أضواء
أشيد بالجهد البحثي العلمي الذي بذله فضيلة الشيخ أحمد قاسم الغامدي مدير عام هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة؛ و أحترم إعلانه الحق حول مسائل خلافية؛ ما أدى لتعرضه وبعض أفراد أسرته لأذى المغرضين المغالين؛ بداية في موقفه من الاختلاط؛ ثم حجاب المرأة؛ وقبل ثلاثة أيام في «عكاظ »بشأن مسألة إغلاق المحالات التجارية لأداء الصلاة؛ وقوله إنه «لا يصح الإنكار على من ينادي بعدم إغلاق المحالات التجارية أوقات الصلاة» خلال حوار تحدث فيه عن بحثه وناقش هذه المسألة باعتدال. هذا التصريح للشيخ؛ استفز حديثي «ليت هؤلاء المغالين جهلا بالدين يتوقفون عند حد الإنكار فقط». وعدت للوراء لأكثر من سنتين؛ تحديدا جمادي الأولى 1429هـ؛ حين نشرت صحيفة الوطن مقالي « مغلق للصلاة .. لماذا ؟!» إذ لم يعتد المجتمع حينها على طرح صريح في صحافتنا للمطالبة بضرورة فتح المحال التجارية أثناء وقت الصلاة وخاصة الصيدليات ومحطات الوقود لما يترتب على ذلك من تعطيل وسلبيات. كانت مناقشة هذه المسألة خطا أحمر؛ وحين نشر المقال؛ أثار غضب وهجوم قراء في الموقع الإلكتروني وبريدي والمنتديات؛ ولم يكتفوا بالإنكار على كاتبة المقال بل أخرجوها من العقيدة؛ وليت الأمر توقف عند هذا الحد؛ فقد سمح بعضهم لنفسه بمحاولة الوصول لبعض أفراد أسرتي لمناصحتهم في أمري؛ بل ما زلت أذكر قول أحدهم مخوفا أحد أقاربي» هذه ستدخلكم النار جميعا لأنكم تسمحون لها بكتابة هذه المقالات» .وبعد أقل من عام؛ تفاءلتُ بتحقيق صحيفة الحياة المُوسّع حول هذه المسألة ومناقشتها في المناطق السعودية؛ ما استفز عددا مميزا من أقلام الزملاء في صحافتنا؛ وشاركتهم للمرة الثانية بـ«إلغاء .. مغلق للصلاة». اليوم أيضا بسبب تفاؤلي بالبحث الشرعي العلمي الجدي الذي أعده فضيلة الشيخ أحمد قاسم الغامدي في مناقشة هذه المسألة الخلافية؛ أعاود طرح أهمية عدم إغلاق المحال التجارية؛ أثناء وقت الصلاة، فليس من المصلحة هدر وقت مستقطع يُبالغ كثيرون في إطالته لأربع مرات يوميا؛ ليس بهدف أدائهم الصلاة و حسب؛ إنما لأخذ استراحة أو شرب سيجارة أو التسكع بين المتسوقات؛ وهو ما يؤدي إلى تعطيل مصالح الناس من هذه المحالات خاصة في المدن الكبرى. الغريب هو استغلال بعض الموظفين أيضا، في الإدارات الحكومية والمؤسسات الخاصة وحتى في المستشفيات و في الصيدليات، لهذا الوقت لقضاء مصالحهم الشخصية ومشاويرهم الخاصة ؛ فتراهم يرحلون عن مكاتبهم قبل الأذان بأكثر من نصف ساعة أحيانا؛ ليعودوا بعدها بنصف ساعة أخرى؛ وكأن الصلاة تُشكل عند أولئك فرصة لهدر أوقات دوام العمل؛ فيما يتعطل المراجعون ويزداد المرضى مرضا؛ فإلى متى ؟ [c1]*عن/ صحيفة«الوطن» السعودية[/c]