استطلاع/ محمد الصوفي / تصوير/ مصطفى السهيلي:على امتداد الليلة الأولى التي سبقت افتتاح معرض عدن الدولي الأول للكتاب في دورته الأولى تهيأت الكتب متكئة على رفوفها واهبة نفسها لمن يشاء من محبي الكتب ومقتنيها بعضها استعان في استعراضه الصامت ذاك بأزياء ملونة صاخبة بينما اكتفى بعض منها بأغلفة تقليدية مقواى أو ورقية يتقشف مظهرها لمصلحة المتن والجوهر أما المتون فتنوعت بين صنوف الأدب والتاريخ والعلوم والفنون والسياسة والفكر مما أنتجته قريحة الكتاب العرب أو ما ترجم نقلا عن المبدعين ورجال الفكر الغربي القدامى أو المحدثين.وبالرغم مما تحتويه المتون من معازف وأفكار حل الصمت على المكان استعداداً لضيوف المعرض فماذا كان حال زوار المعرض وضيوفه وهل احتفوا بصاحب العرس كما يليق به؟ هذه جولة موسعة في أورقة صالات المعرض تحاول أن تجيب عن السؤال السمة الأساسية الأولى التي تبدو جلية لأي زائر من زوار معرض عدن الدولي الأول للكتاب في دورته الأولى هذه هي النظام الذي ساد جميع التفاصيل من شكل الأجنحة إلى تنسيق أماكنها والتوزيع الجغرافي المميز لدور العرض المختلفة بالشكل الذي وفر للمرتادين جواً مناسباً للتجول والبحث عما يرغبون في قراءته.عبر جولات عدة في أروقة المعرض يمكن ملاحظة عدد من الظواهر اللافتة منها أن القوة الشرائية الأساسية تكونت من قراء وقارئات يعرفون ما يبحثون عنه من كتب ويتوجهون نحو ما يريدون بلا كثير من التجول وبين هؤلاء الباحثون عن الأعمال الأدبية المترجمة مثلاً ووفقاً لاستقصاء عدد من الناشرين العرب فأنها من أكثر الكتب مبيعاً في المعرض بشكل عام إضافة إلى الأعمال الروائية العربية والأعمال الفكرية والفلسفية المترجمة كما أوضح المسئول عن دار مؤسسة أقرأ للنشر على سبيل المثال بالإضافة إلى الكتب الدينية بطبيعة الحال.كما بدا لافتاً أن طلبة المدارس من جميع المراحل تدفقوا على المعرض موزعين على عدد أيام المعرض فتيان وفتيات خلال الفترة الصباحية للمعرض مما أعطى الفترة الصباحية طبيعة خاصة إلا أن اغلب ما تهافت عليه الطلبة هو الكتب الخاصة بالنكت والطرائف وفقاً لعدد من دور النشر أما الفتيات فإن غالبيتهن بحثن عن كتب الشعر، والخواطر، والقصص الرومانسية، وبعض الأعمال الأدبية.بالنسبة للأطفال في الأعمار الصغيرة فقد خصصت لهم صالتان امتلأت بأجنحة دور النشر المتخصصة في كتب الأطفال المصورة التي لاقت إقبالاً شديداً ما جعل تلك المساحة مكاناً ضاجاً بالصخب من قبل الفتية والفتيات الذين استمتعوا بوقتهم من جهة ومروا بين الأجنحة بحثاً عن كتب يفضلونها من جهة لأخرى.التقينا مدير المعارض بالهيئة العامة للكتاب منير أحمد نعمان الدبعي.وعن سؤال حول عدد دور النشر المشاركة وإجمالي عناوين الكتب؟أوضح منير الدبعي حول عدد دور النشر المشاركة في معرض عدن الدولي (150) مع التوكيلات من بينها مصرية وأردنية وسورية وسعودية ويمنية وإجمالي عناوين الكتب 250 ألف عنوان وهو أول معرض دولي تنظمه الهيئة العامة للكتاب في عدن وهناك إقبال من الجمهور لكن السنة القادمة إن شاء الله سيكون هناك حضور لدور نشر أردنية وسورية ولبنانية اسوتا بمعرض صنعاء الدولي للكتاب.وعن سؤال حول قلة دور النشر الأجنبية المشاركة؟أوضح الدبعي أن الاشتراك في معرض الكتاب لابد أن يكون مجدياً بالنسبة لدور النشر المشاركة ولعل هذا يتسبب في قلة عدد دور النشر الأجنبية لكنه استدرك قائلاً:-أن دور النشر الأجنبية تشارك من خلال وكلاء لها وموزعين لكتبها يقومون بهذا النشاط على مدى العام في مكتباتهم وهؤلاء يقومون بهذا النشاط على مدى العام في مكتباتهم وهؤلاء الوكلاء يعرضون عدداً لافتاً من العناوين الأجنبية في المعرض.عن سؤال حول تميز أجنحة خاصة؟نعم هناك جمعية الناشرين السعوديين واتحاد كتاب العرب سوريا أيضاً الشارقة واتحاد الكتاب اليمنيين ما بين كتب علمية أدبية دينية تراثية وطبية مختلفة حيث قامت جامعة عدن بتمويل أقسامها بالكتب الطبية والبرمجيات وكتب السياسة والاقتصاد وغيرها.
