بعد انتهاء فترة العمل
فضل علي مباركيعتبر مشروع ايداس نتاج التعاون اليمني الالماني المشترك .. ونفذت مرحلته الاولى التوجيهية التجريبية في الفترة من ( 94-97م) تحت اسم مشروع تنمية التجديد في القطاع الزراعي الهادف الاعتماد على مبدأ المشاركة للفلاحين في مجال التنمية الزراعية وحقق المشروع جملة من الانجازات كان لمشاركة الفلاحين دور مباشر في تنفيذها . وفي اطار السياسة العامة للدولة والتوجيهات المستقبلية للتنمية في اليمن جرى اعادة هيكلية المشروع بما يتناسب مع اهداف التنمية . ولهذا جاء مشروع تنمية المساعدة الذاتية ايداس -2 في بداية عام 98م كمرحلة ثانية للاعوام ( 98-2001م ) وصيغت اهداف وسياسة المشروع في ظل المتغيرات الجديدة لاعادة هيكلية واصلاح القطاع الزراعي وبما يكمن القطاع الشعبي والمجتمع الريفي من المشاركة الواسعة في مجالات التنمية من خلال المنظمات والجمعيات الرسمية والشبه رسمية والمجاميع الريفية باعتبارهم من الشركاء الاساسيين في مجال التنمية المستدامة وخصوصاً في ظل دور القطاع الحكومي .
وتواصل نشاط المشروع ايداس 3 حتى نهاية العام المنصرم والذي تحدد هدفه العام في : تمكين المجاميع الريفية الفقيرة من المشاركة الفعالة في اتخاذ القرارات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وممارسة حقوقهم والقيام بواجباتهم المدنية بشكل مستدام وعلى نطاق واسع وبطريقة فعالة بما يحقق الغرض الملخص في : هل بالإمكان اجراء دراسة موضوعية لمعرفة أوجه القصور ومكامن الخلل للاستفادة منها ؟ ان تتزايد قدرات المجاميع الشعبية الفقيرة في اماكن مختارة (6محافظات) على الاعتماد على الذات (أي قدرات المساعدة الذاتية القدرات التنظيمية المسؤولية الشخصية ) وبالتالي التخفيف من حدة فقرها بشكل مستدام وذلك نتيجة لعملية تغييرات اجتماعية واقتصادية وسياسية ناتجة عن شراكة فعالة بين مجاميع المساعدة الذاتية الريفية من جهة ومقدمي الخدمات الحكومية وغير الحكومية وكذلك صانعي القرار على كل المستويات من الجهة الاخرى .
حيث تحددت مؤشرات تحقيق غرض المشروع : * حتى يونيو 2005م يتمكن فقراء 60 من القرى في محافظات المشروع الاربع القديمة (اب ، تعز ، لحج ، ابين) من تخطيط وتنظيم وتنفيذ انشطتهم التنموية بصورة مستقلة وتمكنهم من ادارة مواردهم المالية الداخلية والخارجية وتحمل مسؤوليتها بانفسهم . > يتمكن حتى يونيو 2005م فقراء 20 من القرى في محافظات المشروع الجديدة ( الضالع والبيضاء ) من تنظيم وتخطيط انشطتهم التنموية بصورة تمكنهم من التفاوض مع مقدمي الخدمات حول مشاركتهم في تنفيذ الانشطة ولمعرفة انجازات سنوات المشروع على صعيد محافظة ابين التي كانت ضمن ست محافظات اختيرت لتنفيذ المشروع .. كانت هذه القرءاة من واقع سجلات المشروع التي ابانت بان النشاط الفعلي والعملي والميداني لوحدة التنفيذ بالمحافظة قد بدأ في مرحلة المشروع الثالثة ( أيداس 3 ) في يوليو عام 1998م حيث شرعت الوحدة في رسم الخطط واعداد البرامج التنفيذية للانشطة الميدانية للوصول الى المستهدفين من فقراء الريف كما قال المهندس سالم علي جعيم المدير التنفيذي للمشروع بالمحافظة بغية تحقيق اهداف المشروع واغراضه .
