حدث وحديث
انتشرت في الآونة الأخيرة مصطلحات وكلمات جديدة مثل القنابل الذكية والمعاهد الذكية... الخ واسمحوا لي أن استخدم مصطلح (القمامة الذكية) في هذا المقال, إن جهود القائمين على النظافة وصحة البيئة جهود كبيرة ومتعاظمة, واتسع رقعة نشاطها إلى مواقع وأحياء لم تكن تحلم حتى بوصول السيارات أو أعمال النظافة إليها, إن ما يزعجنا ويثير قلقنا المتزايد هو استغلال بعض العاملين أو المشرفين للوقت المخصص لتجميع ونقل وحرق القمامة وكذلك الآليات المخصصة لذلك لجهود وأنشطة ووقت مستقطع للبحث والتركيز والتوجه إلى أفضل الأماكن التي تتواجد فيها أصناف القمامة من مخلفات بلاستيكية أو معدنية أو علب أو هياكل حديدية التي تباع وتشتري في عدة مراكز وأماكن تخصصت لشرائها وأصبحت مصدراً يدر المال الوفير لمثل هؤلاء الذين يستفيدون من جمع وبيع مثل هذه المخلفات في أوقات دوامهم وبالسيارات الحكومية, وكل هذا أثر سلباً على اختلال مواعيد وانتظام توجه السيارات والعمال إلى بعض الأحياء الفقيرة التي لا توجد فيها أي مخلفات صالحة للبيع وبالتالي أدت إلى تراكم وتزايد أكوام القمامة فيها أو ذاك والأولوية تتجه فقط إلى مواقع (القمامة الذكية) التي أصبح الكل يتسابق للوصول إليها بعد أن انتشرت وتزايدت مواقع شرائها وتجميعها في عدة مواقع تثير الاشمئزاز والاستغراب من مدى جدوى الاتجار بمثل هذه التجارة القذرة.ورغم تحسن المستوى المعيشي لهؤلاء الشريحة إلا إنه انعكس سلباً على مستوى الخدمات والجودة المقدمة, والأدهى والأمر أن قطاعاً كبيراً من الأطفال والقصر يتنافسون مع هذه الشريحة ويسبقوها إلى التغلغل والغوص في البراميل وأكوام القمامة والقذارة ويلوثون أجسامهم الغضة ويتعرضون للإصابة بالجروح والخدوش والأمراض والميكروبات والفيروسات الخطيرة ومن ضمنها فيروسات الكبد والإيدز.. الخ, مقابل ثمن بخس أمام ما يمكن أن يتعرضوا له من أمراض معدية وأمراض خطيرة وقاتلة.إن هذه الظاهرة كان من الممكن الاستفادة منها بشكل أكثر (نظافة) وتنظيماً سواءً من جمع وفرز وبيع هذه (القمامة الذكية) من خلال هيئة أو شركة متخصصة, خاصة أو عامة أو مختلطة عبر ما يسمى (تدوير للقمامة) مقابل تقديم أو تحسين الخدمات أو حتى صرف مبالغ أو علاوات إضافية للعمال مقابل ذلك أو الاتفاق مع المنازل أو المرافق الكبيرة مثل الفنادق والمطاعم والشركات والمستشفيات... الخ, لفرز القمامة داخل المنازل أو هذه المرافق من خلال توزيعها أو وضعها داخل أكياس أو براميل ملونة مختلفة تحدد خلالها نوع القمامة ومكان جمعها أو وضعها في المكان المناسب.وكنت أتمنى بعد مرور هذه السنوات وتراكم الخبرات وتحسن وتوسع خدمات صناديق النظافة وصحة البيئة, لماذا لا يتم التفكير والاهتمام والالتفات إلى الشريحة العاملة في هذا المجال وضرورة تعريفها وتعليمها وحمايتها بتوفير سبل الأمن والسلامة المهنية ابتداءً من الملابس الخاصة والأحذية, والقفازات (الجلفزات), وانتهاء بالنظارات والكمامات, لتجنيبها مخاطر الإصابة والتعرض للأمراض والإصابات الخطيرة.