مع الأحداث
يعيش الفلسطينيون في هذه الأيام داخل الوطن المحتل وفي الشتات حالة من القلق الشديد، بانتظار نتائج الحوار الوطني المزمع عقده في القاهرة، بعد سلسلة من اللقاءات الثنائية بين الطرف المصري والفصائل الوطنية الفلسطينية.والكل ينتظر الوفاق الوطني الفلسطيني ونجاح الحوار، والكل يسعى جاهداً لحماية القظية الفلسطينية، وبرنامجها الوطني، والكل يرى أن برنامجه وموقفه هو الصحيح، وهنا تكمن المشكلة وهذا ما يشكل خطراً على الحوار.لذا دعونا ونحن على أبواب الحوار، أن نذهب للحوار دون مواقف مسبقة، دعونا نتحاور، ونأخذ وقتنا بالحوار دعونا نبتعد عن العصبوية التنظيمية، دعونا نبتعد عن مصالحنا الذاتية حتى ولو بحدود، دعونا نخلص شعبنا الفلسطيني الذي أولانا الثقة، دعونا نحقق أمانيه في الوحدة الوطنية، دعونا ننسى الجراح والآلام التي سببها الاقتتال الفلسطيني، ونتطلع إلى المستقبل على قاعدة المحاسبة وتحمل مسؤولية الأخطاء، دعونا نكون أدينا للدول العربية الشقيقة ولقادتها الذين سعوا من أجل جمع الصف الفلسطيني وقدموا المبادرات وبذلوا الجهد الكبير وأعطوا من وقتهم للحوار على حساب صحتهم، دعونا نقدم التنازلات لبعضنا البعض بدلاً من أن نقدمها للآخرين، دعونا نضع أمام نصب أعيننا الثوابت الوطنية الآتية:1 - منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني ولكن على قاعدة إعادة بنائها، تفصيلها، مشاركة كل الفصائل فيها.2 - القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية ولا يجوز التفريط فيها وترك مشروع التهويد الصهيوني يأخذ طريقه كما هو جارٍ اليوم ومقاومته بكل الوسائل.3 - المقاومة الوطنية الفلسطينية حق مشروع مادام هناك احتلال الفلسطيني، وهذا حق كلفته لنا كل المواثيق الدولية لماذا نتخلى عنه طوعاً؟4 - عودة اللاجئين لفلسطين، ولا ننسى أن اللاجئين جوهر قضية الصراع مع الكيان الصهيوني.ماعدا ذلك يجب أن تكون قضايا لا تشكل خلافاً بالحوار الوطني ومن الضروري التفاهم عليها، خاصة وأن مسيرة التسوية أثبتت فشلها حتى اللحظة، والمراهنة على أمريكا، وأوروبا، والرباعية، وغيرها لم تأت لنا إلا بالويلات، وكانت مضيعة للوقت، والاكثر من هذا أرضنا محتلة، تبنى عليها مستوطنات، وتقام عليها الحواجز ويبنى فيها الجدار العنصري، وتجتاح في كل يوم من جيش الاحتلال، ونتعرض للقصف الصاروخي وقتل أبنائها، ونحن لا نستطيع أن نفعل شيئاً ونقول نحن ملتزمون بالهدنة!!! أي هدنة؟ وإلى متى؟هل الهدنة على حساب أمن واستقرار وسلامة شعبنا؟لا يوجد مبرر لأي من الفصائل ليضيع فرصة الحوار والاتفاق.فلنكن عند مستوى المسؤولة الوطنية وننسى السلطة عندما نتحاور، ونتركها إلى أن تقام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة.