النشاط التعاوني السمكي في أبين
عبد الله بن كده بدأ النشاط التعاوني السمكي في محافظة أبين في 5سبتمبر 2004م كخطوة هامة على طريق النهوض بالقطاع السمكي في المحافظة ..وتشكلت الجمعيات السمكية التي بلغ عددها عشر جمعيات منتشرة على طول الشريط الساحلي الممتد من منطقة العلم شرق عدن وحتى موقع وادي رداء بين حصن بلعيد وعرقة في شبوة طوله 270كلم ويتميز بموقعه الجغرافي الدافيء في موسم الشتاء لتبقى فيه الأسماك المستوطنة وتهاجر إليه الحيتان والأسماك من المناطق الباردة ، كما يتميز بالهدوء والأمان وتوافر المراعي وتجديدها موسمياً بالمعادن والأعشاب التي تساعد على دورة حياة الاسماك والاحياء البحرية بالإضافة إلى وجود مراود جاذبة للتيارات الهوائية وتوزيع مناطقي اصطيادي متجانس يساعد على استقرار الصيادين في مرافيء بحرية أصبحت عبارة عن قرى للصيادين يمارسون منها نشاطهم اليومي ..ولتسليط الضوء على النشاط التعاوني السمكي كان هذا الحديث مع الأخ أبوبكر مكلوس رئيس فرع الاتحاد التعاوني السمكي في محافظة أبين الذي قال :- في البداية اسمحوا لي أن أهنئ الصيادين وجمعياتهم السمكية في المحافظة على نجاح أعمال المؤتمر الثاني لاتحادهم التعاوني السمكي الذي وقف أمام عدد من القضايا التي تهمهم وخرج بالتوصيات الهادفة تطوير العمل الإنتاجي ووسائل الإنتاج ،كما طالب بسرعة تنفيذ المشاريع المتفق عليها بين قيادة المحافظة ووزارة الثروة السمكية ومراعاة ظروف الصيادين فيما يخص أسعار وسائل العمل والمحركات البحرية ، والحد من الأضرار والأخطار التي يتعرض لها الصيادون من السفن الكبيرة ورميها للاسماك غير المرغوبة في البحر والذي يؤثر سلباً على مواقع الاصطياد ويسبب التلوث البيئي بحراً وبراً .[c1]نشاط إنتاجي جيد ووفرة أسماك متنوعة[/c]وفي هذا المجال يشير مكلوس إلى أن محافظة أبين التي تمتلك المقومات الهامة للنشاط السمكي فقد اتجه الألاف من المواطنين إلى مهنة الصيد واعتمدوا عليها كمصدر رزق لهم وأسرهم وتوارثوها جيلاً بعد جيل منذ القدم ... حتى بدأ تنظيم النشاط السمكي وإنشاء الجمعيات التي أسهمت في توفير وسائل الانتاج والمحركات البحرية للصيادين بقروض ميسرة ودعم ورعاية من الدولة لهذا النشاط ، وتواجدت هذه الجمعيات في ثلاث مديريات ساحلية هي خنفر ،زنجبار وأحور تعمل على توفير الأسماك للسوق المحلية في المحافظة وعدد من المحافظات الأخرى وتصدير جزء من الإنتاج للخارج .ومن أهم أنواع الأسماك المتوافرة في ساحل أبين منها السطحية كالساردين ،الوزف ،الديرك ، الفرس ، الباغة ، الشروة والتونة بأنواعها الخمسة وكذلك الأسماك القاعية كالكمل ، العندق، الجحش بأنواعه ،القد ،الخلخل واللخم بأنواعه الـ 17 وأنواع أخرى من الرخويات أبرزها الحبار ، الأخطبوط والبنجيز بالإضافة إلى القشريات وأبرزها شروخ الأعماق الصخور والزنجة ، ومن الأنواع التي يتم تصديرها البنجيز ،الشروخ ،البرم، الديرك، الجحش ، الثمد وريش أسماك القرش .ويضيف مكلوس ان الإنتاج السمكي في المحافظة والحمد لله جيد رغم الصعوبات والأضرار التي يتعرض لها صيادونا بسبب جرف سفن الاصطياد الصناعي للأسماك وشباك الصيادين ..وقد بلغ إنتاج الأسماك للفترة 2005- 2007م ثلاثه وخمسين ألف طن بقيمة بلغت خمسة مليارات وثلاثمائة مليون ريال ، ويعمل 1700قارب صيد على طول الشريط الساحلي يعمل عليها 7000صياد في إطار الجمعيات السمكية ، كما بلغت الأنواع المصطادة من الأسماك أكثر من سبعين نوعاً من الأسماك السطحية والصخرية . ويضيف مكلوس نحن في الاتحاد نعمل بالتنسيق مع السلطة المحلية ومكتب الثروة السمكية والجمعيات لحماية البيئة البحرية والحفاظ على الثروة السمكية بوضع الضوابط وتشكيل لجنة مشتركة من فرع الإتحاد والجمعيات وقدامى الصيادين ذوي الخبرة لهذا الغرض .