الكشف عن نوع متحور :
القاهرة / متابعات :مازال فيروس أنفلونزا الطيور متربصاً ويقتل ويصيب المواطنين بلا هوادة.. لم يمر سوى سبعة أيام فقط على وفاة الضحية الـ 12 من ضحاياه، إلا وأعلنت وزارة الصحة المصرية الأربعاء (14 الجاري) عن إصابة جديدة بالفيروس نفسه بإحدى قرى محافظة الفيوم “جنوب القاهرة” لتكون الإصابة رقم 21 منذ ظهور المرض في مصر فبراير 2006.ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان الدكتور عبد الرحمن شاهين قوله: (إن الإصابة الجديدة كانت لسيدة تبلغ من العمر 37 عاماً، وتم إعطاؤها العلاج اللازم وأن حالتها مستقرة) .وأشار شاهين إلى أنه جار عمل التقصي الوبائي لجميع أفراد أسرة المصابة التي كانت تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة والتهاب رئوي.يذكر أن وزارة الصحة المصرية قد أعلنت قبل أسبوع عن وفاة فتاة إثر إصابتها بفيروس أنفلونزا الطيور، ليرتفع عدد الوفيات جراء الإصابة بالمرض إلى 12 حالة منذ ظهور المرض بمصر في شهر فبراير 2006. [c1]الكشف عن نوع متحور[/c]بعد الانتشار الملحوظ لفيروس أنفلونزا الطيور في مصر وضلوعه في مقتل 11 حالة بشرية وإصابة 8 آخرين، وإلحاق أضرار جسيمة في الثروة الداجنة في البلاد، خرجت الحكومة عن صمتها لأول مرة منذ ظهور المرض لتعترف بتوطن الفيروس القاتل في مصر.وقال الدكتور فتحي سعد محافظ الجيزة، وعضو اللجنة العليا لمتابعة أنفلونزا الطيور في حوار لـ “ BBC”، إن المشكلة التي تواجه مكافحة المرض تتمثل في الطيور المنزلية المنتشرة في الريف، والتي يصعب الوصول إليها لتحصينها، وأضاف “نتحدث عن 4 آلاف و500 قرية رئيسية، وما يزيد على27 ألف قرية تابعة ونجع منتشرة في أنحاء البلاد”.وأشار سعد إلى أن المزارع التجارية لم تظهر فيها أي إصابة منذ شهر يونيو من العام الماضي، وأعلن عن وجود برنامج لاستئصال المرض تماماً خلال الفترة من 3 إلى4 سنوات، مؤكدا أن الأمر يحتاج إلي دراسة دقيقة جدا بالنسبة للريف.من جهة أخرى، أعرب مستشار منظمة الصحة العالمية الإقليمي للأمراض المستجدة حسن البشري عن تخوف منظمته من فقدان فعالية عقار “التاميفلو” العلاج الوحيد لفيروس أنفلونزا الطيور حالياً.وقد كشفت المنظمة منذ أسابيع عن وجود “نوع متحول” من فيروس أنفلونزا الطيور في مصر أشد شراسة. وقالت المنظمة إنها المرة الأولى التي يظهر فيها النوع الجديد خارج آسيا منذ عام 2005، وأن هذا لا يجعلها تغير توصياتها بعلاج المصابين بإنفلونزا الطيور بذات العقار المعتاد المعروف باسم “ تاميفلو”، وأضافت أن السلالة الجديدة المعروفة باسم “294 إس” ذات قدرة متوسطة على مقاومة عقار “تاميفلو” الذي يعتبر خط الدفاع الأول ضد الفيروس. وأشارت المنظمة إلى أنه ليس هناك أي مؤشر على وجود مقاومة واسعة النطاق لمقاومة الفيروس لعقار “تاميفلو” في مصر أو مكان آخر في الوقت الراهن، وأن هذه السلالة المتحولة أصابت للمرة الأولى فتاة في فيتنام عام 2005 ولكنها تماثلت للشفاء، إلا أن ظهورها في مصر يعتبر أول دليل على ظهورها خارج آسيا، مشيرة إلى أن اكتشاف تحول الفيروس إلى النوع الجديد له انعكاسات محدودة على الصحة العامة.[c1]شفاء أول حالة بشرية[/c]شهدت مستشفي حميات العدوة بمحافظة المنيا المصرية منذ أيام شفاء أول حالة بشرية من أنفلونزا الطيور، حيث أشار الدكتور مفرح عيد مدير المستشفي إلى أن الطالب أشرف نادي محمد المصاب بفيروس أنفلونزا الطيور قد غادر مستشفي حميات العدوة بالمنيا بعد التأكد من تحسن حالته.وأضاف مفرح أنه رفض مغادرة شقيقته هناء للمستشفي قبل ورود نتائج التحاليل الخاصة بها من المعامل المركزية لوزارة الصحة بالقاهرة.وقد نفى الدكتور عبد القادر فراج وكيل مستشفى حميات بنها، ظهور أي إصابات بشرية بالفيروس، مؤكداً أن المعامل المركزية لوزارة الصحة أكدت خلو العينات البشرية الثلاث المرسلة من القليوبية من الإصابة بالفيروس.[c1]عقاقير جديدة للفيروس [/c]من جانبه، أعلن الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة والسكان المصري أن هناك عقاقير جديدة فعالة ضد فيروس أنفلونزا الطيور يتم توزيعها حالياً داخل مستشفيات الحميات والأمراض الصدرية بالوزارة.وأكد الوزير أن عقار التاميفلو المقرر لعلاج المرض لم يفقد فاعليته بالكامل، مشيرا إلي أن الدراسات الجينية للفيروسات التي عزلت من المصابين بالمرض كشفت عن حدوث طفرات عديدة بالفيروس خاصة في مقاومته لعقار التاميفلو، وأن هذه الطفرات لم تؤد حتى الآن إلى ظهور سلالة من الفيروس يمكن أن يتسبب في حدوث وباء عالمي حتى الآن، ولا يوجد دليل علي انتقال الفيروس بين البشر، وإنما ينتقل حتى الآن من الطيور إلى البشر.