعة للوصول بهذا النظام الى تحقيق الاهداف الرامية الى حصر وفرض السيطرة على وباء الشلل والحصول على الجودة المطلوبة في الكشف المبكر عن حالات الاصابة. المركز الطبي للتثقيف والاعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان
التحصين والإبلاغ عن حالات الاصابة الجديدة يعزز جهود السيطرة شلى مرض شلل الأطفال
أخبار متعلقة