الشخصية النسائية البارزة فتحية محمد عبدالله لـ ( 14 اكتوبر ):
- باعتباركم ممن عاصر مرحلة ماقبل الاستقلال كطالبة في المرحلة الثانوية وكان لك نشاطك السياسي كبداية أولى على طريق النضال ضد مخلفات الاستعمار –الجهل والفقر والمرض ماذا يمثل الثلاثين من نوفمبر بالنسبة لكم وللمرأة اليمنية.ـــ اولاً: يسعدني عبر صحيفتكم الغراء ان أهنئ شعبنا اليمني عامة والمرأة اليمنية خاصة، واخص بالتهنئة نساء محافظات الجنوبية اللواتي يمثل هن هذا اليوم تحقيق نصر عظيم ظل حلماً لسنين طويلة قدمت فيها التضحيات الجسيمة وخاض أبناء شعبنا معارك الشرف والكرامة حتى تحقق جلاء آخر جندي بريطاني في الثلاثين من نوفمبر 1967م.[c1]واليوم ونحن نحتفل بالذكرى الأربعين ليوم الاستقلال الوطني وفي ظل الانجازات والنجاحات الملموسة والخطوات الهادفة نحو البناء والتقدم يسرني ان أتحدث بكل فخر واعتزاز عن أهمية هذا اليوم العظيم وماذا يمثل الثلاثين من نوفمبر للمرأة اليمنية؟[/c]انه يوم النصر والتحرر من التبعية للمستعمر الأجنبي الذي لم يعط المرأة حقها الكامل في الأنشطة الاجتماعية والثقافية والسياسية، ولهذا اليوم دلالاته العميقة في خروج المرأة إلى جميع ميادين العلم والعمل ولهذا اليوم ايضاً دلالاته النفسية في إعادة الطمأنينة إلى نفوس أبناء الشعب اليمني بما فيهم المرأة التي قدمت تضحيات جليلة في مساندتها لأخيها الرجل في كافة مراحل الكفاح المسلح، حيث قدمت المرأة الابن والزوج والأب والأخ في سبيل الحرية وحماية الثورة ونيل الاستقلال.ثم لعبت المرأة دوراً لايستهان به في جميع مراحل البناء والنهوض بالمستوى العلمي والمستوى العملي وذلك من خلال حصولها على العديد من الحقوق والقوانين وضمن لها الدستور حقوقاً متساوية مع الرجل ومنذ اليوم الأول لرحيل المستعمر البريطاني أصدرت القوانين والتشريعات التي تكفل للمرأة حقوقها كاملة.
وقد حصلت المرأة في الريف على كثير من الحقوق التي حرمت منها، ولاننسى دول المرأة في الريف التي خاضت المعارك وحملت السلاح واخص بالذكر المناضلة الباسلة دعره وغيرها ممن حملن السلاح.[c1]- ماذا عن دور المرأة في المجال السياسي او النشاط السياسي قبل الاستقلال؟[/c]ـــ كان نشاط المرأة في المجال السياسي محدوداً ولكنها عملت على إيجاد كيان لها فخرجت للعمل في وزارة الخارجية وشغلت مناصب مهمة في بعض الوزارات وكانت تسعى لانتزاع حقها في العمل السياسي ومثال على ذلك فقد كانت ضمن الوفد الكبير الذي يمثل اليمن في جنيف للمطالبة بالاستقلال.ومن خلال الجمعيات النسوية والخيرية التي أسستها المرأة في عدن ساهمت المرأة اليمنية وبشكل فعال في حركة التحرر الوطني وخاصة بعد انتصار ثورتي سبتمبر وأكتوبر وعملت كرئيسة خلية من خلال انضمامها الى التنظيمات السرية وساهمت في طبع ونشر الوثائق والمنشورات السياسية وخاصة في الاتحادات الطلابية حيث كان لبعض الطالبات نشاط خارج المدرسة ولاننسى الإضراب الكبير الذي كان شاهداً على نضال المرأة- وهو إضراب طالبات ثانوية خورمكسر في عدن والمسيرات المنددة بالسياسة التعليمية والتفرقة في المعاملة بين الطالبات العربيات عن زميلاتهن الهنديات واليهوديات..
