القاهرة/14 أكتوبر/ دان وليامز: رفضت مصر أمس الأربعاء شكاوى إسرائيل من تهريب أسلحة إلى قطاع غزة واتهمت الدولة اليهودية بمحاولة تحويل الانتباه بعيدا عن خططها لبناء منازل جديدة في مستوطنتين إسرائيليتين. وبعد المحادثات التي أجراها ايهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي مع الرئيس المصري حسني مبارك ومسئولي الأمن في منتجع شرم الشيخ المصري المطل على البحر الأحمر قال متحدث مصري ان الأفعال الإسرائيلية قوضت الانجازات التي تحققت في مؤتمر السلام الذي عقد في انابوليس بولاية ماريلاند الأمريكية الشهر الماضي. ووصل باراك إلى مصر أمس الأربعاء لمناقشة مزاعم إسرائيلية بأن مصر لا تفعل ما يجب لمنع تهريب الأسلحة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي سيطرت على قطاع غزة في يونيو في مواجهة حركة فتح المنافسة التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس والتي تدعمها الدولة اليهودية والغرب. وأجرى باراك محادثات مع وزير الدفاع المصري محمد حسين طنطاوي وعمر سليمان رئيس المخابرات ثم مع مبارك. وقال سليمان عواد المتحدث الرئاسي المصري ان المزاعم الإسرائيلية هي «ستار من الدخان لتحويل الانتباه بعيدا عن البناء في المستوطنات ومتابعة انابوليس.» وأضاف «نبذل جهودنا مئة بالمائة لكننا لا نضمن النتائج مئة بالمائة. لا توجد دولة قادرة على إغلاق حدودها بالكامل.» وأضاف عواد ان الاقتراحات الخاصة ببناء منازل جديدة لليهود قرب القدس «تقوض الانجاز الوحيد الذي تحقق في انابوليس وهو تدشين المفاوضات.» وانتهت جولتان من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بخلافات بسبب المستوطنات. ولم يحقق مفاوضون فلسطينيون وإسرائيليون تقدما يوم الاثنين في ثاني جولة من المحادثات منذ ان اتفق رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت وعباس في انابوليس على محاولة التوصل إلى اتفاق لإقامة دولة فلسطينية بنهاية عام 2008 . وافتتحت الجولة الأولى من محادثات السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بعد أنابوليس وسط خلاف في 12 من ديسمبر بعد أن طالب عباس إسرائيل بالتخلي عن خطط بناء نحو 300 منزل جديد في منطقة قرب القدس يطلق عليها الإسرائيليون هار حوما ويطلق عليها الفلسطينيون جبل أبو غنيم. ويرفض الفلسطينيون التفاوض بشأن القضايا الأساسية مثل الحدود ومستقبل القدس ووضع اللاجئين الفلسطينيين الى ان تلتزم إسرائيل بوقف كل الأنشطة الاستيطانية كما هو مطلوب وفقا لخطة «خارطة الطريق» للسلام التي تعثرت طويلا. ويقول فريق التفاوض الإسرائيلي ان خارطة الطريق تدعو الفلسطينيين أيضا إلى كبح جماح النشطاء في الضفة الغربية المحتلة وغزة التي تسيطر عليها حماس كشرط لإقامة دولة فلسطينية. ومصر هي أول دولة عربية تعترف بالدولة اليهودية وهي وسيط رئيسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ولكل من مصر وإسرائيل حدود مشتركة مع قطاع غزة الساحلي لكن القاهرة تختلف في أحيان مع الدولة اليهودية في طريقة التعامل مع القطاع وان كانت تتوافق بدرجة كبيرة مع السياسة الأمريكية والإسرائيلية لإغلاق القطاع. واتهمت وزيرة الخارجية الإسرائيلية القاهرة بتعريض الاستقرار الإقليمي للخطر بفشلها في وقف تهريب السلاح إلى قطاع غزة. وصرحت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني الثلاثاء بأن الجهود التي تبذلها مصر لمنع تهريب السلاح إلى غزة ضعيفة وقد يدعم ذلك حماس. وسيطرت حماس على قطاع غزة في يونيو مما دفع إسرائيل لإحكام حصارها العسكري والاقتصادي حول القطاع. وطلبت مصر من إسرائيل السماح لها بنشر عدد أكبر من قوات حرس الحدود لكن الإسرائيليين يقولون ان العدد ليس هو المشكلة. وحدد حجم القوات في معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية التي أبرمت عام 1979 ثم عدل حين انسحبت إسرائيل من قطاع غزة عام 2005 . وقال عاموس جيلاد وهو مساعد كبير لباراك «مصر دولة بها 72 مليون مواطن ويعرفون (السلطات) كيف يحافظون على الهدوء التام. نتوقع المثل على حدود غزة.» وقال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري «مصر تتعامل مع الانتهاكات التي قد يحاول القيام بها بعض الناس على الحدود المصرية الفلسطينية.»، وأضاف «جماعات الضغط الإسرائيلية في الكونجرس تدفع لاتخاذ مواقف تقف إسرائيل وراءها.» وفي وقت سابق من اليوم اتهمت مصر إسرائيل بتشجيع جماعات الضغط المؤيدة لها للعمل ضد مصلحة مصر داخل الكونجرس الأمريكي. وقال عضوان في الكونجرس الأمريكي أمس الأربعاء إن الولايات المتحدة يمكن أن تجعل المعونة الأمريكية لمصر مشروطة ببذلها المزيد من الجهود للحيلولة دون تهريب أسلحة إلى قطاع غزة. وهدد السناتور الجمهوري ارلن سبيكتر عضو لجنة المخصصات المعنية بتوزيع المعونة الأمريكية بمجلس الشيوخ الأمريكي والنائب الديمقراطي باتريك كنيدي عضو اللجنة المماثلة في مجلس النواب باستخدام موقعيهما لزيادة الضغط على مصر. وقال سبيكتر للصحفيين في القدس «وضع لا يحتمل أن تكون مصر شريكا في السماح بتهريب أسلحة إلى حماس. إنها (مصر) تحصل على منحة أمريكية كبيرة.. أموال أمريكية كثيرة.. تحصل على ملياري دولار في العام.»، وأضاف «يمكن أن تبذل مصر المزيد من الجهد وإذا لم تفعل أعتقد أنه سيكون من المناسب أن تكون المساعدة لها مشروطة بتنفيذ ذلك... نعتزم إثارة الأمر مع المسؤولين المصريين.» وقال باراك قبل بدء محادثاته أمس «السلام مع مصر هو مصدر قوة استراتيجي للجانبين ومثلما حدث في الماضي حين تكون هناك خلافات يجب حسمها.» ومع وصول باراك صرح مصدر أمني بأن الشرطة المصرية ضبطت 500 كيلوجرام من مادة (تي.ان.تي) في منزل برفح في الجانب المصري من الحدود مع غزة وإنها اعتقلت مالكه المصري الجنسية.