افتتح الملتقى الأول لحفَّاظ القرآن الكريم .. نائب رئيس الجمهورية :
نائب الرئيس يلقي كلمة في افتتاح الملتقى
صنعاء/ سبأ:أكد نائب رئيس الجمهورية الأخ عبدربه منصور هادي حرص القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والحكومة على دعم وتشجيع حفظة القرآن الكريم باعتبارهم رسل الخير والسلام.ونوه نائب الرئيس خلال افتتاحه أمس بصنعاء الملتقى الأول لحفاظ القرآن الكريم إلى الاهتمام بإسداء التكريم الذي يليق بجهود وعطاء حفظة القرآن الكريم الذي أنزل نورا وهدى للمتقين ورحمة للعالمين وزادا للنفوس المؤمنة المتسامحة البعيدة عن نوازع الشر والضلال والحقد والغلو والتشدد والتطرف والكراهية والبغضاء.وقال “ إننا نستحضر بكل إيمان وشعور بجسامة الأمانة والمسؤولية التي حملتنا إياها الشهادة النبوية المصدقة بالعصمة الإلهية في قوله صلى الله عليه وسلم ( الإيمان يمان .. والحكمة يمانية والفقه يمان) وقوله ( إني لأجد نفس الرحمن يأتي من اليمن) الحقيقة التي تضعنا جميعا كيمنيين وكمسلمين أمام مسؤولية التمثل الحكيم والالتزام المقتدر لهذه الشهادة والسير على هداها وإشراقاتها النبوية وطريق الصدق والأمانة والاعتدال والوسطية والتسامح والتكافل والتعايش وإعلاء كلمة الله بالحكمة والموعظة الحسنة.ودعا الأخ نائب رئيس الجمهورية العاملين في حقل الدعوة الدينية إلى مواجهة مخاطر انزلاق بعض شباب الأمة نحو التطرف والغلو والإرهاب بالعقلانية والحكمة والموعظة وتبصيرهم بخطورة ما تسببوا فيه من فتن وإحياء لأمراض التعصب المذهبي والطائفي وإضرار بالوطن والأمة بعد أن ارتهنوا للتأويلات والاجتهادات الخاطئة التي وصلت إلى تكفير الآخرين.
نائب الرئيس يكرم أحد الحفاظ
وحث المؤسسات الرسمية والشعبية المعنية بتحفيظ القرآن الكريم على الالتزام بترسيخ نهج الوسطية والاعتدال، وتجنب كل ما يثير نزعات الطائفية والمذهبية والعمل لما من شأنه جمع الصف والكلمة والإسهام في تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام لدى الآخرين.وقال الأخ عبدربه منصور هادي “ لقد حرصنا في القيادة السياسية بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، على ترسيخ نهج الوسطية والاعتدال وتحرير الخطاب الديني من الغلو والتطرف وتنقيته من شوائب التشدد الذي يقود إلى الإرهاب.وأضاف “ إن اليمن ستبقى منهلاَ صافيا ومباركا للعلوم الدينية الصحيحة والاجتهادات الفقهية السليمة وثقافة التسامح والإعتدال والمحبة والإخاء”.ودعا في ختام كلمته كافة أبناء الأمة العربية والإسلامية إلى توحيد الصفوف والمواقف والوصول بالأمة إلى امتلاك الإرادة الموحدة والقوة الكفيلة التي تذود عن المقدسات وتدافع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومواجهة المخططات الصهيونية التي تسعى إلى طمس الهوية العربية والمعالم الدينية الإسلامية والمسيحية في فلسطين.
