إشراق الماضي .. وآمال المستقبل في مدن تهامة اليمانية
استطلاع/ محمد علي الجنيد: عندما فكرت في عمل قراءة "للكدراء" المكان والتاريخ وجدت نفسي أمام اختيارين للأسلوب الذي ينبغي أن أقرأ فيه المكان، هل تكون القراءة بعين السائح وبلغة الشاعر، بالتالي تتلون الحقائق بانحرافات اللغة الشعرية أم أتخذ طريق الوصف وتحري الحقيقة، فيما أكتب.. لكي نقترب من طبيعة المكان البصرية والزمنية، أم أجمع بين الأمرين، الحضارات لا تقوم على فراغ أو تنطلق بغير أجنحة، الحاضر لا يقف إلا على قواعد الماضي.. ومدينة "الكدراء" واحدة من تلك القواعد العريضة التي عجز عن محوها الزمن، قام عليها بناء أمم غارقة في القدم وأمجاد مشيدة ذاع صيتها أقصى المشرقين.. الكدراء أصبحت أرضاً مخلوطة بالرمل والحجارة، دفنت دون عزاء.. دون أن نبكيها أو نذرف عليها دموعنا وانشغلنا بدنيا ميتة تكسوها باسفلت أسود لتدب عليه العجلات السوداء، نافثة دخانها الأسود لتخنق سماءنا اسفلت أسود أطبق على حبيبات التراب الجميل الناعم الذي حنت أقدامنا بلونها وقبلتها أرجلنا الحافية وهي تدوسها.. مدينة تدفن وتنهار بيوتها التي حمتنا من حركان يلهبنا ذات يوم، وبرد لم نكن نقوى عليه. بيوت كانت هنا ومساجد كانت هناك و..و..و كنا نحتاجها ويوم يجرح طينها مطر قلما كانت تجود به السماء.. طين اختزن في مساماته ذكريات صرخات الميلاد. حبونا خطواتنا الأولى لعبنا مع صغار الحي.. طين أحس برعشة قلوبنا من عينين تحتمي بطين آخر على الضفة الأخرى.. طين كتم سرنا وهو يشاهدنا نختلس من الزمن لحظة نبث فيها أشواقنا في كلمة أو كلمتين وواسانا بصمت ونحن نبكي خيبة الأمل.[c1]دهشة لا تخلو من الحزن!![/c]هل سبق أن زرتم مدينة مطمورة هل سبق أن فكرتم في زيارتها من قبل؟ إن كنتم لم تفعلوا ذلك وتفكرون في أن تفعلوه؟فأنصحكم ألا تتوقفوا كثيراً عند أول شيء يدهشكم فيها.. لأن ذلك سيكلفكم الكثير من الإرهاق.. إذ لا حدود للأشياء المدهشة هناك بدءاً بتلك الحجارة الحمراء المترامية وتعرضك لأشجار "السول" وعاصمة "الكدراء" لم تزرع ولم يستطع أحد المرور عليها، فأرضها تعرضت للإنهيار والخراب والدمار واصابتني بالخوف واصابتني بالعمى!!كانت الكدراء حاضرة التاريخ ولكن ما الحقيقة التي حجبتها عن الأنظار وقوقعتها في بؤرة واحاطتها بسياج من الشائعات وجعلت منها "بارمودا" أخرى في تهامة.. الذهاب إليها ضرب من المغامرة وجنون من الانتحار الداخل فيها مفقود والقادم منها مولود.فالكدراء التي انطلقت المجد بأجنحة السيوف صار الكثير من الناس يجهلون أنها مسقط رأس حضارة تهامة وموطنها الأول بلا منازع انطلقت كالشرارة ونامت كجوهرة منقوشة أظافرها في جبين الحجر الصلب فكيف يمكن أن ترد الاعتبار لهذا الأثر الخالد الذي يضم بين ثناياه أسمى معاني العزة والرفعة!!