إعداد/ محمد جعفر:منيت ألاهداف ألامريكية في الشرق الأوسط باستخدام لبنان كعبرة بهزيمة كبرى على يد المقاومة اللبنانية رغم نفي البيت الأبيض صحة التقارير التي ذكرت أن الرئيس بوش ناقش خطط العدوان الإسرائيلي على لبنان وباركه خاصة وان المؤشرات كانت واضحة ولا يمكن ان يخطئها أحد لوجود ضوء أخضر أمريكي لهذا العدوان الهمجي وفقا لخبير امريكي اسستراتيجي كان مؤخرا في زيارة لاسرائيل حيث تفقد آثار المعارك بين مقاتلي المقاومة اللبنانية وقوات الغزو الإسرائيلية في جنوب لبنان وعاد لينشر تقييما للدروس المستفادة من الحرب وانعكاساتها الاستراتيجية على مستقبل السلام والحرب في منطقة الشرق الأوسط. ويشرح الدكتور أنتوني كوردسمان الخبير بمركز الدراسات الدولية والإستراتيجية بواشنطن في معرض تقييمه للوضع والذي تناقلته المواقع الاخبارية على الانترنت انه ومن خلال ما أطلعه عليه كبار المسؤولين في الجيش والمخابرات الإسرائيلية تتضح ملامح التقاء الهزيمة الإسرائيلية مع الإحباط الأمريكي لفشل دور واشنطن في تحقيق أهداف استراتيجية ضد إيران على أرض لبنان من خلال دعم إسرائيل لتدمير ما وصف بالقيادة الغربية لايران مع إقرار الخبير الأمريكي بأن حزب الله لم يكن يستضيف قيادة إيرانية.وبحسب تقييم الدكتور كوردسمان فان اسرائيل أخفقت في تحقيق اهدافها خاصة تدمير الصواريخ القصيرة والمتوسطة والطويلة المدى الموجودة لدى المقاومة اللبنانية .. كما فشلت من حرمان حزب الله من القدرة على إطلاق صواريخ مضادة للقطع البحرية الإسرائيلية والقذائف المضادة للدبابات وفي هذا الصدد أكد الدكتور كوردسمان أن الحرب انتهت دون أن يستطيع أي مسؤول عسكري إسرائيلي الإدعاء بأنه تم تدمير أي من الثمانمائة صاروخ من ذلك النوع المتقدم المضاد للسفن الذي لا يزال بحوزة مقاتلي حزب الله كما أن العسكريين الإسرائيليين لم يستطيعوا الزعم بقدرتهم على إزالة ترسانة حزب الله من قذائف آر بي جي المطورة التي تمكنت من اختراق دروع الدبابة الإسرائيلية المتطورة من طراز ميركافا. ويرى الدكتور كوردسمان ان العدوان الاخير على لبنان ترك اثاره الاستراتيجية على اسرائيل حيث تقوضت قدرة إسرائيل على الردع باعترف المسؤولون الإسرائيليون انفسهم للخبير الاستراتيجي الأمريكي كما افشلت نظرية الضربات الجوية الجراحية في القضاء على قدرات عسكرية موزعة في مناطق مختلفة فيما شل شمال إسرائيل ولجأ معظم سكان المنطقة إلى المخابئ وتصاعدت حدة الفوضي السياسية نتيجة لوصول الصواريخ بأعداد كبيرة إلى الداخل الإسرائيلي بالاضافة الى التحول إلى الحروب غير المتكافئة في الشرق الأوسط حيث نجح حزب الله في تقديم نوع جديد من الحروب إلى المنطقة وكذا انهيار فكرة الاعتماد على الحواجز وبناء الجدار العازل كوسيلة لحماية أمن إسرائيل.وكان المحلل السياسي والمرشح الجمهوري السابق للرئاسة الأمريكية بات بيوكانن رأى أن غضب الرئيس بوش دفعه إلى الخروج بتقييم مخالف لمعظم تقييمات الخبراء العسكريين والاستراتيجيين حين أصر على أن حزب الله خرج خاسرا من تلك الحرب وتعرض للهزيمة بينما الخاسر الحقيقي هو إسرائيل التي فقدت هيبتها العسكرية في المنطقة حينما فشلت كأكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط في القضاء على مقاتلي حرب عصابات وبالتالي تعرضت خطة الولايات المتحدة الخاصة بإظهار العين الحمراء لإيران في هيئة تقويض حزب الله في جنوب لبنان لهزيمة واضحة، بل وتحول السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله إلى بطل قومي عربي وأثبت قدرة الحزب لا على الصمود والبقاء فقط بل على أن يسبق جهود الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي في إعادة الإعمار وتعويض المتضررين الذين فقدوا منازلهم أثناء القصف الإسرائيلي. وطبقا لما كان قد أورده الكاتب الصحفي سيمور هيرش نقلا عن مسؤول سابق في المخابرات الأمريكية فإن الخطة الإسرائيلية لشن عدوان جوي على لبنان بمباركة من الرئيس بوش ونائبه ديك تشيني كانت صورة طبق الأصل مما تخطط لعمله الولايات المتحدة في إيران مع استبدال قواعد حزب الله بالمنشئات النووية الإيرانية واستهداف مرافق البنية التحتية المدنية الإيرانية والقاسم المشترك بين الخطتين هو الجنرال دان حالوتس رئيس الأركان الإسرائيلي الذي عمل بالفعل على تطوير خطة طوارئ لشن ضربة جوية على الأهداف الإيرانية على غرار الحملة الجوية التي نفذتها طائرات الناتو ضد القوات الصربية في كوسوفو بقيادة الجنرال الأمريكي ويسلي كلارك لمدة ثمانية وسبعين يوما حتى أمكن إجبار القوات الصربية على الانسحاب من الإقليم. ولعل هذا يفسر حسب تحليل سيمور هيرش الضوء الأخضر الذي وفرته واشنطن لإسرائيل بالتلكؤ في استصدار قرار بوقف القتال، حينما قال الزعماء الإسرائيليون لوزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس: "لقد احتجتم في كوسوفو حوالي سبعين يوما لإنجاز المهمة ونحن نحتاج نصف هذه المدة" وكان لهم ما أرادوا. . غير أن هيرش يخلص إلى أن قوة المقاومة والصلابة التي أبداها مقاتلو حزب الله في مواجهة التفوق الجوي والتكنولوجي الإسرائيلي من جهة، والإخفاق في تحقيق هدف شق الوحدة الوطنية اللبنانية بقصف البنية التحتية شكلت انتكاسة موجعة لخطة البيت الأبيض الخاصة بضرب إيران من الجو على أمل خلق انتفاضة شعبية ضد النظام الإيراني. ولكن ما حدث هو أن إيران استعدت للمواجهة مع الولايات المتحدة عن طريق تزويد مقاتلي حزب الله بصواريخ متقدمة مضادة للقطع البحرية وبقذائف صاروخية متطورة ضد الدبابات وبذلك جربت أسلحتها الجديدة ضد السلاح الإسرائيلي كنموذج للسلاح الأمريكي.. بل إن دونالد رامسفلد وزير الدفاع الأمريكي أصبح يخشى من أن تتحول الساحة العراقية قريبا إلى ميدان تصبح القوات الأمريكية فيه "فريسة لميليشيات شيعية موالية لإيران".
إخفاق الـدور الأمريكي في المنطقة
أخبار متعلقة