حضر حفل تخرج الدورة الأولى من أطباء ومهندسي كلية الطيران.. رئيس الجمهورية:
رئيس الجمهورية يلقي محاضرة في حفل تخرج الدورة الأولى من أطباء ومهندسي كلية الطيران
صنعاء / سبأ:حضر فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة أمس حفل تخرج الدروة الأولى من أطباء ومهندسي كلية الطيران و الدفاع الجوي.وفي الحفل الذي بدئ بالنشيد الوطني، فتلاوة آي من الذكر الحكيم، ألقى فخامة الأخ رئيس الجمهورية محاضرة في منتسبي كلية الدفاع ..هنأ في مستهلها الخريجين من المهندسين والأطباء, شاكراً قيادة كلية الطيران والدفاع الجوي والمدرسين والمعلمين على ما بذلوه من جهد جيد من أجل تأهيل وتخريج هذه الدفعة باعتبارها أول دفعة من المهندسين والأطباء .وقال:” نرحب بالخريجين للالتحاق بالعمل في دائرة الأشغال العامة ودائرة الهندسة والخدمات الطبية, ونتمنى لهم النجاح والتوفيق”.وأضاف :” أنا سعيد بأن أتحدث مع طلاب كلية الطيران والدفاع الجوي هذه الكلية الحديثة التي رفدت القوات المسلحة وبالذات القوات الجوية والدفاع الجوي بكوادر تأهلت جيداً على أيدي مدرسين يمنيين أكفاء“.وتابع قائلا:” كنا في الماضي نبعث طلابنا إلى عدد من الدول الشقيقية والصديقة ونتابع دراساتهم ونترقب متى يعودون إلى أرض الوطن لأداء الواجب واليوم تم تخريج 28 دفعة من الطيارين وضباط الدفاع الجوي, وبذلك رفدنا القوات المسلحة بكوادر مؤهلة في اليمن في مصنع الرجال كلية الطيران والدفاع الجوي مثلما أنشئت الكلية الحربية والكلية البحرية وكلية الشرطة وعدد من الكليات في الأكاديمية العسكرية “.
جانب من منتسبي كلية الدفاع
ومضى قائلا:” كل هذه مكاسب للقوات المسلحة وكنا سابقاً نبعث الطلاب إلى روسيا والى بعض الدول الشقيقة مثل مصر وسوريا والعراق والأردن والمملكة العربية السعودية والسودان, والآن طلابنا يتخرجون في هذه الكليات، والآن صقور الجو يؤدون مهامهم بكفاءة عالية ورائعة على مختلف أصناف المقاتلات مثل طائرة الـميج 29 والسيخوي والميج 21 والعموديات وطائرات النقل والتي يقودها طيارون يمنيون تأهلوا على أيدي مدربين يمنيين سواء أكانوا في الكلية او في القواعد الجوية“.وأكد رئيس الجمهورية أن هذا مكسب عظيم وكنى نتمنى في السابق أن نرى الطلاب اليمنيين يتخرجون أكاديميا في التخصصات العسكرية المختلفة في الكليات والمعاهد العسكرية في أرض الوطن .. مهنئا القوات المسلحة والشعب اليمني العظيم برفد قواته المسلحة بكوادر شابة كفؤة ومخلصة ولاؤها لله وللوطن والثورة والجمهورية والوحدة.وحث فخامته الجميع على تلقي العلم والركض وراء المعلومات الحديثة والجديدة والمتطورة كون العهد عهد كسب المعلومات والمتابعة لكل التطورات والمستجدات العلمية.وخاطب الطلاب قائلا :” العهد هو عهد كسب المعلومات والمتابعة لكل المستجدات, وبدلا من أن تشغلوا أنفسكم باللهو, اشغلوا أنفسكم بتلقي العلم والمعارف العسكرية التي يستفيد منها الوطن, وأنا على ثقة بأنكم على مستوى عال من الفهم الجيد والواعي, وهذا مكسب للمؤسسة العسكرية وللوطن من أبنائه المخلصين من الشباب “.وتابع فخامته:” نحن نولي المؤسسة العسكرية اهتماما كبيرا لأن عليها مسؤولية الحفاظ على أمن واستقرار الوطن ، والأمن والاستقرار في الوطن مرتكز أساسي لتحقيق التنمية الشاملة للوطن ثقافيا وسياسيا واجتماعيا وتنمويا فبدون امن واستقرار لا تنمية ولا ثقافة “.
