حمدة البلوشي: اخترقت معقل الرجال رغم معارضة والدي..
حمدة البلوشي
العين- الامارات/ متابعات:امرأة إماراتية تعشق التحدي والمغامرة منذ طفولتها على الرغم من الإحباطات الكبيرة التي تلاحقها باسم العادات والتقاليد، وما تحكمه طبيعة المرأة الجسدية والنفسية التي يفترض أن تحول بينها وبين ما يسمى «هواية قيادة الدراجات النارية»، التي تعتبر عادة في مجتمعاتنا العربية حكراً على الرجال، ولكن عندما تبني امرأة علاقة حب وعشق معها ولا تتستر في الظلام، تمارس هذا الحب في وقت تشتد فيه حرارة الشمس العمودية بلا خوف أو خجل أو ملل فتلفت انتباه كل من يراها أو يسمع عنها. الشرطية حمدة يوسف البلوشي ابنة السابعة والعشرين عاماً تعمل في المعهد المروري بمدينة العين كمساعد مدرب دراجات برتبة وكيل. تعود البلوشي بذاكرتها إلى الماضي لتقص لنا حكايتها مع الدراجة التي بدأت منذ الطفولة فتقول: «كنت أهوى ركوب الدراجة الهوائية منذ أن كان عمري تسع سنوات، وعلى الرغم من سقوطي عدة مرات لكنني كنت أصر على ركوبها؛ لأنني أعشق المغامرة منذ صغري، فعلمتني هذه الدراجة التوازن». وتستطرد حمدة: «عندما صار عمري أربعة عشر عاماً، بدأت بقيادة دراجة أخي ذات الأربع إطارات دون أن يعلمني أحد ذلك، كما أذكر أنني كنت أذهب بها إلى الدكان لأشتري حاجيات والدتي. كما كان أخي يصطحب الدراجة معه عندما نذهب لزيارة أحد أقاربنا في مزرعته، فنقوم بجولة ثنائية أو منفردة نتناوب فيها ركوب الدراجة وبعدها أهداني أخي واحدة.. فبتنا نتسابق كل على دراجته حتى حصل لي حادث، بينما كنا نتسابق، فأصبت بشروخ وكدمات وحرمنا والدي ركوبها البتة، بل وقام ببيعهما عقاباً لنا، ولكن الرغبة الجامحة ظلت تلاحقني فصرت أذهب عندما كبرت إلى مدينة ألعاب الهيلي دون علم أسرتي لأمارس هذه الرياضة التي أحبها». وتضيف البلوشي: «بينما كنت أدرس في كلية التقنية العليا لأحصل على دبلوم متوسط في معالجة برامج الكمبيوتر، عمدت وصديقتاي للذهاب إلى البر لنمارس هواية ركوب الدراجات ذات الأربع إطارات التي كنا نستأجرها.. وكنت أثناء دراستي أعمل أيضاً في قسم الحوادث المرورية برتبة رقيب أول، وبعد تخرجي، رشحني مديري للعمل كمساعد مدرب دراجات برتبة وكيل، مما أسعدني كثيراً؛ لأنني لا أحب العمل الروتيني خلف المكاتب، بل أحب الحرية والانطلاق كالأعمال التي تتطلب الحركة والنشاط وبذل الجهد، فلم أعمل بشهادتي؛ لأنني أصبحت أساعد المدرب في تدريب الشباب المنتسبين لدورات قيادة الدراجات النارية بالمعهد المروري بالعين، وحصلت على رخصة لقيادتها، كما يناط بطبيعة عملي مرافقة المدرب إلى المشاغل والنقليات في حال حدوث عطل بالدراجات أو لاستبدال قطع الغيار».توضح البلوشي أن عملها لا يلاقي استحساناً من أسرتها وبالأخص والدها الذي يرفض عملها، ويعتبره خروجاً على العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع الإماراتي، وأنه عمل يمارسه الرجال وليس النساء، لكنها تصر على عملها وعلى قيادة الدراجة النارية للتنقل بها من مكان لآخر داخل العين وخارجها، على الرغم من أنها تملك سيارة، لكنها تجد في قيادتها متعة أكبر وكأنها تنفس عن قوة كامنة في داخلها، فعندما تخرج أثناء قيادتها تغدو كالطائر الذي يحلق بجناحيه بكل خفة على حد تعبيرها.أما زميلات البلوشي في عملها اللواتي عرضت عليهن أن تدربهن على قيادة الدراجة النارية، فرفضن لأنهن يعتبرن ذلك خاصاً بالرجال فقط، كما أنه يتملكهن الخوف من قيادتها ومن الحوادث التي قد تنجم عنها، وكذلك يعتبرن الدراجة ثقيلة من حيث وزنها ولا يستطعن دفعها؛ لأنهن كإناث لا يمتلكن القدرة الجسمية الكافية لذلك، أما الشباب الذين تدربهم فسمعت عبارات كانوا يهمسون بها لبعضهم فيها نوع من الاستهزاء بقدراتها وأنها تمارس عملاً لا يناسبها كفتاة.وتذكر البلوشي أن أحد السائقين على الإشارة الضوئية رآها واقفة بدراجتها فسألها باستغراب هل حصلت على رخصة لقيادتها؟ في حين تبين البلوشي أن أطول مسافة قطعتها على ظهر الدراجة كانت من العين إلى دبي في وقت الظهيرة والجو حار جداً.الجدير ذكره أن البلوشي تهوى تربية الكلاب وتدريبها على الحركات كالوقوف والجلوس وغيرها وترسم كذلك الكاريكاتير، وتمتلك موهبة تسجيل قصص صوتية على كاسيت.تعتقد البلوشي أن قيادة الدراجات النارية يحتاج لكثير من الممارسة والتدريب واتخاذ كل إجراءات السلامة كارتداء الخوذة وواقي الجسم حتى لا تحدث الحوادث والإصابات الخطيرة التي تكون في معظمها في مناطق حساسة في الجسم مثل العمود الفقري والركبتين والكتفين.تتمنى البلوشي أن تشارك في سباق للدراجات النارية على مستوى الدولة ولا تمانع في أن يشاركها الذكور ذلك، وتتمنى أن تجد من يأخذ بيدها في هذا المضمار، علماً بأنه جرى اتفاق بينها وبين المدرب الذي تساعده في عملها على أن يصطحبها ليشاركا في سباقات ستحصل في بعض دول الخليج العربي مثل قطر وعمان