مع الأحداث
صدق المثل القائل أسمع كلامك يعجبني أشوف أعمالك أتعجب كلام جميل ما جاء على لسان الجنرال الأمريكي, ولكني أسائل هذا الجنرال هل الاحتلال الأمريكي للعراق يمس سيادته أيضاً أم أنه لا يعرف بهذا الاحتلال؟!كثيرة هي الدول التي سمحت لنفسها وتطاولت في عدوانها وشاركت بشكل أو بآخر في غزو العراق واحتلال أراضيه ونهب خيراته وكلها بالمحصلة العامة اعتداء على سيادة العراق مهما اختلفت الشعارات وتنوعت التي رفعوها ليبرروا فيها غزوهم واحتلالهم, والسؤال ما هو ذنب العراق والعراقيين الذين يتم ذبحهم في كل يوم وترتكب المجازر بحقهم في كل محافظاته, ويقتل شبابه وشيوخه, ويقتل علماؤه وأساتذة جامعاته وتفجر أسواقه بمن فيها, تنسف بيوته على ساكنيها, أليس هذا كله اعتداء على سيادة العراق هل هذه الديمقراطية التي رفعوها ووعدوا بها أبناء الشعب العراقي؟هل الديمقراطية هي قتل الأبرياء من المواطنين؟!هل الديمقراطية تتحقق بالغزو والاحتلال؟!ماذا نريد من الديمقراطية إذا أصبح بلدنا محتلاً من قبل قوى أجنبية استعمارية تسرق ثرواته؟وكيف تتحقق الديمقراطية وأزلام الاحتلال من يحكمون العراق؟شعارات فارغة وبلا معنى ضللوا فيها الرأي العام العالمي بما فيه جزء من عالمنا العربي والإسلامي وقاموا بحربهم القذرة واحتلوا العراق الشقيق ليس إلا من أجل نهب ثرواته النفطية ومنع تطوره وتقدمه التكنولوجي الذي أزعجهم وبات يشكل خطراً على حليفهم الكيان الصهيوني, على أمنه ومشروعه الاستيطاني في فلسطين, وهذا ما يفسر قتل واعتقال واغتيال العلماء العراقيين.رفعوا شعار الإرهاب ومقاومة الإرهاب, والصقوا التهم في النظام العراقي ليجدوا المبرر لضربه واحتلاله, ولم يتراجعوا حتى في اللحظة التي اعترف قادتهم وبما فيهم بوش أن لا علاقة للنظام العراقي ولصدام حسين بالإرهاب, بعد أن أكدت تقاريرهم ذلك وكان من الأجدر أيها الجنرال الأمريكي الذي لا أعرف اسمه على الأقل عندما فضحت التقارير الأمريكية نفسها وكشفت كل الأكاذيب أن تتراجع الإدارة الأمريكية عن الاحتلال وتسحب قواتها وتترك العراق للعراقيين يضمدون جراحهم بأنفسهم, ولا نريد الأسف ولا نريد التعويض ولا نريد إلا خروجهم.أليس الأجدر أيها الجنرال بدلاً من الحديث عن الاعتداء التركي على الأكراد في العراق والذي ما زال مجرد تهديد أن تتحدث عن الاحتلال الأمريكي للعراق.لقد بتنا على قناعة تامة بأن الشعب الأمريكي يرفض احتلال العراق ويطالب بانسحاب قواته من الأراضي العراقية فلماذا لا تضم صوتك إلى جانب كل الجنرالات الذين خاضوا الحرب وعرفوا معانيها إلى جانب صوت الشعب الأمريكي؟!