رئيس الجمهورية خلال تكريم عدد من المهندسين والاطباء
وأوضح أنه كلما توطدت دعائم الأمن والاستقرار في ارض الوطن نما الوطن ، مستشهدا بأن العاصمة صنعاء كانت قبل 30 سنة قرية, وكانت كل مدن الجمهورية اليمنية قرى, وفي ظل توطيد دعائم الأمن والاستقرار أصحبت مدناً كبيرة وفيها نمو سكاني متواصل وتشهد تنفيذ مشاريع تنموية من قبل الدولة تشمل مختلف مجالات البنية التحتية مثل الكهرباء والطرقات ووسائل الاتصالات والصحة والتربية والتعليم العالي, فهذه كلها تنمية.واستطرد قائلا :” توطيد الأمن يشجع المغتربين ويشجع المستثمرين على الاستثمار, فكيف كانت عدن قبل الوحدة وكيف أصبحت عدن اليوم, أصبحت مدينة ضخمة جدا, مدينة تجارية من المدن الرئيسية, وكذلك الحال مدينة المكلا في محافظة حضرموت, ويوجد فيها اكبر شارع يمتد من فوة حتى الريان بطول أكثر من 60 كيلو متراً وعلى جانبيه انتشرت المباني, في حين كانت مدينة المكلا بعد قيام الوحدة المباركة عبارة عن قرية لايوجد فيها شيء إلا بيوت أطلال وأهلها مغادرون ومهاجرون لدى دول الجوار وفي المحافظات الشمالية, ناجين بجلودهم من العنف والإرهاب الثوري للحزب الشمولي في جنوب الوطن سابقا”.وأردف قائلا :” والآن أصبحت المكلا من المدن الرئيسية، مزدحمة بالسكان, مزدحمة بالمباني وبالتجارة وبكل مقومات الحياة, وهذا كله بفضل الأمن والاستقرار, ولهذا نحن نصرف على المؤسسة العسكرية بسخاء, ليس بذخا, بل ضرورة لأن فيها شموخ اليمن وتوطيد أمنه واستقراره, وكرامة اليمن وتقدمه مرتبطات أن بوجود هذه المؤسسة العسكرية القوية و البطلة”.وحث فخامته القادة والمسئولين على أن يتحملوا مسئولياتهم وان يكونوا على مستوى المهام المناطة بهم وان يحرصوا على متابعة كل الأمور المرتبطة بمهام هذه المؤسسة.. مبينا أن التقييم لاينظر إلى جوانب شكلية أو طبيعة رتب القادة بقدر ما يركز على معرفة ماذا تحقق في هذه المؤسسة من انجازات رائعة في شتى المجالات في مجال الانضباط العسكري والطاعة والروح المعنوية لدى المقاتلين وكيف تدخل العمليات العسكرية وتخرج بأقل الخسائر”.