الوقوف بأرضها يجعلك تشعر بحسرة وأنت تشاهد البراءة ونقاء السريرة ورونق ملامحها الإنسانية بارزة أمامك.. فقد فطر الإنسان بطبيعته على حب القديم جبل على حب القديم والاعتزاز باصالته التي اصبحت بالنسبة لنا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا ممتزجاً بالروح والجسد.الكدراء الساحرة بجمالها البكر العذب النقي وطبيعتها الأخاذة للنفس العاشقة للجمال الهادئ في الريف مهد الجمال ومنبع الشغف الأصيل الذي لا ينتمي.الطريق انهلتنا كثيراً مع أننا نسافر الآن في القرن الواحد والعشرين.. وطبلون سيارة الهولوكس لـ "مرعي قادري" الشاب الريفي الذي اضحكني وغمرني بكرمه وشهامته البدوية واخافني بقيادته المتهورة الجنونية التي كانت تسبق البرق.. قادنا في نفس الطريق الذي مر بها الملك "الحسين بن سلامة" يقوم بأفضل من مهمة سنام الجمال فهو كان يحدثنا بلهجة ريفية تهامية بريئة.. أرهقني السفر وكان التعب لذيذاً معه ولولا كنا مستمعين داخل "هودج" السيارة لصوت جميل لـ عبد المجيد عبدالله الذي يصدح بصوت جميل وعذب يغني :-[c1]أعجبك في كل شيء إلا الزعلقبل طول العمر عايش في سلام[/c]المسافة كانت أكثر ما شاق ووعد ولقد ورثتها من بعد قوافل حسين بن سلامة.ولكن تبقى الكدراء مدينة تفوح أولياء وولاة ها أنا أسافر في رحابك المخضلة بالعطر والبخور وكلمات السماء وتأوهات المناجاة المرتفعة من حلقات الذكر ومزارات الأولياء.. ويا مدينة تفوح بعظمة التاريخ.. ها أنا أتنقل في تفاصيلك الصغيرة والكبيرة.. المشهورة والمطمورة.. انتقل بين أشياء لا يعرفها أحد عنك إلا أنت وأنت أنا وأنا.. ها أنا اتنقل كالنحلة العطشى بين ازهارك المثقلة بالعطر والعسل فأكتشف أن أحدهم سبقني إليها.. هذه إمضاء شفتيه أراها على كل زهرة..وهذه آثار قبلاته الدافئة تطرز كل قبة ومئذنة مدينة مطمورة تحت الثرى.. حالات استثنائية جداً تعيشها هناك.. فمن يستنطق الثرى ويفك طلاسم تلك الأحجار المترامية الحمراء بعد اندثارها؟![c1]من مدينة المراوعة[/c]على بعد تنتظرك مدينة "الكدراء" التاريخية.. وعزلة الشراعية تحيط بها مناطق وقرى عزلة الشراعية.المحناة بالطين وشوارعها المهددة بالغبار بدوية هذه القرى المتناثرة فلا تصدقها إن وجدتها ولكن الأجمل أهلها وطيبة قلوبهم وبدوية الأهل هناك، ريف مقتول ومشاريع غائبة.. ينقصها مسؤولون يحترمون أنفسهم، كان الإمام "الحسين بن سلامة" أياماً طويلة من التعب ومسافة ربما كانت تقاس بقدر ما تبقى للجمال من ماء مخبأ في سنامها.. حتى يصل إلى مكة ثم لايؤدي مناسك الحج مع قافلته إلا بعد نوم عميق لا يخلو من شخير.