مع الأحداث
“ لو كان العراق يزرع فجلاً هل كنا سنقوم بغزوه..؟ “هكذا تحدث احد قادة القوات الأمريكية التي تحتل العراق منذ مطلع ابريل 2003م وبذلك يكون هذا العسكري قد أكد ما قيل بعد الحرب العالمية الثانية 1945م بأن من يريد أن يسيطر على العالم يجب أن يسيطر على منابع النفط وهذا ما حدث فعلاً من الادارات الأمريكية لتنفيذ استراتيجيتها للسيطرة على منابع النفط وخاصة الثروة النفطية العراقية..ويأتي الاحتلال الأمريكي للعراق بعد أربعة أشهر من إعلان (فانزويلا) في ديسمبر 2002م وقف ضخ نفطها إلى الولايات المتحدة التي تؤكد الإحصاءات أن احتياطها الخام من النفط يأتي في المرتبة الحادية عشرة وبكميات قليلة جداً قد لا تكفي خلال السنوات الثلاثين القادمة الأمر الذي حتم على (بوش) احتلال منابع النفط العراقية التي يصل احتياطها إلى (1170 مليار برميل) ليكون حالياً في المرتبة الثانية بعد السعودية وتؤكد الأنباء أن هذا الرقم من الاحتياطي العراقي يمكن أن يزداد بواقع (100 مليار برميل) في حالة استكمال استكشاف واستخراج النفط من مواقع لا تزال غير عاملة نظراً لان فترة الثمانينات التي عاشها العراق لم تسمح بذلك .. حتى ان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان يصرح حينها بأن (آخر براميل للنفط سيتم ضخه إلى العالم من العراق).وحينها لم يكن واضحاً ما يقصده (صدام حسين)..الفضائيات والإحصاءات تفيد بأن الاحتلال الأمريكي للعراق ومنذ اليوم الأول يؤدي إلى استمرار (سلب الثروة النفطية العراقية) بهدف توفير احتياجات الولايات المتحدة وتسديد فاتورة الحرب للشركات التي تساند عملية الاحتلال بحيث صار احتكار النفط العراقي مقتصراً استثمارة على الشركات الأمريكية فقط.وتوضح الدراسات والأبحاث أن كمية النفط العراقي المفقودة وصلت إلى (60 مليون برميل) عام 2005م و(44 مليون برميل) عام 2006م و(أكثر من 21 مليون برميل) عام 2007م بمجموع يصل إلى 125 مليون برميل) وبقيمة تقدر بـ(6.66 مليار دولار) لكن هذه الأرقام كما يؤكد المتخصصون العراقيون في هذا الشأن تعتبر قليلة ويتوقع أن تكون أكثر من ذلك لان الاهتمام الأمريكي بالنفط العراقي قد كان واضحاً منذ اليوم الأول لسقوط بغداد والغزو عندما قامت القوات الأمريكية بالحفاظ فقط على وزارة النفط.وإذا كان الهدف من الاحتلال الأمريكي للعراق نهب الثروة في إطار ثروات المنطقة عموماً وتقسيم دولها لتكون (إسرائيل هي الدولة المتقدمة)..وإذا كان ماهو حاصل خلال خمس سنوات من الاحتلال وما يرافق ذلك من مآسي وويلات للشعب العراقي من قتل وتشريد ونهب لثرواته .. فهل سيكون آخر برميل نفط إلى العالم من العراق خاصة وان الخبراء في هذا المجال يؤكدون حتمية نضوب النفط خلال الخمسين عاماً القادمة..