* إذا أردنا الحديث عن المذيعين والصفات العامة والخاصة التي يشتركون فيها ويجب توفرها في شخصيتهم المهنية والإبداعية نجدها صفاتاً عامة كثيرة لايمكن توفرها واكتسابها بسرعة زمنية وبسهولة ويُسر ولاتمنحها الجامعات والأكاديميات شهادات تفوق وتميز بل إن هذه الصفات الهامة والحيوية التي تحدد ملامح هوية وشخصية المذيع أو المذيعة يمكن توفرها واكتسابها بالفطرة أو بالموهبة وهي تتمثل : 1) شروط الثقافة العامة وسعة الاطلاع المعرفي في جميع ميادين السياسة والأدب والثقافة . .الخ الملكة الإبداعية واللباقة وعذوبة وطلاوة الحديث وفن الالقاء الصوتي ومخارج الألفاظ .. الخ .ولعل هاتين الصفتين الاساسيتين هي التي يمكن للمذيع أو المذيعة امتلاكها بقدراته الذاتية ومواهبة التي حباها الله لكل شخص ويمكن اكتساب صفات مهنية اخرى عن طريق التمرين المتواصل والتعلم المستمر اثناء أداء المهنة ومحاولة فهم واكتشاف الاخطاء والجوانب السلبية في طريقة واسلوب الأداء الإذاعي أو التلفزيوني وتدارك تصحيح الأخطاء التي قد يقع فيها ، ولعل أول ما يمكن أن يطرأ ويبدو واضحاً على ملامح المذيع المبتدئ وهو يتلمس أول خطواته المهنية هو الشعور بالخوف والارتباك والتوتر والقلق لحظة وقوفه امام عدسة الكاميرا التلفزيونية أو الميكرفون الإذاعي لكن ذلك الخوف يحدث نتيجة سوء الفهم لما تتطلبه الوسيلة الإذاعية أو التلفزيونية من جهة ولكون التجربة جديدة في حد ذاتها من جهة اخرى والمبدأ الاساسي المهني في اداء المذيع خاصة في العمل التلفزيوني هو تجنب التكلف والتصنع والتقليد والتلاعب بمخارج الألفاظ الصوتية والعمل الإذاعي "المرئي والمسموع" مجال وثيق الصلة بالجمهور إذ سرعان ما تكشف ملامح التوتر والتصنع أو مظاهر الإرتياح الكاذبة والابتسامات المفتعلة مما يقلل من اهتمام الجمهور بالبرنامج ويولد لديهم حالات من الضجر والسأم والنفور من متابعة البرنامج !؟وعمل المذيع أو المذيعة يحتاج إلى جانب تلك الصفات الآنفة الذكر يحتاج إلى الذوق الحسن والمظهر الهادئ والجميل واسلوب الحديث الودي الصادق والمتواضع والمباشر والسهل على المشاهدين أو المستمعين فهمه واستيعابه واللغة السليمة الواضحة بعيداً عن اساليب التكلف والزيف والتصنع والافتعال الكاذب عن قراءة النصوص البرامجية المكتوبة دونما إسفاف أن يكون المذيع تلقائياً ومباشراً في ادائه الإذاعي وفي التعبير والوصف دونما تلاعب بالألفاظ أو "اللف والدوران" ومحاوراً جيداً ومتابعاً دقيقاً ومهتماً لكل مايجري ويدور حوله في الاستديو خلال عرض أو بث البرنامج الذي يقدمه مباشرة على الهواء أو عند التسجيل في استديوهات الإذاعة أو التلفزيون عبر شاشة وجهاز المراقبة امامه والذي يطلق عليه "المونتيور".