قصف جديد لمخيم "نهر البارد" والجيش اللبناني يتعهد بإنهاء الأزمة
بيروت / 14 أكتوبر / رويترز:بدأ الجيش اللبناني موجة جديدة من القصف المدفعي لمواقع مسلحي فتح الإسلام في مخيم نهر البارد, مع استمرار الأزمة بين الجانبين منذ أكثر من عشرة أسابيع.وذكرت الأنباء من بيروت نقلا عن مصادر أمنية لبنانية إن القصف تركز على ما تبقى من مواقع المسلحين, وإنه لن يتوقف إلا عند القضاء على كل عناصر فتح الإسلام الرافضين الاستسلام لقوات الجيش.وكانت مصادر سياسية وأمنية صرحت الأسبوع الماضي بأن الجيش اللبناني في المرحلة النهائية من حملته لإلحاق الهزيمة بفتح الإسلام وبسط سيطرته على المخيم.كما أن أوساطا لبنانية توقعت أن يحسم الجيش الموقف في نهر البارد مع حلول ذكرى تأسيسه الـ62 التي صادفت أمس.إلا أن مصادر أمنية قالت إن تقدم الجيش في المخيم تعطل بسبب مقاومة عنيفة من جانب المقاتلين الذين زرعوا ألغاما متطورة وشراكا خداعية حول آخر مواقعهم في المخيم المنكوب الذي كان يضم أربعين ألف لاجئ.ويأتي هذا التطور بعد يوم من مقتل ثلاثة من عناصر الجيش في اشتباكات مع المسلحين, ليصل عدد قتلى الجيش إلى 127 قتيلا منذ بدء القتال في 20 مايو الماضي.وفي خضم الاشتباكات المتقطعة اندلع حريق كبير أمس الأول وسط المخيم حيث شوهد الدخان الأسود يتصاعد بكثرة بدون أن تتضح طبيعة الحريق. وقد حلقت مروحيتان للجيش اللبناني مرات عدة فوق المخيم.وعلى خلفية الوضع في نهر البارد والانقسام في الساحة السياسية ألغى الجيش الاحتفال التقليدي الذي كان يقيمه في وزارة الدفاع لترقية الضباط واقتصر الأمر على قراءة "أمر اليوم" الصادر عن قائد المؤسسة العسكرية العماد ميشال سليمان على الجنود داخل ثكناتهم.من جهة أخرى ضرب عناصر ينتمون لجماعة فتح الإسلام محطة كهرباء رئيسية في شمال لبنان بصواريخ كاتيوشا أمس الخميس مما عطل إمدادات الكهرباء إلى مناطق واسعة.وقالت مصادر أمنية إن جماعة فتح الإسلام أطلقوا ستة صواريخ على محطة كهرباء دير عمار. وسقط صاروخان على الأقل على المحطة.وقال كمال حايك رئيس شركة الكهرباء المملوكة للدولة لوكالة الأنباء الرسمية اللبنانية إن إنتاج المنشأة الذي يبلغ 400 ميجاوات توقف فيما يجري تقييم الأضرار.وفي بيروت أبطل خبراء عسكريون صاروخ كاتوشا متصل بجهاز توقيت تم ضبطه لينفجر بالقرب مخيم اللاجئين الفلسطينيين في صبرا.وقتل 253 شخصا على الأقل بينهم 127 جنديا في القتال بين جماعة "فتح الإسلام" والجيش اللبناني والذي تفجر يوم 20 مايو. وهذه أسوأ أعمال عنف داخلي في لبنان منذ الحرب الأهلية التي اندلعت في الفترة من 1975 إلى عام 1990 .وتدمير مخيم نهر البارد الذي كان يأوي عادة 40 ألف لاجيء أغضب الفلسطينيين في أنحاء لبنان وان كان قلة منهم يؤيدون فتح الإسلام.وتضم فتح الإسلام التي انشقت على جماعة فلسطينية تدعمها سوريا في العام الماضي لبنانيين وفلسطينيين وعرب آخرين في صفوفها وبينهم بعض المقاتلين الذين حاربوا في العراق. وتقول الجماعة إنها تؤيد أفكار تنظيم القاعدة لكنها ليس لها صلة مباشرة بها.وقوض هذا الصراع الاستقرار في لبنان الذي يعاني بالفعل من أزمة سياسية وهزته التفجيرات التي قتل فيها ستة من جنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة واثنين من أعضاء البرلمان المناهضين لسوريا في الأشهر الثمانية الماضية.