ما يفتقد الناس ، هو ثقافة غذائية راسخة، خارج إطار ماهو تقليدي ومألوف ومكرر من جيل لآخر ، ولا يمكن للناس أن يموتوا جوعاً ، فقليل من الأكل ، حتى لو كان من الأعشاب المنتشرة حولنا، تكفي لإسكات الجوع والبقاء أحياء، وهذا طبعاً لم يعد مقبولاً اليوم ، فالناس بحاجه إلى تغذية سليمة ودائمة تسمح لهم بمزاولة أنشطتهم المختلفة بحيوية وديناميكية عاليه ، وليساعدهم ذلك على العيش بسعادة وعمر مديد ، وذلك بالطبع مرهون بمستوى دخولهم أولاً ، وثانياً على مستوى وعيهم وثقافتهم الغذائية ، لاختيار ماهو مهم ومفيد غذائياً وترك ماهو دونه واعتماداً على قاعدة لا أفراط ولا تفريط ، فأن كثيراً من العادات الاستهلاكية قد ثبت خطؤها وعدم منفعتها للإنسان كالقات والدخان، وكذا العديد من المخدرات والمنبهات والمنعشات ، التي صارت موضع إدمان عند الكثير من الناس ويصعب على البعض التخلص منها بعد ذلك ، وذلك كله سببه انعدام القدرة وقوة التقليد والمحاكاة ، وعدم التدخل بما فيه الكفاية من قبل أجهزة الدولة للفضاء على تلك العادات الاستهلاكية الضارة للإنسان ، بصورة عملية وحاسم، إضافة إلى ضعف التوعية والتثقيف الصحي في كل وسائل التعليم والتربية وعلى مستوى الصحافة والإعلام كذلك بصورة مستمرة والثقافة الغذائية يبدءا تشكلها عند النشء في البيت ومن ثم في المدرسة وفي مرافق العمل، وفي الشارع ، في المطعم والمخبز وعند بالغ الخضار والفواكهة وغيرها ، لكن يبقى العنصر الحاسم في هذه المسألة هو الرهان على رفع دخول الناس من النقود التي من خلالها فقط يمكن إرساء عادات وتقاليد استهلاكية وغذائية سليم ، بحيث تكون المفاضلة هنا ممكنه وفي متناول اليد لكل الناس ، وهكذا فقط ستأخذ الثقافة الغذائية طريقها في التخلق وتصبح نمط حياة في الممارسة اليومية ، لأن كل شيء متوفر لكل الناس ، بهذا يتشكل الإنسان السليم بجسده وعقلة معاً وثقافة الغذاء ، مرتبطة بثقافة الحياة بوجه عام، فالمسألة ذات صلة بالنظافة أيضاً وبكمية الغذاء وتوعيته أيضاً ، فلا يمكنك أ، تأكل كيلو لحم فيفك ولا دست كامل من العصيدة مثلاً ، ولابد من توفير العناصر السبعة في كل وجبه غذائية كما يقول الأطباء : الفيتامينات والبروتينات والمعادن والماء والنوبات ... الخ، رغم تدخل الأشعار هنا دائماً بشكل سلبي في موضوع التغذية الجيدة ، أيضاً يلعب دور هام طريقة الطباخة بما لها من علاقة بالذوق والطعم ، ولابد من اعتماد وجبات عدة في اليوم الواحد، ونختلف وجبه الإفطار عن وجبه الظهيرة أو وجبه العشاء ، وكما يقال أن المستوى المعيشي للناس هو الذي يحدد درجة وعيهم ونفحهم وممارستهم.
|
اتجاهات
ثقافة التغذية
أخبار متعلقة