مناشط عديدة وقد تعددت مناشط المشروع خلال الفترة المحددة له واختلف مستوى تنفيذها بما يحقق الغاية منها من مجال لآخر .. وهنا استعراض لابراز مفاصل هذا النشاط . 1- نشر مفهوم المساعدة الذاتية : قام الفريق الحقلي بتنفيذ ( 1229) نزولاً ميدانياً تمكنت خلالها من الاتصال المباشر وعقد الاجتماعات مع ( 147) جمعية ومجموعة مستهدفة رجالية ونسائية حضر تلك اللقاءات حوالي ( 22469) بغرض ايصال وبلورة مفاهيم المشروع باستخدام طرق ووسائل اتصال مختلفة حيث تم شرح وتوضيح اهداف وسياسة وتوجيهات المشروع بصورة مبسطة وابلاغهم بطرق الاتصال والتواصل مع الوحدة التنفيذية لاحقاً كما جرى اعداد ونشر الرسالة التعريفية ثم توصيلها الى تلك الفئات المستهدفة في مختلف مناطق ومديريات محافظة ابين لتنويرهم بما ينبغي للمشروع من العمل معهم بالمشاركة الى جانب استغلال وسائل الاعلام الجماهيري لنشر مفهوم المساعدة الذاتية والاعتماد الذاتي بالاضافة الى تنظيم الندوات في القرى لتحقيق الغرض . 2- بناء القدرات للجمعيات والمجاميع لتخطيط انشطتهم ساعدت الوحدة التنفيذية ( 104) جمعيات ومجموعة وذلك بناء على طلباتهم وتواصلهم الحثيث ونتج عن تلك المساعدة التدريب على اعداد الخطط والانشطة في المجالات التنموية وتحديد الاولويات المطلوب انجازها بالتعاون المشترك وشكلت عملية اعداد الخطط بالمشاركة تعلماً للجميع سواء لطاقم الوحدة التنفيذية او لقيادات الجمعيات والمجاميع حيث اعدت الخطط التي تلبي وتعكس احتياجات المستهدفين . 3- المساعدة في اشهار جمعيات : لقد تعددت مساعدة الوحدة التنفيذية لتشمل تحفيز وتشجيع المجاميع رجالية ونسائية واسنادهم لتنظيم انفسهم والاتصال بهم لتكوين جمعيات ذات صفة رسمية فظهرت بمساعدة المشروع ( 3-4) جمعيات ومجموعة منها ( 23) نسوية تشكل لاول مرة في اطار المحافظة وساهم المشروع بمساعدة تلك الجمعيات في اعداد وثائقها التنظيمة والاعلامية اثناء انعقاد اجتماعاتها التأسيسية . 4- بناء القدرات الادارية والفنية للجمعيات والمجاميع بواسطة التدريب : حظي مجال التدريب لبناء قدرات المستهدفين اهتماماً خاصاً من اهمية قصوى في رفع المهارات والمعارف للمستهدفين لتحسين ادائهم العملي في مختلف المستويات وتنوعت مجالات التدريب في مواضيع عدة تم اختيارها بعناية خاصة بناء على طلب الجمعيات والمجاميع بالتنسيق مع قيادات العمل التعاوني الزراعي واتحاد نساء اليمن ابين وشملت تلك التدريبات جوانب ادارية ومحاسبية وتقنيات الانتاج الزراعي والحيواني وتربية النحل وتنمية مهارات المرأة الريفية حيث تركز التدريب في محورين هما : -
