بغداد / رويترز: يبرز رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي كان يوما واحدا من أبرز المطلوبين في العراق كصانع ملوك مؤهل لتشكيل الخريطة السياسية بعد الانتخابات البرلمانية التي تجرى اليوم الخميس.ويبدو أن الرجل الذي قاد تمردين على القوات الامريكية في العام الماضي سيترك بصمته على البرلمان بعد عقد صفقة انتخابية مع الائتلاف الشيعي الحاكم.وبالرغم من تعاون الصدر مع مؤيدين في الحكومة الحالية وان من بعيد فان تحالفه الجديد يمثل أكبر خطوة يتخذها رجل الدين الشاب نحو السياسة السلمية.ولكن الصدر الذي من الصعب التكهن بخطواته يترك انطباعا بأنه يمكن أن يعود مرة أخرى الى زعيم للمقاتلين في أقل وقت ممكن.فهو يبعث باشارات متضاربة مثل التزامه بفترات صمت طويلة تعقبها تصريحات نارية وأي تحالف مع هؤلاء الغرماء السابقين قد يكون هشا.فقبل عدة أشهر كان جيش المهدي التابع له يحارب أعضاء من منظمة بدر التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وهو حزب رئيسي في التكتل الشيعي. وقتل ثمانية في مدينة النجف مما أثار مخاوف من نشوب صراع بين الطائفة الواحدة في العراق.وأصبح الطرفان الان الى جانب حزب الدعوة وهو الحزب الرئيسي الاخر في التحالف الشيعي في جبهة واحدة لاستغلال العدد الكبير من المؤيدين بين شيعة العراق الذين يمثلون 60 في المئة من السكان.وبالرغم من أن أنصار الصدر يمكنهم الحصول على عدد من المقاعد في البرلمان فانه نأى بنفسه عن العملية الانتخابية محتفظا بقدر من الاستقلالية تبعده عن الزعماء الشيعة الاخرين الذين يستاء منهم بعض العراقيين بسبب علاقاتهم بواشنطن أو طهران.واكتسب الصدر أتباعا عندما دافع عن الفقراء وتحدى القوة العسكرية الامريكية حتى بالرغم من أن جيش المهدي التابع له تكبد خسائر كبيرة في الارواح خلال اشتباكات مع الامريكيين.كما وثق صلته بالسنة الذين يحترمون مبادئه القومية. ومن الممكن أن يجعله هذا العنصر وسيطا لا يستهان به في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة الى نزع فتيل التمرد الذي يقوده السنة.وأحاط الجدل الصدر الذي اكتسب قاعدة تأييد عريضة مثل ظله وربما يكون هذا مسببا لاستياء رجال دين أكبر.وكانت سلطات الاحتلال الامريكية السابقة قد أصدرت أمر اعتقال ضده بسبب تورطه المزعوم في قتل رجل دين منافس في النجف عقب الغزو مباشرة. وينفي الصدر أن يكون له أي دور في قتل عبد المجيد الخوئي الذي طعن حتى الموت.وأعلنت السلطات الامريكية مرارا انها "ستعتقل أو تقتل" الصدر ولكنها تخلت فيما بعد عن هذا الهدف دون الاعلان عن ذلك صراحة.واتهم اياد علاوي رئيس الوزراء السابق هذا الشهر رجال الصدر بمحاولة اغتياله في نفس الضريح الذي طعن فيه الخوئي خلال الحملة الانتخابية.ولكن الصدر تمكن حتى الان من المناورة في الساحة السياسية العراقية التي لا توجد بها أي ضمانات.وقتل والده اية الله محمد صادق الصدر الذي يحظي باحترام واسع النطاق عام 1999 لمعارضته صدام حسين. كما تردد أن صدام قتل عمه محمد باقر عام 1980 بعد أن طالب باقامة دولة اسلامية على غرار ايران.وبالرغم من أن الصدر يستقي أغلب النفوذ الذي يتمتع به من عائلته فان تحديه للقوات الامريكية أكسبه الاحترام.وعندما أغلقت الادارة السابقة التي كانت تقودها الولايات المتحدة صحيفته واعتقلت أحد مساعديه لم تكن النتيجة الاستسلام بل تمردا فوريا منظما من جيش المهدي.
هل يتحول الصدر من زعيم للمقاتلين الى صانع للملوك؟
أخبار متعلقة