اقواس سالم شيخ باوزيرالمكلا _ حضرموت الإبداع الأدبي النفساني والسياسي أيضاً من أهم القضايا التي يجرى طرحها على نطاق واسع باتجاه الحرص على مزيد من التنوع الأدبي المؤثر والمعبر عن مكافأة وتطلعات الجماهير العربية وعلى حرية التعبير الملازم لرؤية الإبداع المطلوب بل أنّ صفة القضية تحيط بها كثير من وجهات النظر حفاظاً من الخلط بين الإبداع الفكري النابض بالحياة والإبداع الذي تحيط به المفاهيم الغربية المتنوعة وعلى مدى تاريخ الثقافة الغربية هاله من القداسة والنمط الغربي.إنّ جوهر المشكلة في الاتجاه الأدبي الحصيف لصيرورة الإبداع المستند حقيقة على رؤى وقيم سياسية وثقافية واقتصادية وأن مجال وأساليب لغوية هادفة ومثيرة ومفهومة بعيدة عن القواليب والدهاليز اللغوية المستوردة من المنظور الحداثي الغربي وهذا ما يمكن هنا تسميته بالاستخدام المغلوط لمفهوم الإبداع الأدبي، ماذا كان حداثيو الغرب يطمحون قيماً جديدة في مسألة تواكبهم لمفهوم الإبداع تتجه في أنماطها ورؤاها إلى النمط البرجوازي والرأسمالي في يم مرفوضة على اعتبار أنّها تعبر عن مفهوم وفلسفة النخب الغربية التي تهدف في عطائها الأدبي إلى معاداة المتجمعات العربية والإسلامية التي تحرص على هوية الإبداع العربية وقيم الإبداع القومية لمنطلقة من روح الحضارة العربية ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف.إنّ الإبداع هو ذلك الخلق الجميل والعطاء الجاد وغير المألوف المحرك للنفس والمشاعر والمؤثر في وجدان العديد من الناس وقد يختلف هذا الإحساس والتأثير النفسي واختلاف جوهر وأداء وعطاء ثقافة الإنسان وإدراكه وفلسفته وبحس مدرك متذوق لمواطن الجمال وبواطنه وتحت أطيافه قزحية تلوح في فضاء النفس البرية على اختلاف ثقافاتها ومستوياتها، إلا أنّ الإحساس بالدونية أطفأ ألق الجمال في النفوس ما جعل بعض يشوه معنى الإبداع ويصبه في قوالب جاهزة مستوردة حتى أدخله في متاهات ملتوية ضيقة وغياهب خانقة فأصبح لا يرى موطن قدميه ولا يميز نفسه.بعض من المبدعين يتعاطى عن المستورد على عَلاقة في مجالات الحياة وأدمن عليه واتخذه مثالاً يحتذى به فأفسد الذوق وشوه الجمال في الفن والأدب والإنسان نفسه هذه الفئة جعلت التقليد الأعمى مثلها الأعلى ففرضت طرائق الغريب وضوضاء مخربشاته على الناس ومنهم الأدعياء الذين ساروا وراء القافلة على غير هدى بلا وعي ولا دراية من دون أن يمتلكون أدواتهم الفنية أو أدنى مقومات الإبداع متمسحين بأذيال الحداثة واتخذوها طريقاً سهلة للوصول إلى الشهرة على جناح الريح ويجدوا من يصفق لهم ويناصرهم فلجوا في غيهم.على سبيل المثال في الفن التشكيلي تضرب اللوحة لوناً ومعنىً واحداً دلالة فجاءت اللوحة مجنونة قائمة بملامحها الغبية والأمر نفسه ينطبق على الأشكال الأدبية وبخاصة الشعر فجاءت الكتابات كلمات مرصوصة مجردة من المعنى والدلالة غارقة في الغموض وأطلقوا عليها مسميات مختلفة ونسبوها إلى الشعر وهو برئ منها وافتقدنا وافتقرنا إلى المتذوقين لافتقدنا إلى الإبداع الأصيل الابن الشرعي المولود من ذات الإنسان وروحه وحسه ونسيجه وخلاياه لا لقيطاً من طينة أخرى وبيئة غريبة وحين يحس الناس بالغربة إزاء هذه النتاجات المريضة المنقول إليها دماء غريبة ملوثة ينفذون منها حرصاً منهم من أن تشد طاقة الذوق الرومانسي وتشوه عنصر الجمال على مرايا نفوسهم والغريب في الأمر أنّ أصحاب هذه النتاجات الهزيلة والخاوية اتهموا الناس بالجهل والأمية والسطحية وأنّهم دون المستوى المنشود في التذوق الفني والثقافة والحس الفكري كل هذه الإسقاطات الوهمية لا تصدر إلى ممن اتصف بالضعف والخواء الفكري والقصور والتخلف والتبعية والهراء الإبداعي.=========
|
ثقافة
قضية الإبداع
أخبار متعلقة