تدريب قيادة العمل التعاوني رجال _ نساءعقدت ( 43) دورة تدريبية لقيادات الجمعيات والمجاميع خصصت احدها للقيادات النسوية بالمحافظة ومعظم التدريبات مشتركة تراوحت مدة التدريب الواحد من (3-5) يوم استفاد منها ( 860) متدرباً ومتدربة تركز مواضيع التدريب في اساليب رفع المهارات القيادية والادارية ومحاسبة ورقابية ومفاهيم الادخار والاقراض وتسويقية وطرق خزن المحاصيل الزراعية بغرض تطوير وتأهيل تلك القيادات لتلعب الدور المناط بها بين اوساط اعضائها المستهدفين . التدريب الموقعي في مناطق الجمعيات والمجاميع : تركزت هذه الدورات التدريبية في مواقع المستهدفين وبالقرب منهم تلبية لطلبهم ونفذت ( 613) دورة منها ( 298) لقطاع المرأة استفاد منها 12260 شملت مواقع التدريب مجالات التربية والعناية بصحة الحيوان ومكافحة الافات والطفيليات الحيوانية وفي مجال الانتاج الزراعي ووقاية المزروعات ومكافحة الآفات الحشرية والعناية بالمحاصيل الزراعية وتربية وانتاج نحل العسل وصيانة آلات الرش وتحضير السماد البلدي البيوجاز كما اولينا اهتمام بتعليم المرأة القراءة والكتابة من خلال فتح صفوف محو الامية بالتنسيق مع ادارة محو الامية ونالت المرأة قسطاً من التدريب في تقنيات انتاج وحفظ الاغذية والخياطة والتفصيل والحياكة والاعمال اليدوية الصوف والاصداف والتحف والعزف والنسالة واعمال الكوافير الى جانب تدريبها في تربية وانتاج نحل العسل وصحة الحيوان . 5- الدراسات الفنية للأنشطة التنموية : بناء على طلب بعض الجمعيات والمجاميع نفذت بمساعدة المشروع ( 77) دراسة فنية لمشاريع تنموية اكتسبت اهمية من وجهة نظر المستهدفين وتمحورت الدراسات المنجزة في مجالات قنوات الري الفرعية والجسور والحواجز والسدود والصرف الصحي وشبكات مياه الشرب وتربية الحيوان وتربية النحل وانشاء كابينات وقوارب صيد ومزارع انتاج الموز وتصاميم مباني للمدارس ومراكز صحية ومقرات للجمعيات وقد سلمت تلك الدراسات للمستهدفين للمتابعة والحصول على التمويل من صناديق الدعم . وقد بذلت الوحدة التنفيذية مع الادارة الوطنية جهود لتعريف المستهدفين بالصناديق الممولة لمشاريع التنمية سوى كان عبر اللقاءات والاجتماعات التي تعقدها مع المستهدفين او من خلال تنظيم الورش التنسيقية بين المستهدفين والصناديق المانحة او من خلال توصيل البعض الى مواقع بعض الصناديق وتم اعداد كتيب تعريفي لمقدمي الخدمات لغرض تعريف المستهدفين بالية تقديم الخدمات في مجالات التنمية حيث جرى ربط ( 67) جمعية بمقدمي الخدمات وبالرغم من ذلك نجد بان الصعوبات لا زالت قائمة في عدم الاستفادة من تمويل الصناديق بسبب عدم قدرة الجمعيات والمجاميع على المتابعة المستمرة والمتكررة الى جانب الروتين المتبع لدى هذه الصناديق واحياناً عدم ايلا اهمية لتلك الدراسات التي بحوزة المستهدفين بالاضافة الى وجود معظم الصناديق في العاصمة صنعاء ولا يوجد لها تمثيل في المحافظة الامر الذي جعل الوصول اليها في غاية الصعوبة الى جانب شحة اماكانيات الجمعيات المالية .