وعن الندوات المقامة والأقسام الخاصة بالطفلقال: بالنسبة للأقسام الخاصة بالأطفال توجد دور نشر خاصة بالطفل سواء كتاب ورقي أو سيديهات أما بالنسبة للندوات فهناك ندوة خاصة في المركز الثقافي الألماني وهي ندوة لـ (محمد عبده غانم) وكان في ختام المعرض.من ناحية المشاكل لقينا العديد منها نحن معتادين نعلق أكثر من (100) لوحة إعلانية وضوئية وكانت هناك بعض الأيادي التي حاولت إبعادها ولا داعي لذكرها لأنهم أدرى بأنفسهم محاولين عرقلة المعرض نحن الحمد الله وبوجود الدكتور فارس السقاف رئيس الهيئة العامة للكتاب والأخ عدنان الجفري محافظ عدن وعبدالله قيران مدير أمن عدن وهم بذلك مشكورين على تلك الجهود التي بذلوها لنجاح المعرض.وليد السقاف صاحب دار أبن الجوزي بالقاهرة دار النشر متخصصة في كتب التراث الإسلامي مع كثير من كتب التنمية البشرية حيث قال نحن لم نترك أي معرض سوى في حضرموت أو عدن أو صنعاء والجهة التي تنظم هي الهيئة العامة للكتاب تحت إشراف رئيس الهيئة العامة للكتاب فارس السقاف وهو أكفا من يقوم بتنظيم المعارض وبصراحة هناك مثل شعبي مصري يقول: (أدي العيش لخبازه) ومعارض الهيئة كلها ناجحة.مجدي سعد السليمي دار النشر في الشارقة قال: أما بالنسبة للإقبال فكان في الأيام الأولى متوسط ولكن في الأيام الأخيرة تزايد الإقبال بشكل شديد جداً والحمد لله.[c1]دراسات حديثة[/c]الشاعر مازن توفيق عبر عن فرحته بهذا المعرض واعتبره مناسبة طيبة أتاحت له الفرصة لمتاعة الإصدارات الجديدة والاطلاع على الدراسات الحديثة في الشعر النبطي.[c1]واحة فكر[/c]هناك من قال: إن معرض عدن الدولي الأول للكتاب يعد واحة تجمع الأدباء والشعراء والجمهور وأنه ينمي الروح ويرتقي: في زمن طغت فيه المادة يأتي الكتاب ليروح عن النفس ويعيد إليها الأمل من جديد ويؤكد أن الأحاسيس والمشاعر لم تفقد بعد وأن الإنسان مازال يبحث عن الجانب الروحي في هذه الحياة المادية الصعبة.[c1]متعة كبيرة[/c]ولا تخفي ندى محفوظ الإعلامية اسباب فرحها للمعرض فقالت: تجذبني كتب الطهي وكذلك الروايات العربية والأجنبية وأدب الشباب ووجدت متعة كبيرة في متابعة الجديد في عالم الثقافة وشراء كتب لم أكن أتخيل أني سأجدها بهذه السهولة.[c1]لا للتسلية[/c]أما الطالب الجامعي سليم الحميدي فيؤكد أن حضوره ليس على سبيل التسلية وإضاعة الوقت ولكن من أجل شراء كتب تتعلق بدراسته موضحاً أنه عثر بالفعل على أغلب الكتب التي كان يبحث عنها وبالرغم من شكوى الناشرين في الأيام الأولى قلة إقبال الجمهور على المعرض فأن عطلة الأسبوع الأول أعطت إشارة اولية الجمهور كبير ازدحمت به أروقة المعرض باختلاف مشاربها الأمر الذي تطلب تمديد المعرض حتى الأول من أبريل بدلاً من الفترة المحددة من 29-81 مارس 2009م.وأستقبل المعرض العديد من الشباب الذين يمثلون الشريحة الأكبر المستهدفة لإتاحة الفرصة أمامهم لاقتناء أفضل وأحدث الكتب حيث كان الدخول إلى المعرض مجانياً لجذب أكبر عدد من الشباب كما لم تذل القيمة الايجارية للناشر مقارنة بالمعارض الأخرى في المنطقة.[c1]تنظيم جيد[/c]ولتسهيل حركة الزائرين وتأمينهم ومنع الزحام واضحاً انتشار بعض رجال الأمن هنا وهناك بخلاف بعض اللوحات الإرشادية وتوزيع الخرائط على الضيوف.وربما كان ما يلفت الانتباه هو احتواء 90% من الكتب المعروضة على أقراص ووسائل تشغيل الكترونية خاصة بها بالإضافة إلى وجود مجموعات من الأفراد المؤهلين علمياً للتعامل مع المترددين والمختصين وتسهيل مهمتهم في التعرف على كل جديد في مجال الكتب أيضاً كانت هناك ميزة للزائرين وهي التخفيضات الهائلة على الكتب بمختلف اتجاهاتها العلمية والثقافية والتي تجاوزت في أحيان كثيرة 60% من ثمن الكتاب.وفي ختام المعرض تم تكريم الناشرين المتواجدين وسط فرحة المشاركين.