وتبقى مدينة "الكدراء" غامضة جداً وكانت مركزاً إدارياً يمتد من زبيد حتى المهجم "الزيدية" خاضت صراعاً مريراً من أجل البقاء ضد العوامل الجغرافية المحيطة - إلا أن الصراع الداخلي كان له الأثر الأول في تقويض بنيانها حتى اليوم.. إنها مدينة "الكدراء" التي تجمع المصادر بأن من خطها هو الحسين بن سلامة وسأحاول الإيضاح ما أمكن عن هذه المدينة من أول من بني "الكدراء" ومتى وما هي معالمها وما سبب انحسارها عن وادي جاحف وما سبب خرابها السريع والمتكرر وما أهمية تلك الردم التي يحتفظ بها ثرى الكدراء سراً حتى حين تسمى أيضاً مدينة سهام نسبة إلى الوادي الذي يسقي أرض المراوعة والقطيع ويصب في البحر الأحمر، جنوب مدينة الحديدة وهي تسمية ذات صبغة جغرافية وإن كانت التسمية اللغوية تنبئنا بأنها مدينة سريعة التغير والتكدر والانقضاض ومن أعلامها القاضي يوسف القطراني قاضي مدينة الكدراء.فالكدراء منذ عهد الحسين بن سلامة توالى ذكرها وحتى عهد الأشرف الثالث في أطوارها الثلاثة :- النشأة - النمو - الاندثار.. فالهمداني رحمه الله أورد في كتابه صفة جزيرة العرب قائلاً :- زبيد وقرى بواديها حيس.. والقحمة.. وذؤال المعقر والكدراء مدينة يسكنها خليط من عك والاشعريين وباديتها جميعاً من عك الا النبذ من خولان..ونقل هذه القصيدة :امضت فرقة منا يحطون بالقنا[c1] *** [/c]شاهراً أمست دارهم وزبيدفالنبذ هو الشيء القليل والقنا موضع أعلى مدينة حيس وشاهر مسجد في جبل ملحان وعك والاشعريون وخولان وقبائل معروفة إذاً فالمؤرخ الهمداني لم يتوفى في عام 334هـ ولكن المؤرخ رأى وسمع عن مدينة الكدراء القائمة فعلياً قبل أن يختطها الحسين بن سلامة بأكثر من خمسين عاماً تقريباً لأن الوزير الحسين بن سلامة تولى مقاليد الوزارة لدولة بني نجاح ما بين (391هـ - 402هـ) ومع أن هذا أقدم وأوثق مصدر يذكر المدينة إلا أنه لم يذكر لنا شيئاً عن التأسيس من قام به ومتى ولا عن معالمها التاريخية في ذلك الزمن.بينما أورد بن المجاور في كتابه صفة بلاد اليمن وقد اشتمل على ثلاثة عناصر الأول خبر تاريخي عن الملك دقيانوس والثاني أخبار تاريخي جغرافي عن وصف المدينة ما بين عام 391هـ وحتى عام 553هـ مع ذكر سبب انحسارها عن جاحف نحو الجنوب الشرقي للمراوعة والثالث أخبار تاريخي/ جغرافي أيضاً عن الردم فإلى تلك النصوص وذكر ابن المجاور أن الذي أنشأ مدينة الكدراء هو الملك دقيانوس على جاحف الوادي، فإني لا استطيع الجزم بأن طاغية بلاد الشام الذي هاجر الفتية من بلادهم فراراً بدينهم إلى الكهف بسبب كفره هو نفسه الذي أنشأ الكدراء في تهامة اليمن مالم يتوفر لدينا دليل يثبت تلك المقولة كما أن ابن المجاورلم يذكر لنا مصادره وهذا على غير عادته في عموم الكتاب، أما جاحف فهو وادٍ في شمال السخنة يسيل إلى عواجه ويصب في البحر الأحمر ولكن هذا يؤيد ويؤكد ما ذكره الهمداني بأن المدينة بنيت قبل عام 624هـ بعد وفاة الهمداني مخلفاً كتابه حوالي ثلاثة قرون.تهدمت المدينة حتى جاء الوزير/ حسين بن سلامة واختطها ولم تلبث سوى بضع وخمسين عاماً حتى تخربت جزئياً بسبب عوامل طبيعية ليأتي ابن المجاور وينقل ما سمعه وشاهده عن وصف الكدراء قبل انحسارها عن الوادي جاحف ولقد كانت مدينة يمر في وسطها وادي جاحف ويحيط بها سور وخندق وفي السور عدة أبواب بل أن بابها الرئيسي في مطلع القرن الرابع من عجائب اليمن ويوجد أيضاً في وسطها مسجد جامع.