ما حدث يوم الخميس الماضي في قلب عاصمة محافظة أبين زنجبار من مشهد دموي وأعمال عنف وأحداث مؤسفة أدت إلى سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى كان متوقعاً حقيقة من العناصر التي تطلق على نفسها مسمى الحراك الجنوبي وتتزعم ثورتها السوداء التي تسميها سلمية بينما هي تحمل السلاح الرشاش في فعالية في الظاهر سلمية وفي حقيقتها انقلابية سافرة وهمجية ووحشية بعد أن وجهت أسلحتها الرشاشة إلى صدور الأبرياء من المواطنين العزل والجنود وهاجمت الأطقم وأحرقت أحدها والخ.إنني لا أكتب منحازاً إلى السلطة أو محاولة تغييب الحقائق .. بل إنني كنت قريباً من تراجيديا الأحداث الدموية المؤسفة في زنجبار حيث كانت تصل مجاميع الحراك إلى جوار منزل الفضلي أو تحت المخيم الذي وضعته بجواره وكانت المظاهر المسلحة منذ عشية المهرجان الذي دعوا إليه هي المشهد الحقيقي الذي ينذر بتوتر الأوضاع وكمؤشر لخطورتها ولحقيقة النوايا المبيتة لقوى الحراك. والأرجح أن الفعالية التي تداعت لإقامتها عناصر الحراك في زنجبار لم تكن قانونية والدستور يحظر إقامة أية فعالية من دون تصريح واخذ إذن مسبق من السلطات المحلية والأمنية ومع ذلك تحاشت الجهات المسؤول هذا الأمر في محاولة منها لتفويت الفرصة وعدم الدخول في صدام وحقناً للدماء التي قد تذهب فتركت لهم حالهم وأقاموا المهرجان حتى انتهى بسلام . لكن نوايا الشر المبيتة تكشفت في لحظة مؤلمة .. ففي الوقت الذي كان الأحرى بأصحاب المهرجان من الحراك مغادرة المكان اتجهوا في مظاهرة حاملين الأسلحة الرشاشة وأعلام التشطير والشعارات المستفزة وبدؤوا بإطلاق الرصاص الحي في الهواء ثم حدثت الاشتباكات التي أدت إلى إزهاق الأرواح وخلقت أعداداً كبيرة من الجرحى الأمر الذي خلط الأوراق وهذه هي الحقيقة والمأساة.لكن ما لم يدركه الرأي العام الذي تحاول بعض وسائل الإعلام تضليله أن محافظة أبين وفي ظل موجة تراجيديا الأحداث وبتصاعد أعمال الحراك لم تكن سهلة الاصطياد حيث ينحاز السواد الأعظم من أبنائها إلى الوحدة ويرفضون المساومة أو النقاش فيها ما أعجز زعماء الحراك عن اختراقها وجعلها ساحة لأصواتهم التي تسوق المخطط الانفصالي وكان عظمة الصمود الوحدوي لأبناء أبين قد أيقن لعناصر الحراك بضرورة الاتجاه إلى طريق العمل المسلح والعنف والتخريب وهذا ما دفعهم إلى ارتكاب مجزرة الأمس . لكن الراجح أن مواقف أبناء أبين الوحدوية راسخة رسوخ الجبال وتعتبر أحداث زنجبار التي وقعت مؤخراً آخر مشهد درامي لعناصر الحراك التي فقدت سيطرتها وسقط رهانها وكشف مخططها التآمري بالانقلاب على شعارات الحراك السلمي إلى حمل السلاح الذي انتهى في لحظة لم تكن بحسبانهم.بقي القول إن السلطة المحلية بمحافظة أبين ممثلة بالمحافظ م. أحمد الميسري قد أظهرت الجسارة والمرونة في التعاطي مع هذه المشكلة وبذلك يستحق هذا المحافظ التحية ومعه كثير من الرجال المناضلين المخلصين أمثال المناضل الوحدوي الشيخ محمد صالح هدران وكيل أول المحافظة والعقيد الركن عبد الرزاق المروني قائد شرطة النجدة بالمحافظة الذي كان في صميم المعركة الوطنية .. والتحية موصولة إلى كل رجال الأمن والعزاء لأسر الضحايا والدعوة بالشفاء لجميع الجرحى.
أخبار متعلقة