الزواج عملية مركبة متعددة الخطوات ولكل خطوة شروط شرعية نعرضها ونشير إلى رأي الدين فيها..بدءاً من الميل القلبي من أحد الأطراف إلى الآخر أو الرغبة في الاقتران به سواء اقترنت "بحب" أو لم تقترن.. والحب الممنوع وكيفية التعامل معه مروراً بالتعا رف والخطبة والعقد والزفاف وحقوق الزوجين والشروط التي تديم حبل المودة ولا تقطع حبل الرحمة.إعداد/ ميسون عدنان الصادقتبدأ عملية الزواج بالرغبة في الاقتران وقد يصحبها "حب" وميل للآخر فإذا حدث (الحب) ما العمل شرعياً إذاً بما أنه أحب أحدهما الآخر فعليه أن يسعى إلى الزواج منه فإن حالت الحوائل فعليه أن يكتم هذا "الحب" وأن يفر من الحرام بنفسه وذلك من خلال الانتقال من قسم في العمل إلى قسم آخر.. أو بعبارة أرق ما عليه إلا أن يتجنب لقاءها في أي مكان سواء بمفردهما أو في وجود الآخرين.أما الأسباب التي تمنع الزواج فقد تكون موانع شرعية مثل أن تكون الفتاة أختاً لشاب من الرضاعة أو أن تكون المرأة متزوجة كما قد تكون هناك موانع أخرى مثل عدم موافقة ولي الأمر..فإذا ابتلى عبد من عباد الله بالحب الممنوع فعليه أن يقاوم نفسه وألا يجعل هذا الحب دافعاً لفعل الحرام.هذا إذا كانت الرغبة في الزواج مقترنة بحالة "حب" ولكن إذا كان الأمر عادياً فكيف يبدأ الشاب وكيف يختار على هدي دينه وعقيدته؟ فهناك شروط ومواصفات عامة يحددها الدين الحنيف وتساعد في إقامة الأسرة المسلمة السعيدة ومنها قول الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم : "تنكح المرأة لأربع : لمالها وجمالها وحسبها ودينها. فأظفر بذات الدين تربت يداك" وقوله أيضاً "إذا جاءكم من ترضون دينه وحسن خلقه فزوجوه" ومن ثم فإن الدين وحسن الخلق من أهم شروط الزواج ثم يأتي بعد ذلك شيء من الدنيا أكان مالاً أو جمالاً أو حسباً باعتبارها من العوامل الدنيوية.ويجوز لمن أراد أن يتزوج أن يرى مبدئياً من أراد الاقتران بها حتى إذا رغب في خطبتها ذهب إلى أهلها بدون حرج ولا إحراج.. وقد نصح رسولنا الكريم جابر الأنصاري - رضي الله عنه - بأن ينظر إلى من أراد خطبتها وحين كان يفعل ذلك بدون أن تراه المخطوبة مراعاة لشعورها.فإن عزم الرجل على الخطبة عليه أن يتوجه إلى ولي أمرها وهو الأب فإن لم يوجد فالأخ فإذا لم يوجد فالجد.. فالعم فإبن العم فإن لم يوجد للمرأة أحد من أولياء أمورها فيمكن أن تطلب المرأة من أمها أو خالها كما يعد ( المأذون) ولياً تطلب منه المرأة وقد سمي بذلك لأن الحاكم قد أذن له بتزويج الناس.قبل الذهاب للمنزل يجوز للرجل أن يكلم من أراد خطبتها مباشرة على أن يكون ذلك بالمعروف ومن غير خلوة لقوله تعالى "ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم.. علم الله أنكم تذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سراً إلا أن تقولوا قولاً معروفاً".وإذا تمت الخطبة فللرجل أن يزور عائلة خطيبته في المواسم المعروفة على ألا يخلو بها أو يخرج معها ولا يرى منها في تلك الزيارات سوى الوجه والكفين.أما الخطوة الثالثة فهي الشبكة. إن العرف قد جرى على تقديم هدية للعرس تسمى الشبكة وهدايا أخرى يطلق عليها الزيارات وهي نوعان : نوع مستهلك كالمأكولات والملابس ونوع غير مستهلك كالمصاغ. فإذا حدث خلاف أو لم يتم مشروع الخطبة فإن للخاطب أن يسترد شبكته وهداياه التي لا تستهلك بغض النظر عن سبب الخلاف سواء كان من جانبه أو من جانبها. أما النوع الأول من الهدايا " فليس له الحق في المطالبة به".وينصح تقصير فترة الخطوبة والاسراع بعقد القران حتى إذا تأخر الدخول حيت يباح له الخروج معها باعتباره زوجها ورغم أنه يحل له منها كل ما يحل بين الزوجين إلا أن العرف الصحيح قد جرى على عدم الدخول بها لما يترتب على ذلك من مشكلات وحرج اجتماعي.وقد جرى العرف على أن يكون المهر من جزئين يسمى الأول مقدم الصداق ويدفع عند العقد والآخر يسمى مؤخر الصداق ويدفع عند الانفصال أو في حالة وفاة الزوج.ثم يأتي بعد ذلك الزفاف وينبغي ألا نغالي في الإنفاق على الفرح والزفاف وإن كان إعلان الفرحة بالعقد أو الزفاف أمر مرغوب ودعانا إليه الرسول الكريم إلا أن الإسراف والتبدير في هذا الاحتفال هو المرفوض لأن الزوجين أولى بهذه الأموال ولسنا بحاجة إلى التنبيه إلى حرمة إحضار الراقصات أو توزيع الخمور أو المخدرات أو الاختلاط في هذه الأفراح وأن لا يحدث الاحتفال تشويشاً أو ضجيجاً يؤرق خلق الله ويدخل في ذلك استعمال مكبرات الصوت التي تقلق الناس من راحتهم وتعطل الطلبة وتؤرق المرضى ولا يجوز تعطيل سير المرور أو استخدام آلات التنبيه بصورة مزعجة.وبعد الأفراح والليالي الملاح تبدأ المعيشة في شقة الزوجية ولا يخلو البيت من مشاجرات أو خلافات ربما تعود معظمها إلى عدم معرفة كل منهما لحقوق الآخر ومن هنا فإن تسليط الضوء على هذه الحقوق قد يساهم في إطالة واستمرار حبل المودة وعدم قطع حبل الرحمة.يجب على الزوج أن يصبر على تصرفات زوجته وأن يتسع صدره أمام انفعالاتها فقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها - أنها كانت تقسم - وهي راضية مع الرسول الكريم - بقولها "ألا ورب محمد" أما إذا كانت مغضبة فتقول "ألا ورب إبراهيم"! وكتمان سرها وعدم افشائه فهذه هي المبادئ العامة للعلاقات بين الزوجين في حياتهما الأسرية. إن الأصل في الإسلام أن لا حق للزوج في ما تملك زوجته مطلقاً لأن نفقتها واجبة عليه في كل ما تحتاجه.
الزواج في الإسلام
أخبار متعلقة