سطور
صادفني كتاب بعنوان ( كتاب الحبوب والثمار وما كان بينهم من النظم والأشعار ) صدر في حوالي عام 1349 هـ وفيه من الجمال ما يستحق أن نوردها هنا خاصة في حوارات المواد الغذائية خاصة الحبوب ووجهة نظر كل محصول منها واعتزازه بنفسه . [c1]يقول الرز الأبيض : [/c]أنا سلطان في برٍ وبحرٍ أنا بين الخلائق لي اشتهارا وأحضر كل نايبةٍ وعرسٍ ولي نسب وعز وافتخارا [c1]فيرد عليه البر الأحمر : [/c]كلام الرز مردود عليه في الأجناس من لعجام صارا غريب علينا ملقى علينا تفاخر مثلنا وهو الحمارا [c1]ويقول المسيبلي : [/c]أنا بين الذرة والرز شيخ وعند البر ماشي في عنادي إذا حضر المرق صوت الكميا بتصبيغٍ لقد كان المرادي [c1]وقال الأجر : [/c]أما تعلم بأني لي نسابه إلى أصل الذرة في كل وادي ومخلوط بها في حين ولي فيها اختبار وازدهاري [c1]وقال لهم ( الخرمع ) وهو من المقربين عند الذرة: [/c]أنا ( الخرمع ) المشهور ما بين سادتي وألبس ثياب البيض من قبل يلبس ولي مفخر ما بينهم ولطافة وأغرس معهم حيث في القاع مغرس [c1]وقال الدخن :[/c]أنا السيال لي ذكر وسيط أنا الحق صاحبي وأدرك سريعا أنا أسلمه من دينٍ وربحٍ ومن إتلاف مال والمبيعا وبين هذه الحوارات برز (القرش) - المال وأدلى بدلوه قائلاً : أنا القرش المعز لمن أردت ومن لا أريده أمسى بي خذالا جميع الخلق تطل في ورائي وأنا شارد عليهم أقول لا لا وقد أبعدتهم في كل أرض وفارقوا الأحبة والعيالا فحد عذبته أعظم عذاب وحد أهلكته حالاً ومالاً [c1]يقول ( البن ): [/c]أنا صافي البن لصفر ولي عليهم ظهر وأشهر وقهوتي في الصين تجلا وشهرتي في كل محضر[c1]ويرد عليه ( الشاهي ): [/c]أنا الشاهي أخضر وأحمر وشهرتي في البحر والبر ومشربي لأهل المعالي وكاسي معا كل متجر لطيف ظريف عفيف أنا عقد لؤلؤ وجوهر وصادف أن سرق كبش العيد على ( الشيخ حسين عبدالرحمن) فرثاه الشاعر محمد بن عوض بافضل التريمي: الحمدلله (ع) الإطلاق والتقييد على الرخا والنفس والضيق الشديد حكمة مقدر على خلقه بلا تفنيد الصبر يا ابن الشيوخ القادة الأجاويد والله يخلف عليكم في كبش العيد ذا كبش ناهي وفي رقبته نقبه نيل صفته فيها شبه من كبش إسماعيل ذيله كما الخيل في عينه ترى تكحيل يرعى خضير الشجر من جاج لا عيديد والله يخلق عليكم في كبيش العيد وحيث إن الشعر في المواد الغذائية قليل ( رغم جماله ) فقد صادفت في الكتاب نفسه قصيدة رائعة للشاعر يحيى عمر يافعي المعروف بـ (أبو معجب ) يتحاور ( مع هندي ) ويقيني أن هذه القصيدة لم تنشر من سابق وغير موجودة في الكتب الصادرة عن ( أبو معجب ) والذي عاش حياته في الهند ومات فيها وقد مزج اللهجة الهندية بالعربية بشكل جميل، فقلت أهديها للقراء الكرام ( مع اختصار لبعض الأبيات ): بعد الآن يحيا عمر شل الدان في الفنان هندي ملك هندستان ما يهتان لله من ذا الهندي سيد أهله في الناس ما حد مثله طاب أصله كم لي تمنى وصله من جهله ما يوم جا لا عندي حاضر باشا هندي برابرشا باش مثل الشاش أبيض منقرش نقراش عقلي طاش مسكين أنا ما جهدي قال لي ناه ولا اعترف لي معناه يا غبناه كم ذا يعذب مضناه كيف اشناه ومسكنه في كبدي ياباباه نفسي الجلا باه مصطاباه لو كان هي مضرباه منها باه كون الزمك في أيديجوب قال صبر كروه يا رجال كيف احتال ذا الحين زوجي وصال والجهال والجارية ذي عندي رد حسك وأقر بما في نفسك مد خمسك ومن عذابي بسك قم امسك حلوا وسنكر قندي خف ربك وأشفق على من حبك ماعتبك يحيى مراده قربك يسمر بك هذا الذي قصدي يا فنان حيطك بساكن عدنان والفرقان والجاثية والدخان لا تهتان روحي لروحك يفدي من يسعد صلوا على ذا الأمجد باهي الخد طه محمد أحمد ماغر قمري وحن الرعد