6- تبادل الخبرات : قامت الوحدة التنفيذية بتنظيم وتنفيذ ( 32) زيارة للجمعيات ومجاميع المحافظة الى محافظات اخرى الى جانب تبادل الخبرات الداخلية في اطار المحافظة بين المستهدفين بغرض الاستفادة من التجارب الناجحة والانشطة المميزة واكتساب معارف وخبرات متبادلة بين المستهدفين باعتبارها مصدر من مصادر التعلم المستمر لمزيد من توسيع وتراكم المعلومات والمعارف . 7- انشطة المساعدة الذاتية : استطاعت ( 36) جمعية رجالية ونسوية ان تعتمد على نفسها في تنفيذ عدد من انشطتها التنموية وتمكنت من الوصول الى بعض الصناديق التمويلية ونفذت عدد من المشروعات المرتبطة بحياة اعضائها في جوانب مختلفة على صعيد البناء المؤسسي وتنفيذ عدد من المشاريع في جوانب مختلفة عبر الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الاشغال العامة ومنظمة اوكسفام ومنظمة اليونسيف . بالاضافة الى ذلك فقد قام المشروع بتنفيذ انشطة اخرى مختلفة تمثلت في تقديم الدعم المادي لعدد من الجمعيات سواء لبناء مقرات او تأثيت مقراتها حيث استفادت نحو 51 جمعية ومجموعة بالاضافة الى الاسهام في تنفيذ مشاريع مصغرة وكذلك قام المشروع بتنفيذ دورات للتدريب على انشطة مهنية خاصة استفاد منها 625 فرداً منهم 295 امرأة . كما اوضح سالم جعيم فان فترة عمل المشروع كانت حافلة بنشاطات واسعة وفعاليات مكثفة اسهمت في تحقيق جزء كبير من هدف المشروع القائم على مبدأ الاعتماد على الذات واستطاع المشروع ان يحدث مؤشراً ايجابياً في حياة المستهدفين . من خلال حديثكم لوحظ بروز عدد من الصعوبات التي رافقت عمل المشروع هل يمكن تحديدها ؟ واجهتنا جملة من الصعاب لها اثر بشكل او بآخر في سير العمل منها : - زيادة الطلبات من المستهدفين في تنفيذ انشطة معهم بالمشاركة . - التأخير في اعداد الدراسات الفنية من قبل المهندسين المختصين . - صعوبة تنفيذ تدريبات مركزية على صعيد المديريات المتوسطة والبعيدة . - قلة السيولة النقدية المخصصة لانشطة المساعدة الذاتية . - شحة الموازنة الالمانية خلال النصف الثاني من العام 2004م . - مركزية تنفيذ الانشطة بموافقة كبير المستشارين . - تأجيل او توقيف بعض الانشطة مع المستهدفين بعد اعداد الاتفاقيات لاسباب موافقة الجانب الالماني . - ضعف تنفيذ البرامج التدريبية للفرق الحقلية . - ضعف تواصل وتفاعل معظم الجمعيات الزراعية مع المشروع ومتابعة الانشطة المدرجة في خططها على الرغم من مساعدتنا لهم في التخطيط . - تعرض السيارات للعطب المستمر في الطرق الوعرة لبعض المناطق . - صعوبة توفير مدربات في المناطق الريفية البعيدة الى جانب ضآلة العلاوات في تلك المناطق . وبصورة عامة .. الى أي مدى ترون ان المشروع قد نجح في تحقيق اهدافه ؟ بصورة اساسية وعامة يمكننا القول ان المشروع قد نجح وحقق اهدافه التي رسمت له في خطة عمله وان لم يكن بالكمال التام لكن من خلال النتائج المحققة على ارض الواقع وما قدم من خدمات للمستفيدين يبرز حجم النجاح الذي استطاع المشروع في ابين تجسيده لخدمة المجتمع المحلي . حالياً .. وفي ضوء هذه التجربة.. كيف يمكن الاستفادة بعد انتهاء فترة عمل المشروع . لضمان بقاء المنفعة لمن استفادوا ؟ حفاظاً على تجربة المساعدة الذاتية والاعتماد الذاتي التي جرى نشر مفاهيمها واهدافها وسياستها عبر المشروع خاصة وقد توقف الدعم الالماني وباعتبار المشروع مشروعاً يمنياً الماني يتطلب تثبيت التجربة .. وقد تقدمنا بمقترح الى وزارة الزراعة والري يهدف الى استمرارية نشاط المشروع تحت مظلة الوزارة وبدعم محلي طالما هناك مقومات اساسية لاستمرارية عمل ونشاط المشروع لما فيه من منافع وخدمة لاهداف التنمية الريفية المستدامة .
![](https://14october.com/uploads/content/0602/7SWPTK3B-2OMJ9W/watar.jpg)
![](https://14october.com/uploads/content/0602/7SWPTK3B-2OMJ9W/adas.jpg)
![](https://14october.com/uploads/content/0602/7SWPTK3B-2OMJ9W/motar.jpg)
![](https://14october.com/uploads/content/0602/7SWPTK3B-2OMJ9W/shabes.jpg)
![](https://14october.com/uploads/content/0602/7SWPTK3B-2OMJ9W/famalys.jpg)