هل تهمك صحتي ؟
مروى عبد الملكأتذكر مدرستي واشعر بالاسى والألم والقهر ليس فقط بسبب تعامل المجتمع بل كذلك مدرستي التي حاولت رغم إعاقتي الالتحاق بها ولكن كانت الصدمة عندما بدأ المدرسون ومعهم مديرة المدرسة بالاستهزاء بي أمام التلاميذ لم يكونوا يهموني.. كنت أتفهم وضعي واختلافي عنهم ولكن المدرسات وعلى رأسهم المديرة كنت اشعر بنفورهم مني وتضايقهم مني ما جعلني ادخل مرحلة الاكتئاب وتم رفضي نهائيا وطردي من المدرسة بعد أن اخبروا أمي بأنني لست شاطرة ولا ذكية وهذا يعني اني غبية ولكنني لم أكن غبية بل كنت أعاني من إعاقة ذهنية لازمتني منذ الصغر كنت أصارع إعاقتي للتغلب عليها من اجل المدرسة كان التعليم بالنسبة لي كل حياتي لكنهم كانوا قساة علي وهذا جعلني اكره المجتمع ولا اخرج حتى الى الشارع فانا كنت احلم أن أكمل دراستي والتحق بكلية الطب وأتخصص بالإعاقة الذهنية لمساعدة من يعاني من هذه الإعاقة وإعطائهم فرصة للتعليم وتحقيق أحلامهم وليس تدميرهم فانا لست مسؤولة عن إعاقتي الذهنية والجسدية بل أرد الله أن أكون هكذا فكيف يمكن للمجتمع أن يكونوا قساة علينا ونحن أطفال؟ ألا يكفي معاناتنا الجسدية اليومية كنت اعتقد حين سأذهب الى المدرسة، سألقى الأصدقاء والعلم وسيعوضني عن إعاقتي وانسى ألمي قررت عدم التكلم مع احد ودخلت عالم الصمت وتوقفت عن التصدي لإعاقتي كنت أتمنى الموت فانا أعاني مرض الصرع .وجاء الفرج بعد سنين من رؤيتي بنات الجيران يكبرن ويستلمون شهادات الثانوية العامة ويلتحقن بالجامعة ويحققن أحلامهن ،وإلتحاقي بمركز ذوي الاحتياجات الخاصة والتعرف على حالات مثل حالتي وبالرغم من ذلك بقيت صامتة فترة طويلة إلى أن بدأت اشعر بالثقة وتعلمت الكتابة والقراءة وتكلمت وتفاجأ الجميع بسماع صوتي ولأول مرة. أنا مرتاحة هنا لأنني وجدت الصديقات وتحديت أعاقتي وأصبحت متعلمة استطيع القراءة والكتابة وتعلمت لغة الصم والبكم وتعلمت الأشغال اليدوية وهذا كان تحديا بالنسبة إلي وانتصرت فيه وتغيرت حياتي وأصبحت اليوم أتكلم واضحك ونسيت البكاء والألم الذي كان معي طوال عمري الماضي حسرة على ضياع مستقبلي والفضل يرجع الى هذا المركز وأمنا الحبيبة ليلى باشميلة مديرة المركز الذي أعطا لنا فرصا كبيرة فهو الأمل الحقيقي للمعاقين الذين كانوا سابقا وحيدين يعانون من الوحدة والمجتمع والإعاقة أما الآن فانا اشعر بفرحة وسعادة بوجودي في هذا المركز حيث استطعت تحقيق حلمي بالتعليم ولو بشكل بسيط عوضا عن السنين التي ضاعت مني .