غضون
* قبل أسابيع استنجدت إمراة بمنتدى الشقائق لحقوق الإنسان، وقد كانت تلك الأم شجاعة، حيث قالت أن زوجها أغتصب إبنتها ذات العشر سنوات، وقد تحرك المنتدى وأبلغ أمن تعز الذي قبض على ذلك الأب الذي لا نصيب له من الأبوة سوى الكلمة المجردة والجافة .. ومرة كنا نناقش في إحدى الندوات الحقوق السياسية للمرأة وقامت ناشطة حقوقية تقول هذه الحقوق الكبرى يجب أن نناضل في سبيلها بقوة، لكن هناك انتهاكات أخرى تتعرض لها النساء والصبيات من قبل أقاربهن .. وراحت تسرد شواهد على حدوث زنا المحارم، وهي شواهد كثيرة غير أن الأكثر منها هي تلك التي يجري التكتم عليها لدواع سخيفة مثل (الستر) و(سمعة العائلة) وغير ذلك من الذرائع التي تؤدي في النهاية إلى قهر الضحية أو التضحية بها.* هناك حالات اغتصاب وزنا محارم وصلت إلى مكتب المباحث والنيابة ونظرت أمام المحاكم في جلسات غير علنية. والمثير للدهشة أن شيوخ دين ضالعون في مثل هذه القذارة، ولا أعني تلك الحادثة التي افتضح فيها إمام ومؤذن أحد مساجد المنصورة وهما يمارسان (الفاحشة) في المحراب قبل سنوات، بل لقد اطلعت بنفسي على حكم قضائي يدين أب من سكان صنعاء وأنزل القضاء بحقه حد التعزير وهو الحبس بزعم إن الواقعة وقعت. لكن لكون الأب أنكر مع ثبوت الحمل في بطن البنت فيدرأ عنه الحد.. هذا الفاعل حبلت إبنته منه ثلاث مرات، في الحالتين الأولى والثانية اخذها إلى طبيب شعبي في الحديدة وأجهضها، وفي المرة الثالثة رفض الجنين الخروج وظهرت الفضيحة عندما أخذ أحد الجيران تلك الفتاة الى الشرطة .. وتبين عند التحقيق أن هذا الأب الذي حملت ابنته ثلاث مرات ببذر صلبه يعمل مدرسا للتربية الإسلامية في أحد أشهر معاهد التعليم الفني وهو خطيب مسجد المعهد.*عندما يتم الحديث عن هذه الجرائم أو كشفها نجد من يقول إن هذا تشهير بالمجتمع اليمني وتشكيك في أخلاقه، هكذا وكأن المجتمع ثلة من الملائكة، ومثل هذا القول ينم عن رغبة في الإبقاء على لوثاتنا وجرائمنا الأخلاقية مخفية، بينما الشفافية في طرح هذه القضايا أحد أشكال الحد من انتشارها.