وعن سبب الانحسار فنقول إن سبب ذلك هو تآكل حواف وادي جاحف لكثرة السيول مما جعل عرضه يرتفع من ثلاثة أذرع في عام 553هـ إلى ثلاثة آلاف ذراع بما يقارب اثنين كيلو متر تقريباً في مطلع القرن السابع للهجرة، وعن الردم نؤكد بالقول بأنهم يبنون دورهم في عرض مثلها من بناء الأوائل.إن الوزير الحسين بن سلامة اختط الكدراء على انقاض مدينة أقدم منها فلنقل أنشأها "دقيانوس" وشهدها المؤرخ الهمداني قبل خرابها الأول بأكثر من خمسن عاماً.أما سبب خرابها فهو تمدد المماليك والعبيد على الملك الأشرف الثالث الرسولي اسماعيل بن المنصور (830هـ - 831هـ) ولم تعمر من بعد ذلك.إن موقع المدينة ليس مجهولاً فمازال سكان المنطقة المحيطة يعثرون على أجزاء من أواني الفخار أثناء حفر الآبار فماذا استنبينا تلك الردم أن نقينا بين ثناياها؟هل ستكمل تلك الحلقات المفقودة من تاريخ مدينة الكدراء هل ستبدد ذلك الغموض الذي طالما لفها؟[c1]قرى متناثرة .. ولكن حبلي با لخيرات!![/c]قرى المنصر - القزعة - الردمة - العريمة - الحلة - العجيلية محل حسن يحيى - دير يحيى - الشوافي - ذهبان - بيوت المغلق - الحجوري - دير سالم - محل الحتروش - البوريه - محل الاسد العجيلة الوسطى .قرى متناثرة تعاني اليتم في وكرها واخرى لا شيء يربطها بسهل تهامة غير " الحبال " المشدودة عبر تداولات الزمن.. كانت الرحبة في عمقها خلاصة ساعة بحشام قضيتها بين احضان تلك القرى البريئة .. بين رحلاتي وخيالاتي واحلامي الذابلة بشقيها احلام النوم وحلم اليقظة كان هدفي سبق صحفي مثير حيث يعيش ريف تهامة في ظلمة اعلامية معتمة .. لاشيء يثير الفضول في تلك القرى سوى الفوضى تسحب نفسها على كل شيء والحياة تمضي أكثر من ساذجه في باديه تحاول أن تبدو كمدينة وتفشل .. ومتاعبها بالجملة ولا مناص سوى " الحلة - المنصر " لتحتفي بك وتحتمي بها من متاعبك حتى اللحظة لا تزال بلا كهرباء .. منطقة الحلة تعاني من عدم توفر الخدمات الاساسية مثل الكهرباء والتعليم والمياه فهناك مشروع مياه يعاني من رداءة وتسيب واهمال اداري والشبكة قديمة ومتهالكة والمشروع لا يغطي الاحتياج ، هناك وحدة صحية مغلقة يسيطر عليها جماعة من الخفافيش والعملية التعليمية هابطة والمدرسة بحاجة إلى كوادر ومدرسين حيث تفتقر إلى مدرسين ... فالمدارس التالية جمال الدين الافغاني من الصف الأول إلى السادس بحاجة إلى مدرسين بها 3 معلمين فقط، مدرسة علي بن أبي طالب في المنصر من 1-6 بدون مدرسين هي الأخرى بحاجة إلى معلمين رغم الكثافة الطلابية ، مدرسة محمد بن سليمان العراقي بالردمة - مغلقة رغم انها تم افتتاحها حديثاً من قبل العميد / محمد صالح شملان محافظ الحديدة.. مدرسة القزعة اسست على نفقة أبناء القرية ومازالت بدون أثاث أو أبواب ورغم ان محافظ الحديدة وضع حجر الأساس لها ولم تنفذ بعد ، الصحة بتلك القرى غائبة وتحلم بمركز صحي متكامل .. تحملنا عناء الوعورة كون المشهد يزداد جمالاً وروعة .. لكنهن جميعاً يشتركن في البحث عن خدمات ومشاريع تضيف لتلك القرى بريقاً جمالياً .. حيث تعاني من طغيان الملاريا وتعيش تحت رحمة الفوانيس وغياب الحواجز المائية وأغلب المشاريع غائبة !! بحسب شكوى ابنائها حسن مقبول شراعي ، ابراهيم أحمد حسين ، ابكر عمر قاسم ، عايش فيصل أحمد وغيرهم .