[c1]مشكلات ومخاطر يتعرض لها الصيادون[/c]وعن الأسباب التي تؤثر على الإنتاج يقول مكلوس : رغم أن الإنتاج المسجل والمعروف من خلال وصوله إلى ساحات الحراج جيد إلا أننا نعاني من بعض التحايل وتهريب الإنتاج وعدم إدخاله إلى ساحات المزاد والحراج للتهرب من دفع نسبة الدولة المحدودة بـ 3 % من قيمة الإنتاج وبالتالي لا يسجل ذلك في سجلات الكميات المنتجة لدى الجهات المعنية .. كما أن هناك أسباباً تؤثر على الإنتاج ومنها ارتفاع سعر المعدات ووسائل الإنتاج والمحركات البحرية وسعر الوقود إلى جانب الحاجة الملحة للبنية التحتية للمنشآت السمكية التي تساعد على رفع وتيرة الإنتاج ومنها مجمع سمكي متكامل من المجمدات والمخازن ومصانع الثلج وساحات تحضير وتغليف الإنتاج .. أضف إلى ذلك ما يتعرض له الصيادون من مخاطر وآثار سيئة من السفن التي تصطاد في مناطقهم وتجرف شباكهم وتعرض حياتهم للخطر ، وهنا نحن نتوجه إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات الصارمة بحق من يخرقون قوانين الصيد والزام السفن الكبيرة بالابتعاد عن مناطق الصيد التقليدية وعدم جرف الأسماك . ونحن في الإتحاد أيضاً نعاني من نقص الإمكانيات ومواردنا محدودة لا تغطي كل نشاطنا ولا تفي بالتزاماتنا وتأدية مهام الفرع بالعمل بين أوساط الصيادين وجمعياتهم السمكية المتناثرة على طول الشريط الساحلي الطويل ولكن هذا لم يثننا عن العمل وإنجاز المسؤوليات الملقاة على عاتقنا بشكل جيد وهذا ما أثمر عنه اختيار محافظة أبين لتدشين مؤتمرات فروع المحافظات للإتحاد التعاوني السمكي . [c1] فعاليات وأنشطة وعلاقات متبادلة [/c]وبهذا الخصوص يؤكد الأخ مكلوس أن دور الإتحاد لا يقتصر على متابعة النشاط الإنتاجي السمكي فقط فهناك نشاطات إعلامية وثقافية وإدارية يقوم بها من خلال نشر التقارير والأنشطة العامة للإتحاد والجمعيات السمكية والمشاركة في الدورات التدريبية لتطوير قدرات قيادات العمل التعاوني والجمعيات وورش العمل للرقابة والتفتيش البحري لتنمية الموارد وحماية الثروة السمكية والممولة من الاتحاد الاوروبي والمشاركة في الفعاليات المختلفة والاحتفالات في عدد من المحافظات . كما أننا في الفرع نتميز بعلاقات متبادلة مع كل الجهات المتصلة بالنشاط السمكي والتعاوني والسلطة المحلية في المحافظة وقيادة الاتحاد ووزارة الثروة السمكية ونحظى باهتمام ورعاية من قيادة المحافظة ممثلة في الأخوين محمد صالح شملان محافظ المحافظة وناصر الفضلي الأمين العام للمجلس المحلي لمتابعتها الحثيثة لكل نشاطاتنا ومتابعة الجهات المركزية لما من شأنه تطوير العمل وتحسين الأوضاع المعيشية للصيادين والاهتمام بأماكن سكنهم وحمايتها بالدفاعات وتوفير الخدمات العامة لتجمعات الصيادين من كهرباء ومياه وبناء المدارس والوحدات الصحية .كما أننا في الإتحاد على علاقة مع مكتبي الثروة السمكية والشؤون الاجتماعية والعمل وذلك انطلاقاً من القانون الذي ينظم علاقة الإتحاد في المحافظات مع عدد من الجهات وكل ذلك يساهم في تحسين الأداء الإنتاجي والإداري .[c1]مشاريع خدمية هامة للقطاع السمكي هذا العام [/c] وفي هذا الجانب أشار الأخ رئيس الإتحاد التعاوني السمكي في أبين إلى أن العام الحالي سيشهد العديد من المشاريع لعل أهمها ما وجه به فخامة الرئيس علي عبد الله صالح بإنشاء مينائي اصطياد في كل من ساحلي زنجبار وشقرة ومرسى بحري في أحور ، كما سيتم إعادة تأهيل وتطوير ساحة الحراج في شقرة وبناء سوق نموذجي لبيع الأسماك في زنجبار وساحة حراج لجمعية ساحل أبين في الكود وإنشاء مصنعين للثلج إنتاجية كل منها عشرة أطنان لجمعيتي شقرة والمستقبل وإقامة مشاريع تنموية وخدمية للصيادين وتقديم عدد من قوارب الصيد التقليدية ، وكذا يجب الإشارة إلى توجيهات معالي رئيس الوزراء علي محمد مجور إلى عدد من الوزارات تتعلق بإعفاء التعاونيات السمكية ومنها شقرة وأبين من دفع بقية الأقساط التي عليها لمشروع الأسماك الثالث وكذا إحالة القوى الفائضة المتبقية لدى الجمعيات التعاونية إلى الموازنة العامة ودعمه للصيادين وإتحادهم التعاوني السمكي ، وكل ذلك يأتي في إطار الاهتمام الذي توليه القيادة السياسية والحكومة للقطاع السمكي وتحسين الظروف المعيشية للصيادين ورفع مستوى الإنتاج السمكي في الجمعيات السمكية المختلفة .وفي الختام نتوجه بالشكر والعرفان باسم كل صيادي أبين إلى فخامة الرئيس ومعالي رئيس الوزراء ووزير الثروة السمكية ومحافظ المحافظة وإلى كل من أسهم وتعاون في تقديم الدعم والرعاية والمؤازرة لنا وللصيادين وجمعياتهم السمكية ونتمنى أن يثمر كل ذلك في تحسين الظروف ورفع مستوى الإنتاج وشكراً لكم في صحيفة 14أكتوبر على متابعتكم لنشاطاتنا المختلفة .