قصة العدد
كتبها/ احمد الحامدغداة الحادي والعشرين من مارس.. عيد الأم .. رأيت أنه يجب علي أن أقدم لأمي هدية بهذه المناسبة .. لكنني لم أكن أمتلك المال الكافي لشراء الهدية اللائقة.. ماذا أفعل؟! هل أطلب من والدي بعض المال؟ ذهبت إليه كان يتحدث في الهاتف مع أحد أصدقائه.. سمعته يخبر صديقه سوء الأوضاع المادية هذه الأيام وأن الراتب قد يتأخر بسبب تدهور أوضاع الشركة التي يعمل بها.. لم أستطع أن اتحدث معه بشأن طلبي الذي جئت من أجله حتى لا أثقل عليه.. ماذا أفعل إذن؟!استلقيت على السرير ورحت افكر وأفكر.. حتى سمعت جرس ساعة يدي معلناً تمام السادسة مساءً.. نظرت إلى ساعتي .. إنها ساعة أنيقة والجميع يظهرون الإعجاب بشكلها.. كما أن ثمنها جيد.. ولو بعتها ولو بنصف الثمن سيكون بامكاني شراء الهدية لأمي.. لم أتردد.. خرجت فوراً واتجهت إلى محل لبيع وشراء الأشياء المستعملة.. بعت الساعة.. وذهبت لشراء هدية لأمي.في اليوم التالي صحوت مبكراً لكني لم أسبق أمي فهي تصحو مبكراً قبل الجميع.. اتجهت إلى حجرة نومها كان الباب مفتوحاًدخلت بعد أن قرعت الباب بهدوء ولكي لا أزعج والدي الذي كان لايزال نائماً.. رأيت أمي في ركن الحجرة تصلي صلاة الفجر أنتظرت وفي يدي علبة مزينة بشريط ملون ومغلفة بورق الهدايا.. انتهت أمي من أداء الصلاة التفتت نحوي بوجه يضيء بالنور.. ابتسمت وسألتني بصوتها الموسيقي الدافئ:ـ خيراً.. لماذا صحوت مبكراً؟اقتربت منها وهي تجلس على سجادة الصلاة طبعت على جبينها قبلة حارة وهمست بحب "كل عام وأنتِ بألف خير يا أمي".وقدمت لها الهدية ومعها بطاقة ملونة بها تهنئة بخط يدي بمناسبة عيد الأم.. احتضنتني وقبلت رأسي وعنقي وسالت دموع من عينيها ومن عيوني وامتزج الدمع كما امتزج نبض قلبينا في هذه اللحظة.وعند الظهيرة نظر أبي إلى معصمي وسألني: اين ساعة يدك؟ارتبكت لكني قلت يبدو أنها في حجرتي.. التفتت إلي أمي ونظرت إلي نظرة ذات مغزى وأبتسمت ولم تتكلم.وعندما استلقيت على سريري في المساء لانام دخلت أمي وجلست على طرف سريري وقالت وهي تنظر إلى وجهي بحب: لقد بعت ساعتك لتشتري لي الهدية صحيح؟لم أستطع الإجابة فأخرجت من بين طيات ثيابها علبة أنيقة قدمتها إلي وقالت: هذه الساعة تشبه ساعتك بالضبط.. وهي هدية مني لأنك تحتفل بي في عيد الأم أما أنا فاحتفالي بك كل يوم وطوال العمر.!