"موهان" و"جليل" هما كلمتا السر لحفظ الأمن في البصرة
قوات بريطانية في العراق
البصرة/14 أكتوبر/من لوك بيكر: حين يسأل القادة البريطانيون عن الأمن في جنوب العراق بعد اكتمال انسحاب 5000 جندي بريطاني من هناك يكتفون بالهمهمة بكلمتين لا غير "موهان" و"جليل". والفريق موهان الفريجي هو قائد الجيش العراقي في الجنوب واللواء عبد الجليل خلف هو قائد قوات الشرطة في الجنوب هما مسؤولان عن أمن وسلامة مليونين في مدينة ومحافظة البصرة. توجها في يونيو الماضي من العاصمة العراقية بغداد إلى جنوب العراق بقرار من الحكومة العراقية ويعلق عليهما القادة البريطانيون أمالا عريضة. فكلما حققا نجاحا في مهمتهما كلما تسارعت وتيرة انسحاب القوات البريطانية من العراق تاركة ورائها الأمريكيين بعد خمس سنوات من قيامهم معا بغزو العراق عام 2003 . وقال الميجر ادوارد ويلسون الذي يدرب الجنود العراقيين لينضموا إلى قوة موهان "الناس يعولون كثيرا على الفريق موهان وفي واقع الأمر كان له تأثير.، "يرجع الكثير إلى القيادة ولقد تمكن من إعطائها دفعة قوية. وهو أيضا تربطه علاقة وثيقة ومثمرة بجليل الذي يكافح الفساد في الشرطة. أنهما يشكلان فريقا جيدا." لا يعرف الكثير عنهما وان تردد ان الاثنين قاما بدور أمني خلال حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين قبل ان يختلفا مع النظام الذي أطاح به الغزو الأمريكي. وهما يعرفان بعضهما البعض منذ سنوات وعملا معا من قبل. ويوصف موهان الذي يتردد انه على علاقة وثيقة بنوري المالكي رئيس وزراء العراق بأنه قائد قوي يحيط نفسه بقدر من الغموض ولا يحب إضاعة الوقت في أشياء غير مجدية. ويحرص موهان على الالتقاء بالقادة البريطانيين بشكل منتظم ليسمع منهم ما يريدون قوله وفي أحيان يعمل بنصيحتهم لكنه في الأغلب يحب ان يفعل الأشياء بطريقته. لقد كان موهان هو الذي طلب من القوات البريطانية بعد فترة قصيرة من تعيينه مغادرة قلب مدينة البصرة حيث كان يتمركز نحو 500 جندي بريطاني يتعرضون دوما للهجمات. وانسحب الجنود البريطانيون من قلب البصرة في سبتمبر. ومنذ ذلك الحين انخفضت بشكل ملحوظ الهجمات التي تستهدف الجنود البريطانيين من نحو 60 هجوما في الأسبوع في أغسطس إلى أقل من خمس هجمات في الأسبوع الآن. وتتمركز كل القوات البريطانية الآن في قاعدة جوية خارج البصرة على بعد ستة كيلومترات من المدينة ولا يغامر الجنود البريطانيون بدخولها إلا نادرا وعادة ما يحدث ذلك وهم في طريقهم إلى مكان آخر. حين كان الجنود البريطانيون متمركزين في المدينة قدر القادة البريطانيون ان تسعين في المائة من أعمال العنف في البصرة كانت تستهدفهم. ورغم ان ما من أحد يقول ان مدينة البصرة أصبحت أكثر أمنا بنسبة 90 في المائة إلا ان الإحصائيات واستطلاعات الرأي غير الرسمية تشير إلى ان الأوضاع تحسنت بشكل ملحوظ وهو ما أدهش الجميع تقريبا. ويمهد الأمر الطريق أمام تسليم القوات البريطانية المسؤولية الأمنية في محافظة البصرة للعراقيين في منتصف ديسمبر القادم وهو ما يعني ان تعود المحافظات الأربع في جنوب العراق التي كانت تحت القيادة البريطانية إلى مسؤولية العراقيين مفسحة الطريق أمام انسحاب بريطاني كامل. لا يعرف أحد تحديدا ما فعله موهان وهو شيعي تولى المسؤولية الأمنية من قبل في مدينة كربلاء الشيعية لكن الكل يسانده بقوة. ويوجد الآن تحت قيادته نحو 30 ألف فرد نصفهم تقريبا من الجيش والنصف الأخر من الشرطة التي يشرف عليها (جليل) في الشؤون اليومية ويرفع تقريره لموهان. ويمكن ان تتسبب عملية تجميع كل خيوط السلطة في يد موهان في حدوث مشاكل على المدى البعيد خاصة إذا تشتت ولاءاته لكن الجيش البريطاني يغض الطرف عن هذه المخاوف. كما هناك مخاوف أخرى من ان المسؤوليات الملقاة على كتفي هذين الرجلين قد تجعلهما هدفا للاغتيال من ميليشيات شيعية متناحرة ومن عصابات نشطة في البصرة. ونجا الاثنان من محاولات سابقة للاغتيال وكان من نصيب (جليل) خمسة وتحرسهما الآن قوات خاصة وترافقهما عربات مدرعة. والمخاطر المحيطة (بجليل) أعظم لأنه يعمل مع الشرطة المخترقة منذ أمد بعيد بالميليشيات والتي لا يحبها الشعب لسمعتها التي يلوثها الفساد واللجوء إلى العنف في تطبيق العدالة. وقال اللفتنانت كولونيل مايكل اودواير الذي تدرب كتيبته القوات العراقية "بالنسبة لي ترك جليل انطباعا خاصا لأنه كان عليه ان يفصل كثيرين لاقتلاع السيئين ويجعل الباقين يعملون. انه أمل كبير." لم يمض سوى خمسة أشهر فقط منذ وصول الرجلين (موهان وجليل) إلى البصرة ولم يمض سوى شهرين على تحسن الموقف الأمني في البصرة. ومخاطر انزلاق البصرة من جديد إلى القتال والعنف والفوضى مازالت قائمة.، كما ان الهيكل السياسي في البصرة ضعيف والمحافظ غير محبوب ولا يلقى مصداقية حتى من البريطانيين وهو ما يثير مخاوف من ان تقع المسؤولية على رجال مسلحين في الفترة التي تسبق إجراء انتخابات محلية متوقعة الصيف القادم.، لكن رغم كل هذا يصر المسئولون البريطانيون على ان "الحركة الديناميكية تغيرت" ويراهنون على "موهان وجليل."