* تستحوذ البرامج التلفزيونية الحوارية بأنواعها المختلفة على اهتمامات ومتابعة قطاعات واسعة من مشاهدي التلفزيون وتكتسب أهمية خاصة ومتميزة وتعتبر من أكثر البرامج التلفزيونية جاذبية وفاعلية وتأثيراً وقد أشارت نتائج استبيانات ميدانية واسعة اجرتها العديد من محطات الاذاعة والتلفزيون ومراكز بحث وقياس الرأي في بعض البلدان العربية والأجنبية على حدٍ سواء .. أشارت نتائجها إلى أهمية وخصوصية وتميز فئة البرامج التلفزيونية الحوارية وأن مستقبلها في تطور وإزدهار متزايد.[c1]* ماهو المقصود بالبرامج التلفزيونية الحوارية ؟ [/c]إنطلاقاً من مفهوم وتسمية البرامج الحوارية نجدها تلك النوعية من برامج التلفزيون التي تعتمد اسلوباً متميز في عرض وتقديم المادة البرامجية على مذيعين اثنين أو أكثر يتناولون عرض موضوع أو قضية محددة ويتجاذبون اطراف الحديث مع المشاهدين بأسلوب بسيط ولغة سهلة لاتخلو من التشويق والفائدة والمتعة ويمتلكون صفات شخصية مهنية معينة ينبغي توافرها وأهمها المقدرة الفائقة على التوصيل الجيد لمجمل الافكار والمحاور الرئيسة لقضية البرنامج وهذه النوعية من البرامج الحوارية تتطلب مهارة واتقان وملكات إبداعية ومهنية من لدن كاتب أو معد برامج بارع وحصيف وذو ثقافة واسعة وأن يكون ملماً إلماماً شاملاً بفنون الكتابة التلفزيونية والإعداد البرامجي بحيث لايقتصر دوره على كتابة موضوع البرنامج فقط وإنما يتجاوزه إلى المعرفة الواسعة بفن كتابة السيناريون والحوار التلفزيوني ولعل إمتلاكه لناصية المقدرة على كتابة مادة البرنامج بأسلوب أدبي وفني رفيع يساعده على تأمين عنصر هام من عناصر نجاح البرنامج.ومن أجل ضمان تحقيق التكامل الإبداعي ينبغي على الكاتب أو المعد الاختيار الدقيق والتنسيق الجيد مع مخرج تلفزيوني مبدع ومتمكن بحيث يمكنهما الإسهام معاً ـ المعد والمخرج ـ في توزيع وتقسيم الادوار بين المذيعين والضيوف وتحديد الفواصل الزمنية المناسبة لاستخدام المرفقات البرامجية المساعدة لإثراء القضية التي يتم عرضها في كل حلقة من برنامجها مثل "ريبورتاج مصور ، أو مشاهد درامية" وتضيف المشاركة الجماهيرية عبر المكالمات الهاتفية أو الحضور الشخصي ومداخلاتهم ومناقشاتهم اثناء تصوير أو بث البرنامج داخل الاستديو أو خارجه خلق حالة من التفاعل الإيجابي المطلوب لدى المشاهدين.ومن أبرز شروط ومقومات نجاح البرامج التلفزيونية الحوارية توفر عناصر الانسجام والتجانس لدى مذيعي البرنامج والحضور الذهني والإبداعي وحرصهما على المتابعة الدقيقة لكل مايدور حولهما في موقع البث التلفزيوني لبرنامجهما والتركيز الشديد والانتباه بين القراءة الصحيحة والسليمة لنص البرنامج عبر عدسة الكاميرا المتصلة بـ "اللوحة الالكترونية العاكسة لما يختزنه جهاز الكمبيوتر" والاستقبال الجيد للمكالمات الهاتفية الواردة من المشاهدين والقدرة على الحوار الجيد مع ضيوف البرنامج وكذلك المتابعة الدقيقة لحركة الكاميرات التلفزيونية وتنقلاتها من زاوية إلى اخرى في موقع التصوير والاصغاء الجيد لإرشادات وتوجيهات مخرج البرنامج عبر سماعات الأذن الصغيرة أو ما يطلق عليها "الهيدفون".(وللموضوع تكملة في تناول قادم إن شاء الله )
|
ثقافة
ياتلفزيون عدن ق (2)
أخبار متعلقة