إلى محافظ عدن
ذات مساء من ليالي عدن الجميلة، قصدت البحر بغية البوح بما في الصدر واتجهت الى شاطئ (جولد مور) الساحل الذهبي رغم انني من جيران صيرة، والسبب في هذا الاختيار هو هدوء ذلك الشاطئ وتوافر مراجيح للصغار وغياب بعض المتطفلين من “ماضغي القات” الذين استولوا على كل المنافذ المطلة على البحر وجعلوا منها مجالس لمجاميعهم، الأمر الذي يتعذر معه وجود عائلات محترمة.وكان صغاري فرحين بهذه النزهة للاستمتاع بها على صدر ذلك الشاطئ. بالطبع جلسنا في ناحية منه وكانت هناك عائلات أخرى قصدت البحر ولنفس الغاية.. بيد أن آمال الصغار تبددت ومعها فرحتهم حين وجدوا ان المراجيح قد هتكت سلاسلها الحديدية جمعيها باستثناء واحدة فقط شكلها لا يبشر بخير.هذه المجموعة من الأطفال أخذوا يتنازعون فيما بينهم على تلك الأرجوحة اليتيمة، بل امتد النزاع ليشمل الاسر المتوافدة على المكان، وانقلب الحال من بهجة إلى غمة.ذلك ما كان بالحسبان، حلقت بعيداً عن المكان وذهب بي تفكيري إلى تلك الاستقطاعات الشهرية لراتبي ورواتب موظفي الدولة وإلى تلك المبالغ الطائلة المستقطعة من لقمة عيشنا تحت مسمى “تحسين المدينة” و”نظافة المدينة” و”إنارة المدينة” والمدينة فقيرة متنفساتها وما تشمله من مراجيح للأطفال والمصادرة تحت مسمى الاستثمار، فلا يمكن دخول حديقة “فان سيتي” بهذا الكم من الأطفال ان لم يكن الجيب (عمران) بالنقود ومثله “الكمسري” سابقاً رحم الله ذكراه.وهنا يبرز مدى اللامبالاة واللامسؤولية من قبل بلدية “التواهي” وبلدية محافظة عدن تجاه هذا المكان الذي بقي لنا ولعائلاتنا. نحن يا سادة واخصكم بهذا العتاب المرير محافظ محافظة عدن والأمين العام لمجلسها المحلي اصحاب حق “أجل نحن اصحاب حق” لأن رواتبنا تستقطع منها تلك الاستقطاعات لصالح تحسين المدينة بالإضافة إلى كل فاتورة مياه وكهرباء أو هاتف تشملنا أيضاً إضافات وتحت هذه المسميات التي لا غرض لها سوى امتصاص دمائنا.. ولا نحصل على شيء.متى يرقى المعنيون الى مستوى مسؤولياتهم المناطة بهم تجاه من انتخبوهم وعلو اشأنهم وجعلوا منهم نجوماً؟ الا يدركون ان تقصيرهم ولامبالاتهم كفيلان بدحض الثقة الممنوحة لهم من هؤلاء الناس؟.. وباختصار أبدوا ولو الشيء القليل من الخجل فعلى الأقل جملة تلك الاستقطاعات من لقمة عيشنا التي تقتات مجالسكم وموظفيكم على دخولها.. أليس من حق الناس وبمقابل ما ينتزع منهم أن يجدوا ويحصلوا ولو على النزر القليل من الراحة.. أليس حرياً بهم الاهتمام بمثل هذه الاشكاليات البسيطة التي تؤدي الى السخط على يوم انتخابهم.