ومضى قائلا :” إذاً هنا يأتي دور الأكاديمية العسكرية ودور الكليات العسكرية لتدريب الضباط والصف والجنود ليكونوا على مستوى عال من الكفاءة والجاهزية لأداء واجباتهم ومهامهم العسكرية بما يمكنهم من الخروج من أية عمليات بأقل الخسائر, وهذا هو دور القائد الناجح والبارع والشجاع الذي يدير العمليات العسكرية بقدرة وكفاءة عالية تضمن إحرازه الانتصار بأقل الخسائر, أما الذي يودي بأفراده إلى التهلكة ويقول نحن نقاتل, فليس بقائد كفوء, نعم هو يدير عمليات قتالية, لكن المطلوب منه أن يحقق الأهداف المنشودة بأقل الخسائر”.وأشار إلى أن التحصيل العلمي والأكاديمي لايقاس بمدى ماتلقاه الطلاب من علوم نظرية فحسب, وإنما يقاس بنتائجه العملية والتطبيقية على أرض الميدان.وقال « كلما تلقينا علوماً حديثة ومتطورة وطبقناها في الميدان, يكون ذلك أفضل ويحقق الأهداف المنشودة ». وأضاف “ نحن نولي المؤسسة العسكرية اهتماماً كبيرا سواءً في المظهر ، أو صيانة المعدات والآليات والانضباط “.وحث منتسبي هذه المؤسسة على إيلاء كل الحرص والعناية بالممتلكات والمعدات العسكرية, وأن يشعر كل قائد أو فرد أن أية قطعة سلاح أو معدات عسكرية كأنها ملك له, لأنه يعيش معها أشهراً وسنين أكثر مما يعيش مع أسرته وأولاده فهو يعيش في العنبر والمعسكر ومع زملائه ورفاق دربه أكثر مما يعيش مع أفراد أسرته, مؤكدا أهمية دور التوجيه المعنوي والتوجيه السياسي في القوات المسلحة في هذا الشأن، وكذا دور القادة المبرزين المتواجدين عن قرب مع أفرادهم ليل نهار.وتابع فخامته “ خلال الحصار على العاصمة صنعاء في السبعينات كان الجيش محدودا وكان عدد الذين صمدوا في العاصمة صنعاء والجبال المحيطة بها حوالي3 آلاف مقاتل ولم يكن لدينا رواتب ولا ميزانية وكان العتاد والذخائر في المخازن محدودة بل كانت عندنا إرادة قوية ومعنويات عالية ومبادئ عظيمة, صمدنا من اجلها ودافعنا عنها”.واستطرد قائلا “ ظللنا مابين 3 إلى 4 أشهر بدون رواتب ولم يتظلم أي عسكري أو ضابط أو يتزحزح من موقعه ليسأل عن الراتب, وكل ما كان يتمناه هو وجبة بسيطة من “الكدم” ليقتات عليها ويواصل صموده لأن لديه ضميراً حياً وإرادة قوية ومبادئ وحماساً واستبسالاً, وكانت أمنية الجندي والضابط خلال حصار صنعاء أن يحصل فقط على قطعة خبز وعتاد وذخائر للآليات الموجودة في العاصمة “.
وأردف فخامة الأخ الرئيس” إن من صمد واستبسل خلال الحصار هم من يحملون الرتب الصغيرة وقلة قليلة من القيادات العليا التي عندها ضمير .. في حين كان الصف القيادي يحملون رتبة ملازم أول وملازم ثان وهم من الشباب صغيري السن ممن لم يكن لديهم هم ولايتطلعون إلى امتلاك سيارة ولا أرضية ولا بيت من طابقين ولا غرف نوم فخمة”.ومضى قائلا :” كان كل همنا نحن المدافعين عن صنعاء, يتركز على أن تنتصر الثورة وندمر أعداء الوطن وندحر بقايا فلول الإمامة من محيط العاصمة صنعاء وهذا كان أكبر همنا ولم تكن النقود هدفا أو غاية لنا حتى وإن حصل البعض على مبلغ من المال فلم يكنزه بل كان يصرفه, لأننا نقاتل باستبسال ونتوقع الموت في أية لحظة ومن كان هذا حاله لا يمكن أن يلهث وراء المادة”. وقال “ ولهذا نحث الشباب على التسلح بالعلم والمعرفة والتفاني في خدمة المواطن باعتبارهم عماد الحاضر وأمل المستقبل خاصة وأنه ليس لديهم أي هم يشغلهم سوى دراستهم في الجامعة في داخل الوطن أو الخارج و ليسوا مثقلين بالهموم كما هو حال الآباء الذين تؤثر تلك الهموم على أدائهم في الجيش أو غيره, في حين أن الجيش يريد أشخاصاً إيمانهم قوي وروحهم المعنوية عالية والقائد ينبغي عليه أن يكون دوما قريبا من الأفراد في الميدان يتلمس قضاياهم وهمومهم وليس مشغولاً بقضاياه الشخصية”.