فتحية محمد
وكان ذلك الإضراب الكبير والذي ساند فيه الطالبات وشجعهم على عدم الاستسلام للسياسة التعليمة الخاطئة، جميع الطلبة في الثانويات عام 1962م الذين كانوا في صف المرأة وقدموا انتقاداتهم لكثير من المشاكل التي تواجه الطلبة والطالبات.وكانت المرأة دائماً في الصفوف الأولى من المسيرات الطلابية المنددة بالوجود الاستعماري وتعرضت للضرب والاعتقال والفصل من العمل أو المدرسة.كما شاركت في تشييع الشهداء وساهمت في تحضير الغذاء والدواء للفدائيين وزيارتهم في السجون حاملة معها كل محتاجاتهم الضرورية.. وتاريخ هذه المرحلة الهامة يذكر الدور النشط والحضور الفاعل للكثيرات من النساء اللاتي صنعوا الكثير من الانجازات السياسية والتي لايمكن أن ينكرها احد ممن عاصروا تلك المرحلة ولاتزال أسماؤهن تخلد في مثل هذه المناسبة العظيمة وهي ذكرى يوم الاستقلال.[c1]- ماهي أهم المنجزات التي حققتها المرأة بعد الاستقلال؟[/c]ـــ منذ نيل الاستقلال الوطني وحصول المرأة على كافة حقوقها كان أول منجز حققه لها الدستور هو تشكيل المؤسسة النسوية ..وتحت اسم "اتحاد نساء اليمن" الذي تأسس في عام 1968م عملت المرأة بكل الجهد والإمكانيات البسيطةعلى تحقيق الكثير والكثير من المنجزات -عملت على فتح صفوف محو الأمية للمرأة ومن جميع الأعمار..-فتح فروع اتحاد نساء اليمن في جميع المحافظات والقرى والمدن النائية.-إرسال النساء إلى المحافظات والقرى النائية لتعليم المرأة وتوعيتها.. ومحو الأمية بين نسائها.-فتح مجالات عدة أمام المرأة لتعليم الخياطة والأعمال اليدوية والمنزلية.- إقامة المعارض التي تشمل منتجات المرأة سواء في المدينة او الريف.- تشجيع المهن اليدوية والحرفية لمكافحة المراةالفقر والحاجة- إقامة الندوات والمحاضرات الثقافية والصحية بهدف التوعية العامة.- إرسال العديد من الطالبات في منح دراسية وإرسال العديد من العاملات في دورات تخصصية الى الخارج وذلك من خلال علاقات الصداقة والتعاون التي عمل اتحاد نساء اليمن على توثيقها وترسيخها مع الدول العربية والدول الأجنبية.-مشاركة المرأة اليمنية في كثير من المحافل الدولية والمؤتمرات الثقافية والعلمية.-نشر الوعي التعليمي والثقافي والصحي على امتداد المحافظات الجنوبية من خلال النشاطات اليومية والمدروسة للاتحاد.-الاهتمام بالعملية التربوية من خلال مشاركة المرأة في العديد من المناهج التربوية وإرسال الموجهين والموجهات إلى كافة المدارس وحل كثير من المشاكل التعليمية والتربوية.- إعطاء التوجيهات إلى الوزارات والمؤسسات الاقتصادية بمنح المرأة أبواب العمل للنهوض بمستواها المادي والاعتماد على نفسها في كسب لقمة العيش بشرف وكرامة.-تشجيع الخريجات للعمل في الريف خاصة في مجال التعليم وفي مجال الصحة.ولعل أهم المنجزات التي حققتها المرأة منذ الاستغلال إنها استطاعت ان تتخطى الكثير من الصعوبات والعقبات التي واجهتها بعد نيل الاستقلال وذلك بفضل صمودها وطموحها حتى وصلت إلى أعلى مستوى من الوعي الاجتماعي وقضت على كثير من العادات والتقاليد السيئة التي عمل الاستعمار على تفشيها..ومن المنجزات العامة التي حققتها المرأة هو القضاء على الأمية وعلى كثير من مخلفات الاستعمار كالجهل والفقر والمرض وغير ذلك من إشكال التخلف وعدم الوعي عبر المنظمات العاملة في مجال المرأة كما تواجدت في السلك الدبلوماسي 123 امرأة من عدد 585 دبلوماسياً- وتواجدت كسفيرة وفي مجال القضاء أكثر من 35 امرأة و10 نساء في منصب رئيس محكمة عليا وعملت في مجال المحاماة بأعداد كبيرة إما في مجال التعليم فقد تواجدات المرأة بأعداد هائلة حتى وصلت الى أستاذة جامعة .. وهي متواجدة في مجال الصحافة والوسائل الإعلامية الأخرى وكل هذا يدل على وعي المرأة بحقوقها وضرورة تواجدها في كل الميادين..وأؤكد بان على المرأة ان لاتنتظر حتى يعطي لها الحق بل عليها الإدراك بان لها حقوقاً عليها ان تأخذها بالقوة كما رأينا كيف انتزعت المرأة حقوقها البرلمانية بترشيح نفسها في الانتخابات وعلينا دعمها في المجال الاقتصادي وبرغم ماتحقق للمرأة ماحققته هي من خلال حضورها وتواجدها في مسيرات التنمية إلا أن ماتحقق لم يصل الى مستوى طموحاتنا كنساء لما نعانيه من وجود النظرة المتخلفة لبعض الرجال تجاه المرأة ولهذا فان على الدولة مراجعة البنية التشريعية وتنفيذ ماوقعته من اتفاقيات ومعاهدات..كما لاننسى دور المرأة في نضالها من اجل ترسيخ مبادئ الوحدة اليمنية والعمل على تحقيقها..واخيراً نتوجه بسؤال مهم للأخت فتحية محمد عبدا لله التي وصلت الى مراكز قيادية في العمل السياسي والعمل النسوي.[c1]- ماهو مصير الوثائق والأدبيات التي تراكمت خلال أربعة عقود من الزمن؟والتي تشكل رصيداً تاريخياً لنضال المرأة قبل وبعد الاستقلال الوطني؟[/c]ان الوثائق والأدبيات التي تحدثت عن نضال المراة لازالت محفوظة في المكتبات وخاصة في الدوريات التي تحتوي على الصحف والمجلات والنشرات ..وتحتفظ كثير من الشخصيات النسوية القيادية بعدد كبير من تلك الوثائق المهمة وخاصة الوثائق التي قدمت للمؤتمرات الوطنية والعربية والدولية والتي تتحدث عن مرحلة نضال المرأة ووضعها الاجتماعي والتعليمي وكذلك وضع المرأة العاملة.كما توجد عدد مهم من هذه الوثائق في مقرات اتحاد نساء اليمن وخاصة الوثائق التي تتحدث عن نضال المرأة اليمنية عبر مراحل متعددة منها مرحلة ماقبل الاستقلال ومرحلة الكفاح الوطني ومرحلة مابعد الاستقلال.. وهي مرحلة البناء والنهوض بمستوى الوعي الثقافي والاجتماعي..