الفتيات هناك يسرحن بنفس التلقائية والاندفاع خلف قماش اسود وافد يدعى " البالطو " واقنعت بان عينين ترمشان من خلال " نقاب" أجمل بكثير من وجه سافر يكشف جميع زوراقه من الوهلة الأولى .. وتبقى الاكواخ القشية جمال يتوثب نحن في جزر " هاواي" أم في كوكب أخر تستوطنه الكائنات الجميلة أم نشاهد لوحة تشكيلية لفنان خياله السريالي واسع الطيف .. انها ذات نكهة ساحلية فريد في هندسته وابداعه المثير .. إنها الأكواخ القشية المنتشرة في تلك القرى .. أكواخ القش هي مجموعة من الاكواخ المخصصة ذات اللون المرجاني وتتكون من شتلات من أشجار النخيل والاعشاب الطبيعية .. وهذا الجمال والابداع والمهارة في بناء الأكواخ يكون طبيعياً وسهلاً ولا يشبه ويزداد القاً وتجدد الجمال ، الاكواخ القشية من حيث تنوع وتغير المنسوجات داخل جدرانها كما أنه يتم اعادة بنائها كل عشر سنوات إنها بساطة الادهاش وفنتازيا البناء نسجت وازدادت جمالاً مع انوثة الفتيات هناك!!لم تكن العزلة قد خلعت ثوبها الاخضر تماماً عندما انتهت بنا الرحلة وسط أحراشها وكانت الحشائش لأحراش تلك القرى جميلة ، فهذه لا يشفع بها إلا كأحطاب عند أفول موسم الخضرة .. تدور الطبيعة دورتها وتعيد للعزلة حلتها المخملية لتباهي بها طيلة ثلاثة أشهر ثم تبدأ عدها التنازلي لتسلبها هذه الحلة الموسمية المثيرة غير أنها لا تقوى على أن تسلبها إثارة الضفائر المرسلة إلى المدافن وإنها تحتاج إلى تنقيب " الكدراء " وبعض أبنائها وجد بعض القطع الأثرية من خلال قيامهم بالحفر.الأرض تحتاج إلى ممارسة اغتصاب في كل ارجائها .. فترى الحفر في كل زاوية ترى عما ينقبون؟!لعل الأيدي العابثة هي التي مارست خراب وهدم هذه المدينة .. ها أنا أرحل عنها برفقة الانسان الطيب الذي يخدم أبناء عزلته دون النظر إلى مقابل إنه الشيخ / إبراهيم علي شراعي - الانسان الذي أحبه الصغار قبل الكبار حتى العصافير زغردت عندما مر بها ورقصت الطيور بقدومه نحوها.. الكل يحب هذا الانسان لانه أحب أرضه وبلده وعزلته.دعيني " افتش ما همس به " إبراهيم شراعي " في عواطفي من أسرار هدوئك وألغاز جمالك وأحجيات دعتك المبثوثة على رؤوس المرتفعات القابعات كالعرائس .. دعيني.. أكشف المزيد من الق اسرارك الباعثة على العشق .. تم إسمحي لقداسة جمالك .. ان شاءت .. أن توبخ هذا الزائر الفضولي مابدالها .. دعيني.. أقول لجميع فضولي الدهشة أن كلينا كسر زجاجة الدمع في عينيه .. وأنا أتأهب لمراسيم وداعك ياحبيبة قلبي!!