جانب من حفظة القرآن
من جانبه قال رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى الدكتور غالب القرشي “إن الملتقى يهدف إلى الخروج بتوصيات للمؤسسات القرآنية العالمية تسهم في تدريب وتأهيل حفاظ كتاب الله وتأهيلهم لسوق العمل”..مشيراً إلى أن حفاظ كتاب الله ملتزمون بالقرآن في أقوالهم وأفعالهم بعيدا عن التعصب والغلو والتطرف، سالكون منهج الاعتدال والوسطية. وأوضح أن الكلية العليا لتحفيظ القرآن الكريم تخرج فيها ثمانية آلاف حافظ وحافظة من إجمالي 25 ألف طالب وطالبة من مختلف محافظات الجمهورية..مشيدا بدعم القيادة السياسية وفي مقدمتهم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي يهتم ويرعى حفاظ كتاب الله .فيما أكد ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة/ الإيسيسكو/ الدكتور يوسف أبو دقة أهمية أن يحقق الملتقى القرآني شبه الإقليمي أهدافه في المحافظة على تبيان الطرق والقواعد الصحيحة لتحفيظ القرآن الكريم وتجويد تلاوته وتطوير الرسالة التربوية لمراكز تحفيظ القرآن الكريم في العالم الإسلامي.وقال” إن الملتقى الذي ينعقد في إطار الاحتفاء بمدينة تريم اليمنية العريقة عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2010م عن المنطقة العربية، يأتي كذلك في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها المنظمة الإسلامية والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم للارتقاء بقدرات معلمي القرآن وحفاظه وتطويرها لمواكبة مستجدات التقدم الايجابي في عصر العولمة والإسهام في التنمية المستدامة وتربية النشء الصاعد تربية حسنة تجعل منه إن شاء الله مواطنا صالحا مفيدا له ولعائلته ولوطنه ولامته وللناس جميعا” .واستعرض ممثل المنظمة الإسلامية دور المنظمة التي أنشئت في عام 1982م في الاهتمام بالمؤسسات التربوية القرآنية باعتبارها حصنا منيعا من حصون المحافظة على الثقافة الإسلامية، إضافة إلى الدور الذي تضطلع به في تعميم التعليم القرآني الأصيل وحماية هوية الأمة الإسلامية والحضارية من موجة التغريب الثقافي في العديد من البلدان الإسلامية.ودعا إلى ضرورة إعداد تصورات ومشاريع عمل لتطوير منهجية تحفيظ كتابه الله وتلاوته بدمج التقنيات الحديثة والاستفادة من خبرات وتجارب الدول الأخرى في هذا المجال.من جهته دعا مدير البحوث والبرامج بالهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم الدكتور انس كرزون حفاظ كتاب الله إلى العمل بأخلاقيات القرآن الكريم وسيرته النبوية ونشر أخلاقيات الإسلام بين أفراد المجتمعات المسلمة وغير المسلمة .ولفت إلى أن الهيئة العالمية تعمل في 60 دولة على مستوى العالم في دعم الجمعيات والمراكز المعنية بتحفيظ كتاب الله العظيم .. متمنيا للملتقى التوفيق والنجاح والخروج بتوصيات تطبق على ارض الواقع .أما كلمة الحفاظ التي ألقاها نيابة عنهم الحافظ سعيد الكثيري، فقد ثمنت جهود المعلمين في إعداد وتعليم وتخريج حفاظ كتاب الله ذكوراً وإناثاً.وأشاد الكثيري بالجهود المبذولة في سبيل الإعداد الجيد للملتقى لتكريم 500 حافظ بينهم 138 حافظة من 16 جمعية عاملة في مجال القرآن الكريم بعموم محافظات الجمهورية، حيث تشارك فيه معظم المؤسسات القرآنية بنسبة 3 بالمائة من خريجيها .وفي ختام الحفل الذي تخللته وصلة إنشادية لفرقة أطياف مأرب وقصيدة شعرية بعنوان جيل التسامح والبناء للشاعر مفضل إسماعيل عضو مجلس النواب ومسرحية لفرقة الروضة الفنية بقيادة خالد الجبري وزعت الدروع على المنظمين والداعمين للملتقى .حضر الحفل عدد من اعضاء مجلسي النواب والشورى وأعضاء السلك الدبلوماسي في اليمن وممثلون من المملكة العربية السعودية والأردن وجيبوتي.يذكر أن الملتقى الذي تنظمه الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم وجمعية تأهيل حفاظ القرآن الكريم بالتعاون مع الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة / الايسيسكو/ تحت شعار (جيل الحفاظ جيل التسامح والبناء )سيناقش على مدى ثلاثة أيام عدداً من أوراق العمل والبحوث المكرسة لتطوير تحفيظ القرآن الكريم والارتقاء بأداء المؤسسات التربوية القرآنية.