وأضاف “ مهما طال العمر بالشخص فنهايته هي الموت, فالموت نهاية كل حي ولن يأخذ الميت معه مالاً أو عقاراً, ولا أرضية سواءً كانت في عطان أو في السبعين أو في المهندسين أو في أي مكان آخر, وما سيتبقى بعد موته هو الذكرى, حيث سيظل الجميع يتذكر هذا القائد أو ذاك الجندي أو الضابط أو قائد الفصيلة أو السرية بشجاعته وبسالته فقط وليس بما امتلكه “.واختتم فخامة الأخ الرئيس محاضرته قائلاً “ اتمنى لمنتسبي كلية الطيران والدفاع الجوي مستقبلا زاهرا إن شاء الله, وان يكونوا قادة في المستقبل في مختلف التخصصات على مستوى الطيران أو الدفاع الجوي, كما اتمنى للمؤسسة العسكرية التوفيق والنجاح والنصر المستمر كما حققته منذ السبعينات حتى اليوم وهي تحقق دائما انتصارات متتالية على ايدي القادة الشرفاء المخلصين الشجعان الذين يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن الثورة و الجمهورية والوحدة وليس من اجل المال أو الجاه أو أي شيء آخر”. وكان نائب رئيس هيئة الأركان لشؤون المنشآت التعليمية اللواء علي سعيد عبيد قد القى كلمة أشاد فيها بمتابعة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وإشرافه المباشر على الإعداد والتدريب والتأهيل لجميع منتسبي القوات المسلحة والأمن وايلائهم جل اهتمامه بجانب اهتمامه بتطوير واستكمال البنية التحتية لكافة صنوف القوات المسلحة وعلى كافة المستويات بهدف الارتقاء والتميز ومواكبة التطور والتحديث للإنسان والوسيلة الفنية على حد سواء. وقال “ إن كل ما وصلت إليه قواتنا المسلحة من تطور في التقنية الفنية والتأهيل العلمي لكوادرها البشرية المختلفة , هو ثمرة من ثمرات ذلك الاهتمام والرعاية المباركة لفخامة الأخ الرئيس”.ولفت إلى أهمية هذه الدورة كونها الأولى لفئة المتخصصين من الضباط في القوات المسلحة من الأطباء ومهندسي كلية الطيران و الدفاع الجوي حيث يعتبر تأهيلهم بالعلوم العسكرية المختلفة والمواد العامة وتدريبهم على كافة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والمواد التكتيكية نظريا وعمليا من المهام الأساسية لكل منتسبي القوات المسلحة، مشيرا إلى أن التدريب يسهل لهذه الفئة المشاركة في الأعمال القتالية خاصة الطبيب والمهندس.وأكد نائب رئيس هيئة الأركان أهمية مثل هذه الدورات التأهيلية التي تمكن أبناء قواتنا المسلحة من تحمل الواجبات الوطنية والدستورية للارتقاء إلى مستوى التحديات المختلفة والاضطلاع بالواجبات الوطنية وصون المنجزات وحماية السلام الاجتماعي وقطع دابر كل من يحاول المساس بالوطن ووحدته وتحطيم الأحلام المريضة على صخرة وعي أبناء المؤسسة العسكرية. وثمن الجهود التي بذلت في سبيل تأهيل المشاركين في هذه الدورة .. متمنياً للخريجين الذين كانوا مثالاً في الانضباط والتفاني في التحصيل العلمي الاستفادة من مخرجات الدورة وتطبيقها على صعيد الواقع العملي. والقى الطالب الدكتور احمد محمد عبدالله عيسى كلمة الخريجين عبر فيها باسم الخريجين عن الشكر و العرفان لفخامة الأخ رئيس الجمهورية على رعايته للشباب والضباط والمنتسبين لكلية الطيران واهتمامه بتأهيل وتدريب منتسبي القوات المسلحة في كافة التخصصات العسكرية فضلا عن توجيه الشكر والعرفان لإدارة الكلية وأساتذتها على جهودهم الكبيرة في سبيل تأهيل وتدريب الكادر العسكري .وأكد حرص الخريجين على الوفاء بالعهد والعمل بتفان وإخلاص لأداء المهام المناطة بهم لما فيه خدمة اليمن وتقدمه وأن يكونوا حراسا امناء مع زملائهم منتسبي هذه المؤسسة الوطنية الكبرى لمنجزات ومكاسب الوطن وأمنه و استقراره .كما القى الملازم شوقي محمد العليمي قصيدة شعرية نالت الإستحسان.وجرى بعد ذلك قراءة نتائج الدورة و توزيع الشهادات على أوائل الخريجين وأداء قسم الخريجين، وأختتم حفل التخرج بالسلام الجمهوري.حضر الاحتفال رئيس هيئة الأركان العامة اللواء احمد علي الأشول وعدد من القيادات العسكرية.